رٌكن الحواديت

الغش المحمود!

زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد

منذ 30 عامًا، كنت فى بدء دراستى الجامعية بالقاهرة، كان زحام المواصلات لا يطاق، ولا يتوافر غير أتوبيسات النقل العام، بفئة تذاكر: 10 و 25 وأغلاها 50 قرشًا، وهذا «الأغلى» أتوبيس أزرق عليه شعار: «خدمة مميزة» ومع ذلك لم يكن يميزه شيء غير اللون!

وكان مشروع الميكروباص فى بدايات تشغيله، وزحمته لا تقل عن أتوبيسات النقل العام، ويعد ركوب المواصلات يوميًا اختبارًا عمليًا للصابرين على البلاء، وحينها كنت أتساءل: كيف يكون حال الزحام بعد 10 سنوات أو أكثر؟

ولكن بعد مرور السنوات الطويلة، اختفى زحام المواصلات فى القاهرة وباقى المحافظات تقريبا! رغم زيادة عدد السكان لأكثر من الضعف.. إذن ما الذى حدث؟ وكيف ينتظر لمشكلة متفاقمة أن تحل بهذه السلاسة؟

لا شك أن التغلب على «الزيادة السكانية» بقطاع النقل كان بسبب «إنجاب» الأفكار، بزيادة خطوط المترو، وسماح الحكومة للقطاع الخاص بالتوسع فى إنشاء شركات النقل، وغيرها من الحلول.

أتمنى أن ننتصر على هذا البعبع فى كافة القطاعات بالتخطيط السليم، وإن استدعى الأمر «غِش» الحل من دول يفوق تعدادها سكان مصر بأكثر من 20 ضعفًا، ووصلت لمرحلة من التقدم تدعو لفخر شعوبها بها و«الصين والهند» خير نموذجين لتفاقم المشكلة، والانتصار عليها بالحلول.