ضحية حدائق حلوان.. مات دفاعًا عن شقيقه المريض

رجب المجنى عليه
رجب المجنى عليه

آمال‭ ‬فؤاد‭ ‬

يخبرك صوت الاب المكلوم المليئ بالاحزان ولوعة ومرارة فراق فلذة كبده على يد المتهمين الذين أنهوا حياته دون أي ذنب سوى أن شهامته دفعته لفض شجار كان قائمًا فى الشارع أثناء خروجه من المسجد عقب صلاة العشاء، فى هذه اللحظة فوجئ المجني عليه بأن طرفى الشجار بين المتهم وشقيقه واثنين من أقاربه تدخل لمحاول تهدئة الامر وشرح ظروف شقيقه المرضية للمتهم، ولكن الجاني «لا حياة لمن تنادي» سرعان ما طعنه طعنتين بالرقبة وسط الشارع، الاحداث دارت بمنطقة تقسيم المعلمين بحدائق حلوان، ما هي القصة؟!، ولماذا ذبح  المتهم المجني عليه بهذا الشكل الوحشي؟ وما هي كواليس الواقعة؟!تفاصيل كثيرة ومثيرة كشف لنا عنها والد المجني عليه نسردها فى السطور التالية.

رجب محمد رجب النساج شاب نشأ داخل بيت صغير ووسط أسرة ميسورة الحال مكونة من أب يعمل مهندسا معماريا وأم على المعاش وشقيقان، ترتيبه الأول بين أشقائه بالعقار رقم 54 شارع علي مبارك تقسيم المعلمين بمنطقة حدائق حلوان، واصل رجب نجاحه في دراسته وحصل على بكالوريوس تجارة وعقب تخرجه قرر أن يرتدي عباءة المسئولية ويسعى وراء لقمة العيش، قرر النزول مع والده والعمل في مجال المعمار،كان الجميع كبار وصغار  بالمنطقة يحبونه ويحترمونه لخلقه وتدينه،عقب خروجه من صلاة العشاء هاتفه والده طالبا منه أن يذهب إلى شقيقه الأصغر واحضاره.

على الجانب كانت هناك احداث أخرى قد بدأت في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم الواقعة؛ حيث وصل إلى العقار طفل عمره عشر سنوات كي يأخذ درسًا لدى إحدى المدرسات بالعقار، وعقب وصول الطفل فوجي بباب البناية مغلق وأثناء ذلك كان شقيق المجني عليه الأصغرسيد 34 سنة يجلس امام العقار، كل سكان المنطقة يعلمون أنه يعاني من بعض الاضطرابات النفسية، فطلب منه الطفل أن يفتح له الباب ونظرًا لظروف الشاب المرضية رفض أن يفتح الباب للطفل وقال له:»نادي على حد يفتح لك الباب»،فانطلق الطفل نحو أسرته وقص عليهم ماحدث معه من قبل شقيق المجني وفور سماع والد الطفل كلام نجله توجه مسرعا الى شقيق المجني عليه، بصحبة والدة الطفل وبلا سابق انذار انهالوا عليه سبًا وشتمًا وهو لا يزال يجلس أمام العقار ولم يرد عليهم بكلمة واحدة، وتطاولت أسرة الطفل الى الدرجة التي وصلت للتهديد، رغم أن الأمر لا يستحق كل التوابع، حاول الجيران التدخل لفض المشكلة لكن الام أخذت طفلها وذهبت، وبعد أقل من نصف ساعة اتى عم الطفل وجلس مع والد المجني عليه الذي شرح له ظروف نجله الصحية، ولما لا وهو يعرف السيرة الطيبة لهذه الأسرة وأنهم ابعد ما يكونوا عن المشكلات، وامعانًا في طلب الصلح طلب والد المجني عليه من عم الطفل أن يتوجه  معه إلى اهل الطفل معتذرًا لهم شارحًا ظروف نجله الصحية، لكن عم الطفل اكد للأب أن الموضوع انتهى، وسوف ينقل لاهل الطفل الصورة الحقيقية مقدما الاعتذار بالنيابة عنه، واعتبر والد المجني عليه أن الخلاف انتهى عند هذا الحد واغلقت القصة التي هي في الأساس أتفه من أن تتصاعد أحداثها على هذا النحو، لكنها بدأت تتوالى بشكل مثير وصادم الى حد وقوع جريمة قتل.

كعادته يوميا، شقيق المجني عليه يجلس أمام العقار مع جيرانه الجميع يعلم أنه مريض وأن الكلام معه يكون بحذر– فدائمًا وابدا ليس على المريض من حرج - حين استدرجه بعض الاشخاص تبين فيما بعد أنهم اسرة الطفل الى مكان قريب من محل سكنهم، تشاجروا معه ولماذا لم يفتح شقيقه باب العقار لنجلهم الطفل، عجز الشاب عن الرد وفي الوقت ذاته توجس خيفة منهم، وأثناء ذلك تدخل شقيق المجني عليه عندما علم أنه شقيقه بين شقي الرحى، قال لهم مندهشا، ألم ينته الأمر بالأمس القريب؛ لكن المتهمين لم يعطوا له فرصة وانهال احدهم عليه بثلاث طعنات بالرقبة وفر هاربًا، تجمع الناس حول المجني عليه وبدأ الصراخ يعلو وفور ذلك اسرع الأهالي بنقل المجني عليه إلى إحدى المستشفيات التي رفضت استقباله وتم تحويله الى مستشفى النصر العام بحلوان التي وصلها جثة هامدة وتم اخطار قسم شرطة حلوان بالحادث وتوالت بعدها الأحداث.

بلاغ

تلقى قسم الشرطة إخطارا من مستشفى النصر بحلوان بوصول شاب في بداية الثلاثينيات برفقة شقيقه وبعض أهالي منطقته مطعنون بثلاث طعنات في رقبته، على الفور تشكل فريق بحث وتوجه الى المستشفى محل البلاغ وعقب الفحص والمعاينة تبين أن الجثة لشاب في العقد الثاني من عمره وبه طعنات نافذة بالرقبة،امر فريق البحث بالتحفظ على الجثة تحت تصرف النيابة وبمناقشة شقيقه وجيرانه الذين نقلوه الى المستشفى اكدوا أن المجني عليه اخذ غدرا وانه تدخل لفض الشجار وتهدئة الأمور، لكنهم وبلا سابق إنذار اعتدوا عليه طعنًا في الشارع، وبعد تفريغ الكاميرات بالشارع تبين اعتداء بعض الاشخاص على المجني عليه، ألقي القبض على المتهمين وتحرر محضر بالواقعة وإحالة المتهمين الى النيابة، حاول في البداية أن ينكر المتهم ويدعي «محمد. س» 24 سنة صلته بالحادث وعقب تضييق الخناق عليه اعترف بارتكابه الواقعة بالاشتراك مع اثنين من اقاربه،وجهت النيابة تهمة القتل العمد للمتهمين وقررت حبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيق.

الاب

تواصلنا مع الأب محمد رجب النساج»58 سنة» مهندس معماري قال بنبرات يعلوها الحزن:»ابني كان لسه بيجهز شقته ويحلم بالارتباط وتكوين الاسرة مثل اقرانه من الشباب،عمره ما كان بتاع مشاكل، تدخل لفض المشكلة، يوضح للمتهمين أن شقيقه تعبان يذكرهم أن الموضوع انتهى حين تدخل الكبار يحاول أن ينهي الشجار، لكن المتهمين لم يعطوا له الفرصة، أنا شوفت فيديو الواقعة من إحدى الكاميرات المحيطة بالعقار، المتهم طعن ابني طعنتين في الرقبة والثلاثة بعدها قاموا بجره وذبحه من رقبته، أنا عايز اسأل هنا هو حل أي خلاف بسيط أو حتى كبير يكون بالتفاهم والعقل ولا السلاح والقتل؟!،انا لحد دلوقتي مش عارف افسر ليه كل ده يعني والد الطفل يجي يتخانق مع ابني ويروح يعمل محضر ويدبر خلال ثلاث ساعات للجريمة ويجيب ناس ويقتلوا ابني الثاني وعشان مشكلة تافهة حتى لا تستحق الاعتذار ومع ذلك انا اعتذرت لعم الطفل وطلبت منه اني مستعد اذهب واعتذر بنفسي لأسرة الطفل لكن هو قالي الموضوع بسيط وهو سوف ينقل بالنيابة عني اعتذاري لهم،ابني راح دون أي ذنب هو كان سندي وضهري هو اكبر خواته وكان نفسنا انا ووالدته نفرح بيه،اعلم علم اليقين أن القضاء سوف يقتص لي ويعود حق ابني ويرتاح في تربته».                                                                                والد‭ ‬المجنى‭ ‬عليه

إقرأ أيضاً : تفاصيل مصرع وإصابة 6 من أسرة واحدة فى حريق شقة بالبدرشين


 

;