العاصفة «هينك» تثير الرعب في أوروبا وتتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل الحياة اليومية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تعيش أوروبا منذ عدة أيام حالة من الفوضى الشديدة وشبه توقف كامل في الحياة اليومية نتيجة العاصفة «هينك» التي تسببت في انقطاع الكهرباء وتعطل حركة الطرق والسيارات بالإضافة لإغلاق المدارس وتعليق التعليم في بعض المناطق.

فقد انقطعت الكهرباء في دول فرنسا وألمانيا وهولندا، وفقًا لما نقله تقرير لشبكة «يورونيوز»، كما لا يزال الآلاف في هذه الدول يعيشون وسط ظروف يومية صعبة بسبب الرياح العاتية والثلوج التي تسببت في دمار كبير.

كما ترك عدد من الأشخاص سياراتهم العالقة في الثلوج وسط الطرق السريعة لعدم قدرتهم التحرك بها، أو بسبب تعرضهم لخطر الموت المباشر نتيجة سقوط الأشجار عليهم.

درجات حرارة غير مسبوقة

 

 

ومن جانبها، سجلت دول فنلندا والسويد درجات حرارة بلغت -40 درجة مئوية في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهي أبرد درجات الحرارة المسجلة هذا الشتاء. وأغلقت المدارس أبوابها، بعد أن تسبب البرد الشديد في حدوث فوضى على الطرق.

وفي شمال السويد، يعيش حوالي 4000 منزل في الظلام التام مع انخفاض درجات الحرارة إلى -38 درجة مئوية، حسبما ذكرت الإذاعة العامة السويدية.

وأبلغت بلدية إينونتيكيو في لابلاند الفنلندية، بالقرب من الحدود مع النرويج والسويد، عن درجة حرارة قياسية بلغت -42.5 درجة مئوية يوم الخميس الماضي.

فيضانات مستمرة

 

وتسببت الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات في فرنسا وألمانيا وهولندا، مما زاد من الفيضانات المستمرة في هذه المناطق خلال الأسبوعين الماضيين.

كما تم الإبلاغ عن حالة وفاة مرتبطة بالطقس في فرنسا وغرقت عدة بلدات في شمال البلاد تحت الماء.

مصدرها القطب الشمالي

 

وتعتبر موجة البرد الشديدة القادمة من سيبيريا ومنطقة القطب الشمالي غرب روسيا، هي الأصعب هذا الشتاء حتى الآن، حيث أدت إلى انخفاض درجات الحرارة في روسيا ومناطق أخرى إلى مايصل لـ 30 درجة مئوية تحت الصفر.

وأصدر المسؤولون في موسكو وسانت بطرسبرج ومناطق أخرى تحذيرات برتقالية بشأن الطقس، لتحذير السكان من المخاطر الصحية المحتملة.

الطقس يسوء يومًا بعد يوم

 

 

وتسوء الأحوال الجوية المُسيطرة على أوروبا والمناطق القريبة من القطب الشمالي يومًا بعد يوم نتيجة العاصفة التي تضرب القارة كلها، وتتسبب العاصفة في إحداث دمار في أجزاء من أوروبا.

أما في بريطانيا، فقد توفي سائق بعد سقوط شجرة على سيارته في غرب إنجلترا نتيجة الطقس السيئ.

كما تعرضت شبكة السكك الحديدية في بريطانيا للفيضانات وانقطاع التيار الكهربائي، حيث أبلغ العديد من المشغلين عن مشكلات مستمرة أثناء التنقل.

وتم تسجيل أقوى العواصف في المملكة المتحدة تحديدًا في جزيرة وايت، قبالة الساحل في جنوب إنجلترا، حيث وصلت سرعة الرياح إلى 151 كيلومترًا في الساعة.

ووفقًا لما نقلته صحيفة الجارديان فإن حادث وفاة السائق ليست الوحيدة التي وقعت نتيجة العواصف الشديدة، فقد توفي عدد كبير من المواطنين في حوادث متفرقة تسببت بها العاصفة «هينك».

ونصحت شركات النقل والسكك الحديدية المواطنين حاليًا بعدم التنقل أو التواجد في الشوارع العامة وإلغاء اية مواعيد كانت محددة خلال هذه الفترة للسفر والعطلات.

 

وحتى الآن أصدرت بريطانيا وحدها ما يصل لـ500 تحذير للمواطنين بسبب سوء الطقس، كما حذرت السلطات من استمرار موجة الطقس السيئ على مدار الـ5 أيام المقبلة، حيث تم إخلاء مدن ساحلية من مواطنيها تحسبًا لتطور الطقس بشكل حاد.

وفي هولندا، قالت الشرطة بالقرب من مدينة أيندهوفن إن الرياح القوية تسببت في وفاة رجل يبلغ من العمر 75 عاما سقط من على دراجته نتيجة هبوب رياح عاتية على معظم أنحاء البلاد.

كما تم إجلاء العديد من المراكب من نهر «نيوا ماس» بالقرب من مدينة ماستريخت في هولندا، وذلك أيضًا كإجراء احترازي.

وفي فرنسا، هطلت أمطار غزيرة أدت إلى إجلاء حوالي 200 شخص من منازلهم، وانقطاع التيار الكهربائي عن 10 آلاف أسرة، وفقا للسلطات المحلية.

وتحرك المئات من عمال الطوارئ من جميع أنحاء فرنسا لإنقاذ الناس من المنازل التي غمرتها المياه وتمهيد الطرق التي تسببت الامطار والثلوج في تعطلها تمامًا.