أضواء

اغتيال العارورى ومستقبل القضية الفلسطينية

عبدالله حسن
عبدالله حسن

فى الوقت الذى تواصل فيه إسرائيل قصف المدن الفلسطينية وتدمير البيوت على رؤوس سكانها على مرأى ومسمع من العالم وتحاول طرد باقى السكان الناجين من هذه المجازر خارج المدن المدمرة والإقامة فى مخيمات تمهيدا لتهجيرهم للخارج وفقا للمخطط الإجرامى الذى تحاول تنفيذه ، ترتكب إسرائيل جريمة أخرى تضاف إلى جرائمها الدامية وتغتال صالح العارورى نائب رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية حماس ومعه ستة من قادة كتائب القسام فى مكتبه بأحد المبانى بالضاحية الجنوبية لبيروت التى يسيطر عليها حزب الله اللبنانى المدعوم من إيران . وكان من الطبيعى أن تثير هذه الحادثة ردود أفعال واسعة خاصة أن إسرائيل تحاول على مدى ثلاثة أشهر قتل الفلسطينيين وتدمير مساكنهم والمدارس والمستشفيات فى المدن والقرى الفلسطينية بحثا عن قادة حماس والأسرى المحتجزين لديهم من الإسرائيليين والجنسيات المختلفة منذ أحداث السابع من أكتوبر، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو قد أعلن بعد فشله فى تحقيق أهدافه فى الأرض المحتلة أنهم سيتعقبون قادة حماس فى الخارج للقضاء عليهم ولذلك كان من الواجب على العارورى وغيره من قادة حماس أن يتوخوا الحذر فى تحركاتهم فى الخارج ويأخذوا هذه التهديدات مأخذ الجد حتى لايكونوا صيدا ثمينا لعملاء الموساد يحددون أماكنهم لتنطلق الصواريخ الحديثة من المسيرات التى زودتهم بها أمريكا والمصممة بأجهزة متطورة لتحديد الهدف بدقة. ويأتى هذا الحادث المأساوى فى الوقت الذى كانت مصر وقطر تواصلا مفاوضاتهما مع الجانب الإسرائيلى وقادة حركة حماس للاتفاق على وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراح بعض الرهائن المحتجزين لدى حماس كخطوة أولى تمهيدا للوقف الدائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الأسرى فى الجانبين وبحث وضع غزة والأراضى الفلسطينية تمهيدا لإنهاء هذا الصراع ، وكان من الطبيعى أن يتم تجميد هذه الاتصالات فى أعقاب اغتيال العارورى ورفاقه ليواصل نيتانياهو أعماله الإجرامية وسط مخاوف من اتساع دائرة الحرب حتى يستمر فى منصبه ويقضى على القضية الفلسطينية وهو ما لن يتحقق بصمودالفلسطينيين وتضحياتهم حتى يتحقق الحلم الفلسطينى بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.