وزارة التربية والتعليم من «ديوان الجهادية» إلى «العاصمة الإدارية»

وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني
وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني

يتساءل الكثير منا عن تاريخ نشأة وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، وكيف تحولت من ديوان الجهادية ونظارة المعارف سابقا الي مقر وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني حاليا ، حيث الكثير منا يجهل خطوات نشأة وتكوين وزارة التربية والتعليم والاماكن التي شغلتها في السابق الي ان استقرت بمقر الحي الحكومي داخل العاصمة الادارية الجديدة في الجمهورية الثانية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي- رئيس الجمهورية.

«بوابة أخبار اليوم»، تسرد في السطور التالية تاريخ نشأة وزارة التربية والتعليم منذ عهد محمد علي ، حيث كان التعليم في بداية عهد محمد على تابعاً لديوان الجهادية ثم أنشئ له ما يعرف بمجلس شورى المدارس الذي تولى أموره، إلى أن أنشئ له ديوان خاص به.

وقد جاءت الخطوات التي مرت بها إدارة التعليم الحديث منذ نشأته في عهد محمد على حتى الوقت الحالي، كالتالي : -

- ديوان الجهادية ( ١٨٢٥ – ۱۸۳۹ )

- مجلس شورى المدارس ( ۱٨٣٦ - ۱۸۳۷ )

- ديوان المدارس ( ۱۸۳۷ – ١٨٧٥ )

- نظارة المعارف العمومية (١٨٧٥ - ١٩١٥ )

- وزارة المعارف العمومية ( 1915 ـ ١٩٥٥ )

- وزارة التربية والتعليم ( ١٩٥٥ – حتى الآن )

اقرأ أيضا| التعليم: مد فترة تسجيل استمارات تقدم طلاب أولى ثانوي عام للامتحانات

ويعتبر ديوان الجهادية أول هيئة إدارية تولت شئون التعليم النظامي في القطر المصري إلى جانب عملها الأصلي، وكان ذلك في أوائل القرن التاسع عشرفی
بداية حكم محمد على عام ١٨٠٥م، وتولت هذه الهيئة الإشراف على بضعة مدارس متخصصة أنشـئت من أجل توفير احتياجـات الجيش في ميدان الطب
والهندسة وبعض الفنون العلمية والحربية، وعندما توسع الحاكم في إنشاء المدارس استلزم الأمر إيجاد جهة أخرى تسهم في إدارة شئون التعليم وتتولى أمره، وكانت تلك الإدارة هي "شوري المدارس " وتتكون من عدد من الأعضاء الأجانب والمصريين.
واستمر هذا الوضع الى أن بدأ التعليم و الهدف منه يتضح في أذهان المسئولين وبدأت المدارس تعد فئة من الموظفين تشترك في إدارة شئون البلاد، فأنشـأت إدارة تعليمية جديدة أطلق عليها إسم "ديوان المدارس"، وكان ضمن سبعة دواوين تأسست لتنظيم الإدارة الحكومية، وبنشأة ديوان المدارس انفصلت إدارة التعليم عن إدارة الجيش وأسند إليها جميع شئون التعليم بمراحله وأنواعه المختلفة، وتعتبر هذه هي البداية التاريخية لوجود وزارة التربية والتعليم.

كان اللواء مصطفى مختار، هو أول شخصية تولت رئاسة ديوان المدارس في مارس سنة ١٨٣٧ وفي عام ١٨٧٥ أطلق اسم نظارة المعارف العمومية على الديوان.

وكلمة ( ناظر من الكلمات العربية جاءت من.. تنظر أي ..أشرف )، ثم ترتب على تغيير الوضع القانوني لمصر

بإعلان الحماية عليها في ١٩ ديسمبر عام ١٩١٤ تغيير اسم النظارة إلى وزارة، وكان الهدف من هذا التغيير في الإسم هوالتأكيد على حقيقة قطع العلاقات التي ظلت تربط اسطنبول بالقاهرة لأربعة قرون سابقة.

وفي عام ١٩٥٢ وعقب الثورة بدأ الاتجاه نحو التحول من المركزية إلى اللامركزية في الإدارة التعليمية بصدور القرار الوزاري رقم ( ١١٨٨٤ ) بتاريخ 4 مارس عام 1954 الذي تم بموجبه توزيع الاختصاصات بين الوزارة والمناطق والمدارس فتبع هذا التحول تغيير إسم الوزارة من وزارة المعارف العمومية إلى وزارة التربية والتعليم؛ لأن مهمة الوزارة لم تعد قاصرة على التعليم ومجرد إعداد الموظفين إنما إمتدت لتشمل التربية أيضا والعمل على تنمية قدرات النشء وإعداد المواطن الصالح و توفير احتياجات المجتمع من القوى العاملة.

وجاءت المواقع التي شغلتها وزارة التربية و التعليم منذ عام ١٨٣٧ كالتالي:
1- قصر الدفتر دار بالأزبكية ۱۸۳۷ ـ ١٨٤٥
2- الناصرية بجوار مدرسة المبتديان ١٨٤٥ ـ ١٨٥٠
3- دائرة السلحدار بالقلعة ١٨٥٠ ـ ١٨٥٤
4- سراى الأزبكية ١٨٦٣ ـ ١٨٦٧
5- القلعة "مرة ثانية " ١٨٦٧ ـ ١٨٦٨
6- قصر مصطفى فاضل ١٨٦٨ ـ ۱۹۰۹
7- قصر الأميرة جميلة بشارع الطرقة الغربي ۱۹۰۹ ـ ۱۹۳۱
8- قصر الأميرة فائقة بشارع الفلكي ۱۹۳۱ ـ ٢٠٢٣
9- العاصمة الإدارية الجديدة أول أغسطس ٢٠٢٣ ، وحتى الآن.

ويرجع تاريخ شغل وزارة التربية والتعليم، لقصر الاميرة فائقة هانم ، إلى عام 1931 ، وقد أنشئ هذا القصر في عام ١٨٧٢ عندما أمر الخديوي إسماعيل بإنشأنه لابنته بالتبنى الأميرة فائقة ( إبنة الزوجة الثالثة للخديوى إسماعيل ( جشم آفت هانم ) وذلك عند زواجها بمصطفى باشا صديق ابن اسماعيل صديق وكان الخديوى اسماعيل قد أنشأ ثلاثة قصور متجاورة لبناته الأميرات فائقة هائم و جميلة هانم وتوحيدة هانم و يشغلهم حالياً:

- وزارة التربية والتعليم.

- وزارة الإسكان.

- وزارة الانتاج الحربي.

وتحيط بقصر الأميرة فائقة مقر وزارة التربية والتعليم حديقة وله مدخلان رئيسيان ومدخل صغير فرعى ويعتبر المدخل الشرقي هو أبرز هذه المداخل حيث تتقدمه شرفة ترتكز على اثني عشر عموداً، أما المدخل الغربي فتتقدمه أيضا شرفة محموله على ستة أعمدة.

ويتكون القصر من طابقين يربط بينهما سلم رخامي كبير ذو فرعين و يضم العديد من القاعات منها قاعة بالطابق الأرضي يطلق عليها القاعة العربية لأن الزخارف متاثرة بالطراز الأندلسي والجدران تحتوي على زخارف من وحدات نباتية وهندسية منفذة على الخشب.

أما السقف عبارة عن براطيم خشبية تتخللها أيضا زخارف من وحدات نباتية وهندسية ملونة، ويحيط بالسقف إزار يشتمل على زخارف كتابية تتخللها آيات قرآنية، و يوجد بالطابق الأول فوق الأرضي قاعة فخمة بالجهة الشمالية لها ثلاثة أبواب خشبية وعلى جانبيها بابان خشبيان صغيران و يوجد بسقف القاعة زخارف مذهبة، وقد تم ترميم الزخارف تحت إشراف وزارة الآثار.

وفي اغسطس عام 2023 ، وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية ، انتقل مقر وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني،في فترة تولي الدكتور رضا حجازي، مقاليد وزارة التربية والتعليم، بحكومة الدكتور مصطفي مدبولي ، داخل الحي الحكومي بالعاصمة الادارية الجديدة ، وتكون مقر الوزارة من ٧ طوابق ، يشغله موظفي وقيادات الوزارة والعاملين بها ، حيث يوجد مكتب وزير التربية والتعليم وقيادات الوزارة بالطابق السابع.
ويُعد انتقال مقر الوزارة للعاصمة الادارية ، نقلة نوعية تهدف إلى تقديم أفضل الخدمات بطريقة ميسرة، وباستخدام أفضل وأحدث الوسائل التكنولوجية، حيث أن العاصمة الإدارية الجديدة تعد نموذجا تفخر به الدولة المصرية، وتدعم أهداف الدولة نحو تحقيق حوكمة الإدارة بما يُحسن من مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، حيث تم تغذية جميع مكاتب المقر الجديد للوزارة بالعاصمة الادارية، باجهزة الحاسب الآلي والشاشات، والبنيته التحتية التكنولوجية من شبكات انترنت وفايبر، وذلك في اطار الرقمنة الجديدة للعمل داخل الحي الحكومي للوزارات.