انتخابات أمريكا 2024| ترامب أمام أول اختبار لشعبيته في انتخابات أيوا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

هل يسيطر دونالد ترامب منذ البداية على المنافسة لنيل ترشيح الحزب الجمهوري بانتخابات أمريكا 2024؟.. أم يُحدث خصومه وعلى رأسهم نيكي هايلي ورون ديسانتيس مفاجأة؟ ستحظى هذه التساؤلات بإجابة بعد عشرة أيام حين تنظم ولاية أيوا أول انتخابات تمهيدية، مفتتحة السباق الطويل إلى البيت الأبيض.

وبعدما وجه إليه القضاء تهما جنائية في أربع قضايا، يواجه الرئيس السابق حكم الناخبين لأول مرة منذ انتهاء رئاسته وسط فوضى عارمة عام 2021.

ويتنافس الملياردير الجمهوري مع خصومه لمبارزة الرئيس الديموقراطي جو بايدن في انتخابات أمريكا 2024 التي سيتم عقدها في الخامس من نوفمبر الجاري.

ويردد ترامب خلال تجمعاته الانتخابية أن "طالما أنه في البيت الأبيض، سيكون الحلم الأميركي ميتا"، مؤكدا كما في انتخابات 2016 انه سيعيد إلى الولايات المتحدة "عظمتها".

جيش من المتطوعين

يحتفظ ترامب بشعبية كبيرة رغم تحذيرات معارضيه المتكررة بأنه يمثل خطرا على الديموقراطية، والتنديد الشديد الذي تثيره تصريحاته ولا سيما تلك المتعلقة بالمهاجرين الذين يتهمهم بـ"تسميم دماء" الولايات المتحدة.

وبالرغم من التهم الموجهة إليه وأحكام السجن التي قد تصدر بحقه، يحقق رجل الأعمال السابق نسبة 60% من نوايا الأصوات في استطلاعات الرأي، مسجلا تقدما هائلا لم يتمكن منافسوه من تقليصه حتى الآن، وذلك قبل أشهر من عقد انتخابات أمريكا 2024.

ولا يزال ترامب يحظى في أيوا كما في باقي الولايات الأميركية، بقاعدة واسعة من المؤيدين الأوفياء، غير الآبهين بمتاعبه القضائية وتجاوزات سلوكه.

ويستند ترامب إلى جيش من المتطوعين يجوب منذ أشهر أنحاء هذه الولاية الزراعية الصغيرة في الغرب الأوسط الأميركي لتوزيع الكتيّبات والبيانات واللافتات وقبعات مرشحهم الحمراء الشهيرة.

لكن هل سيكون ذلك كافيا للفوز في انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية في 15 يناير؟

يصدر حكم الناخبين اعتبارا من الساعة 19,00 بالتوقيت المحلي، حين يجتمعون في مجالس انتخابية تعقد في مدارس ومكتبات ومراكز فرق إطفاء في أيوا لاختيار مرشحهم في اقتراع سري.

هايلي وديسانتيس خلف ترامب

في ذلك المساء، سيتنافس ستة جمهوريين لقطع الطريق على ترامب، غير أن اثنين منهم فقط لا يزالان يحظيان بفرصة على ما يبدو.

هناك من جهة السفيرة السابقة إلى الأمم المتحدة في عهد ترامب والحاكمة السابقة لكارولاينا الجنوبية نيكي هايلي التي تلقى تأييدا في أوساط اليمين الأميركي.

والمرشحة الخمسينية هي المرأة الوحيدة في السباق، وهي من المرشحين القلائل العازمين على مواصلة دعم أوكرانيا ماليا وعسكريا.

من جهة أخرى، هناك حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، وهو محافظ ذو مواقف صادمة حول مسائل كالهجرة والإجهاض.

وراهن المرشح الأربعيني، وهو ضابط سابق في البحرية، على ولاية أيوا فزار كل مقاطعاتها الـ99، وهو يعول فيها على دعم ثمين من الحاكمة كيم رينولدز.

غير أن ديسانتيس يواجه انتقادات كثيرة ولا سيما لافتقاره إلى الكاريزما ، ما أدى إلى انهيار التأييد له في الأشهر الأخيرة.

ولا تتعدى نسبة التأييد لأي من المرشحين 11 إلى 12% في استطلاعات الرأي.

رغم ذلك، لا يستبعد المراقبون أن يحدث أحدهما مفاجأة ويقضم بعضا من الفارق الهائل الذي يسجله ترامب.

في المقابل، إن لم يحقق الملياردير الجمهوري الفوز الساحق المتوقع له في أيوا، فقد يبدو في موقع أكثر ضعفا لخوض باقي السباق.

وينتقل المرشحون الأسبوع المقبل على وقع الاستحقاقات التمهيدية المتتالية إلى نيو هامشير، ثم في فبراير إلى نيفادا وكارولاينا الجنوبية.

وتصوت الولايات الخمسون الواحدة تلو الأخرى وفق برنامج يمتد حتى يونيو، قبل أن تمنح كل منها حصتها من المندوبين إلى المرشحين في المؤتمر الوطني الذي ينظم في تموز/يوليو ويعين رسميا مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية.

والأولوية بالنسبة لترامب (77 عاما) هي ضمان فوزه قبل انطلاق محاكماته التي يبدأ بعضها في آذار/مارس.

أما من الجانب الديموقراطي، فيحظى جو بايدن (81 عاما) بتأييد الحزب الرسمي ومن المتوقع تعيينه مرشحا له في أغسطس، رغم الانتقادات التي تأخذ عليه سنّه بصورة خاصة.

وينافسه النائب عن مينيسوتا دين فيليبس والكاتبة صاحبة المؤلفات الواسعة المبيع ماريان وليامسون، لكن أيا منهما لا يحظى بأي فرص واقعية.