الابن أشعل النار في منزل العائلة وتسبب في مصرع 5 من أفراد أسرته

المنزل موقع الحادث
المنزل موقع الحادث

الإسكندرية‭ - ‬محمد‭ ‬مجلى‭ ‬

  جمع الأب أبناءه وزوجته وغادر منزله بعد أن تعثرت أموره فى محل سكنه، واختار أحد أفراد عائلته ليكون ضيفًا عليهم، سكن غرف مسقوفة بالخشب أعلى سطح بأحد العقارات، بحثًا عن وسيلة للخروج من مأزق تعرض له، إلا أنه لم يدرك أن هذه الغرف التي لجأ إليها ستكون هي المحطة الأخيرة فى حياته وحياة أبنائه الثلاثة وحياة زوجته رفيقة مشوار حياته.. تلك هي تفاصيل الواقعة المأساوية التي شهدتها حادثة حريق منزل قديم بالإسكندرية ووفاة  5 أشخاص وهم زوج وزوجته وأبنائه الثلاثة.

فى الوقت الذي خلد فيه جميع من كانوا فى المنزل بينهم المتوفين ووالدة المتهم وأشقائه وابناء خالهم، قرر المتهم استخدام مادة سريعة الاشتعال وسكبها على المنزل ثم أشعل النيران فى كل جوانبه، فيما لاذ جميع من فى المنزل بالفرار من ألسنة النيران التي تزداد توحشا وشراسة، وتعرض البعض الآخر لإصابات، بينما ظل المتوفين الخمسة داخل غرفتهم وأعلى سرير النوم غير مدركين لما يحدث حولهم، فيما حاول الأب أن يستفيق لكن شدة الدخان كانت سببا فى وفاته وازدادت الأمور سوءًا بسقوط سقف الغرفة الخشبي على المتوفين ليتوفى أفراد الأسرة شخص تلو الآخر وهم: زوج وزوجته وولدين وبنت هي أصغرهم.

بدأت الواقعة بتلقى اللواء خالد البروي، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الإسكندرية، اخطار من قسم شرطة الجمرك، يفيد بورود بلاغ من شرطة النجدة، بنشوب حريق بمنزل قديم مكون من طابقين أرضي وطابقين علوين بها حوائط خشبية ووجود متوفين ومصابين.

على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية بقوة أمنية من مديرية أمن الإسكندرية رفقة قوة من قسم شرطة الجمرك برئاسة العميد ولاء صفاء الدين، مأمور قسم شرطة الجمرك، ورجال الحماية المدنية و4 سيارات إطفاء رفقة 3 سيارات إسعاف إلى موقع الحادث الكائن بـ 7 شارع الجمرك القديم المتفرع من سوق الميدان بمنطقة المنشية وسط المدينة.

السيطرة على الحريق

وتمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على النيران وملاحقتها قبل أن تمتد إلى باقي العقارات المجاورة والتي التهمت محتويات العقار بالكامل، وتسببت في سقوط سقف حجرات الطابقين الأخيرين على المتوفين الخمسة.                                                                                                                                                                      أحد‭ ‬الضحايا

تحرر محضر بالواقعة واتخذت الاجراءات القانونية اللازمة وأثبتت التحريات وجود شبهة جنائية وراء ارتكاب الحادث؛ إذ تبين قيام المدعو «خ.م» بإشعال النيران فى المنزل من أسفل إلى أعلى والتي أتت على العقار وأسفرت عن سقوط أسقف الحجرات العلوية.

كشفت التحريات عن مفاجأة من العيار الثقيل بعد أن أشارت إلى أن المتهم سبق وأن هدد الأسرة لدى وصولهم إلى المنزل بأنه سيقوم بإحراق المنزل حال مطالبته لهم الحصول على حقه، بالإضافة إلى أنه سبق هدد خاله بأنه سيحرق المنزل بسبب عدم موافقته على زواجه من ابنته. 

واشارت التحريات إلى أن المتهم احضر مادة سريعة الاشتعال عبارة عن بنزين وغافل سكان المنزل وأغلق الباب من الخارج وأشعل النيران فيه، وفشل المتوفيين فى الخروج منه ما ادى الى مصرع أسرة كاملة واصابة بعضهم بجروح متفرقة وحروق واختناقات نتيجة عدم نجاحهم فى الخروج من المنزل. 

جرى تقنين الإجراءت وألقي القبض على المتهم وعرضه على النيابة العامة والتي واجهته بارتكاب الواقعة، وامرت بحبسه لمدة 4 أيام على ذمة التحقيق مع عرضه على الطب النفسي لاستبيان حالته وقت ارتكاب الواقعة، اذ تبين أن المتهم سبق وأن هدد بإشعال النيران فى المنزل.

وباشرت النيابة العامة التحقيق فى الواقعة وأمرت بندب خبراء الأدلة الجنائية لمعاينة آثار الحريق ونقل جثامين المتوفين إلى المشرحة بعد أن فاضت أرواحهم إلى بارئها وفشل محاولات انقاذهم مع طلب تقرير الطب الشرعي وسؤال شهود عيان الواقعة والتصريح بدفن جثامين المتوفين.

لجنة المنشآت

فى الشأن نفسه، قالت المهندسة نهى خليفة رئيس حي الجمرك: إنه تم السيطرة على الحريق وتبين أن العقار عبارة عن دور أرضى وطابقين علويين وجزء من السطح عبارة عن أسقف خشبية.

وأضافت رئيس حي الجمرك: أنه تقرر عرض العقار على لجنة المنشآت الآيلة للسقوط والتي أصدرت تقريرها عن حالة العقار، وتقرر اخلائه من سكانه وإزالة الأجزاء الخطرة، لافتة أنه فور وقوع الحادث انتقلت رفقة كافة الأجهزة والإدارات المعنية إلى موقع الحادث لاتخاذ الإجراءات اللازمة القانونية.

وأسفر الحادث عن وفاة كل من: خالد بيومي فى بداية العقد الخامس من العمر، مصاب بكدمات واختناق، مقيم بمنطقة العجمى غرب الإسكندرية، وأبنائه الثلاثة أحمد خالد بيومي، 17 سنة طالب فى المرحلة الثانوية، ونور خالد بيومي، 13 سنة، طالب في الصف الثاني الإعدادي، ورقية خالد بيومي، 10 سنوات، طالبة في الصف الرابع الابتدائي ووالدتهم ربة منزل.

شهود العيان

وكشف شهود العيان من جيران المجنى عليهم بالشارع؛ أن ما حدث كان عبارة عن ساعات من الرعب عاشها رفقة أسرته وأبناء الشارع بالكامل، بعد أن تعالت الصراخات الصادرة باتجاه المنزل فى الساعات الأولى من يوم حدوث الواقعة، قائلين: استيقظنا على هذا الصوت فى الوقت الذي كان الطقس فيه بارداً فخرج الجميع من منزله حاملين قرورات المياه والجرادل لمحاولة

 السيطرة على النيران

وأضاف شهود العيان؛ أن الجميع تعاونوا في محاولة انقاذ من كانوا بداخل المنزل لانزالهم إلا أن تساقط الأسقف الخشبية والنيران حالت دون الوصول إلى الضحايا، مشيرًا أنه تم الاتصال بشرطة النجدة وقوات الحماية المدنية للسيطرة على النيران ومنعها امتدادها إلى المنازل المجاورة، مشيرًا إلى أنه شاهد المتهم أثناء جلوسه على المقهى لتناول وجبة الإفطار، بعدما نما إلى سماعه أنه من ارتكاب الحادث.

وقال ع.ع، مقيم بنفس الشارع محل الواقعة: إن الضحايا غير معروفين لدى اهل الشارع وهم ضيوف لم يراهم من قبل، وأنهم حضروا إلى المنزل للإقامة لدى أقاربهم، المقيمين بنفس العقار ولا يوجد بينهم أي غريب، مؤكدًا أن سكان المنزل الأصلي نجحوا فى الخروج من المنزل إلا أن المتوفين الخمسة ظلوا فى أماكنهم وتسبب الحريق فى وفاتهم.

وأشار إلى أنه كان من الصعوبة دخول المنزل، وأن رجال الحماية المدنية الذين حضروا إلى موقع الحادث للسيطرة على النيران ومحاولة إنقاذ كل من كانوا في المنزل من النيران وانهم استخدموا المنشار الألي لفتح طاقة في المنزل حتى يتمكنوا من إخراج المصابين من البيت الذين خرجوا قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة، بينما الضحايا الخمسة خرجوا في حالة حرجة وبهم إصابات متفرقة ومصابين باختناقات ولفظوا أنفاسهم الأخيرة قبل وصولهم إلى المستشفى لتلقي العلاج المناسب وإنقاذهم. 

وكشفت السيدة نعمة السعيد، من سكان الحي؛ أن القدر اختار الضيوف لتكون آخر زيارة لهم هي آخر نفس لهم بالمنزل، مشيرة إلى انها شاهدتهم من قبل وانهم سكنوا فى المنزل قبل أيام قليلة من وقوع الحادث.

وأشارت إلى أنها شاهدت تصاعد النيران من أسفل المنزل لاتجاه أعلى المنزل واستغاثت رفقة آخرين بأهل الشارع الذين اتجهوا إلى المنزل لمحاولة السيطرة على النيرن إلى حين وصول سيارات الإطفاء وقوات الحماية المدنية ورجال الشرطة.     

وقال نجل شقيق الزوج المتوفي فى الحادث: «لا نعلم ما الذي حدث وكيف كانت نهاية حياة عمى وزوجته وأبنائهم الثلاثة بهذه المشاهد الصعبة، مؤكدًا انه لا يصدق ما حدث لهم ووفاتهم بهذه الطريقة التيى وصفها بـ «البشعة»، مضيفا أن آخر مكالمة جمعته مع عمه كانت من أجل الاطمئنان عليه والتأكد من حالته الصحية. 

 

إقرأ أيضاً : المدمن قتل أمه وجلس يبكي بجوار جثتها

 


 

;