مواقف لا تنسي.. الكنيسة المصرية انتمائها للوطن في المقام الأول 

البابا تواضروس الثانى
البابا تواضروس الثانى

  دائما ما تظهر الكنيسة القبطية نموذجا وطنيا في حبها للوطن، فعلي مر العصور قدمت الكنيسة العديد من المواقف الوطنية التي مازال يذكرها التاريخ  لتثبت للعالم انها عمود اساسي من اعمدة الدولة المصرية . 

 "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن " مقولة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية والتي عبر من خلاله عن دور الكنيسة فى خدمة الوطن ، لم تكن هي المقولة الوحيدة للباباوات الكنيسة في العديد من المواقف ولكن هناك العديد من المواقف والمقولات التي تثبت مدي انتمائها وهدفها فى المقام الأول هو المصلحة الوطنية.

 

 

وترصد بوابة اخبار اليوم اهم المواقف الوطنية للكنيسة القبطية علي مر العصور. 

 

البابا أثناسيوس الرسولي : 

اقرأ أيضا: المستشار عدلي منصور يهنئ البابا تواضروس بعيد الميلاد المجيد

اظهر البابا أثناسيوس الرسولى البطريرك العشرون من بطاركة الكنيسة القبطية، انتمائة لمصر ولشعبها عندما  أراد الملك قسطنطين تصدير القمح إلى القسطنطينية تصدى له البابا أثناسيوس قائلا " إن قمح مصر أولى به الشعب المصرى من شعب القسطنطينية مما أثار غضب الملك قسطنطين وأمر بنفيه إلى مدينة تريف .

حكمه البابا بطرس البطريرك الـ 109 :

زار سفير روسيا البابا بطرس وعرض عليه حماية القيصر الروسى للأقباط وكنيستهم فسأله البابا بطرس "هل ملككم هذا يموت أم يعيش إلى الأبد ؟" فتعجب السفير الروسى من السؤال ثم أجابه قطعاً يموت مثل سائر البشر فأجابه البابا بطرس " إن كان قيصر روسيا يموت فنحن نفضل أن يكون حامى الكنيسة هو راعيها الإله الحقيقى الذى لا يموت".

 

فاندهش السفير الروسى من حكمة البابا وذهب إلى الوالى محمد على وابدي اعجبه بزيارته وحكمة البطريرك وروى له ما حدث ففرح الوالى وقام بزيارة البابا في البطريركية وقدم له الشكر على موقفه الوطنى برفضه الحماية من الخارج فرد عليه البابا لا تشكر من قام بواجبه نحو بلاده .

 

 

 مواقف البابا شنودة الثالث الوطنية :

 

 كان للبابا الراحل شنودة الثالث العديد من المواقف الوطنية ليس فقط تجاه الوطن بل وتجاه الدول العربية ، وكان من اهمها موقفة الوطنية تجاه القضية الفلسطينية ومقولته الشهيرة "لن ندخل القدس إلا وأيدينا فى أيدى إخواننا المسلمين" ومنعه زيارة الأقباط للقدس رغم كل المعارضة من اتجاهات متعددة حتى لقبه العرب ليس فقط بابا الكنيسة الارثوذكسية بل لقبه بـ " بابا العرب " نظرا لمواقفه الوطنية.

 

 وفى عام 2002 عقد البابا شنودة مؤتمرا شعبيا كبيرا فى الكاتدرائية المرقسية بعد تحديد إقامة عرفات دفاعا ودعما منه للقضة الفلسطينية والقضايا العربية.

 

 وجعل هذا الموقف محل احترام وثقة من الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات الذى كان يزوره فى العباسية كلما جاء إلى القاهرة. 

 

 وايضا كان للكنيسة القبطية المصرية دور بارز فى انتصار اكتوبر 73 وحرص البابا الراحل شنودة الثالث على المشاركة فى جميع المناسبات الوطنية ، حيث قام بزيارة عده مرات للجنود بالجبهة قبل حرب 1973 والتقى الجنود والقادة ، ووفرت الكنيسة مساعدات من الادوية اثناء فترة الحرب. 

 

 

 

 مواقف البابا تواضروس الوطنية : 

 

 

 ظهرت حكمة البابا تواضروس الثانى بعد شهور من تجليسه على الكرسى المرقسى للكنيسة، وذلك عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة وتعرض الكنائس المصرية لهجوم شرس من قبل جماعة الإخوان، حيث أظهر عشقه للوطن ومدى حكمته للمرور من تلك الأزمات المريرة، وأطلق مقولته الشهيرة "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن"، مؤكدا أن حرق الكنائس مجرد تضحية بسيطة يقدمها الأقباط من أجل الوطن.

 

 ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل طالب كنائس المهجر بأن تكون سفارات شعبية لمصر فى الخارج تكذب الادعاء بأن ثورة 30 يونيو كانت انقلابًا وليست ثورة شعبية، وهذا ما كان يبرزه دائما خلال زيارته الخارجية. 

 

 وخلال لقائه بوفد من الكونجرس الأمريكي عقب ثورة 30 يونيو، أكد أن أوضاع المسيحيين المصريين تحسنت، وأن للحرية ثمنا غاليا وأن "حرق الكنائس جزء من هذا الثمن نقدمه لبلادنا بصبر وحب".

 

 ولم تتوقف مواقف البابا التى تؤكد عشقته للوطن وحرصه على عدم نشوب فتنة طائفية فى العديد من الأزمات التى مرت بها البلاد، ووقوفه بجانب الدولة فى مواجهة الإرهاب الغاشم، ومن تلك الأزمات حادث تفجير الكنيسة البطرسية، حيث أعلن وقوفه بجانب الدولة ومؤسساتها فى محاربة الإرهاب والدور الكبير الذى تقدمه للعبور من تلك الأزمات ، وقال وقتها "إن الجماعات الإرهابية التى هاجمت الكنيسة البطرسية تجردت من المشاعر وأوجه الإنسانية"، مؤكدا أن الشعب المصري معروف عنه في مثل هذه الظروف الوقوف جنبًا إلى جنب، ولم تؤثر على وحدة أبناء الوطن.

 

 وعقب تفجير البطرسية ، استقبل البابا تواضروس المستشارة الألمانية انجيلا ميركل بالكاتدرائية، وأكد لها أن أوضاع المسيحيين المصريين تحسنت مع ثورة 30 يونيو 2013 التى قام بها الشعب المصرى مسلمين ومسيحيين، وحماها الجيش المصرى، وإقرار أول قانون لبناء الكنائس فى مصر وزيارات الرئيس للكاتدرائية فى الأعياد، وإصلاح الدولة للكنائس التى أحرقت ودمرت، وهناك خطوات أخرى تعبر عن المواطنة الكاملة وعدم التمييز والمساواة، وإننا جميعًا كمصريين مسلمين ومسيحيين نعمل على بناء مصر الحديثة، وتحاول الكنيسة مع الدولة أن تحل بعض المشاكل من أجل أن تحيا مصر فى أفضل صورة. 

 

 وأيضا عقب تفجير كنيستى مارجرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية، الذى راح ضحيته عشرات الضحايا والمصابين، مشددًا على أن مثل هذه الحوادث لن تمس النسيج الواحد للمصريين، ووقوف الكنيسة بجانب الدول. 

 

 وعقب وقوع الحادث الارهابى بمسجد الروضة بالعريش أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن دق جميع أجراس الكنائس اليوم، وذلك تضامنا مع الاخوة في الوطن، وحزنا على أرواح شهداء مسجد الروضة بالعريش.

 

 

 وقالت الكنيسة : قررنا ذلك تضامنًا مع أخوتنا في الوطن، ولاسيما أسر الشهداء والمصابين، ودقت أجراس جميع الكنائس في الكرازة المرقسية للكنيسة القبطية الارثوذكسية في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا. مقدمين خالص العزاء لأسر الشهداء، مصلين من أجل شفاء جميع المصابين.