ضحية خناقة لم يكن طرف فيها .. طلقة فى قلب سيف

الضحية
الضحية

آمال‭ ‬فؤاد‭ ‬

 صار القتل  فى مشاهده المروعة سهلا لدى بعض الموتورين من الخارجين عن القانون، والنتيجة أن يفقد البعض منا حياته فى  لحظة جنون دون أي ذنب يقترفونه، بسبب المشادات و«الخناقات»التي تحدث فى  الشوارع والميادين وإطلاق الرصاص الحي بشكل عشوائي لأتفه الأسباب بين الأشخاص وبعضهم البعض، ويروح ضحيتها أرواح أبرياء لا علاقة لهم بطرفى  النزاع، وتنكسر قلوب العائلات على ذويهم، فى مشاهد حزن ودموع، تماما مثلما حدث فى  هذه الواقعة التى نحكي تفاصيلها المأساوية فى السطور التالية.

كان اطلاق النيران بشكل عشوائي أثناء خلاف وشجار طرفي نزاع هو السبب الرئيسي وراء جريمة القتل التي شهدث أحداثها منطقة شبرا الخيمة وراح ضحيتها شاب في عمر الزهور 18  سنة طالب ثانوي، الجاني وأصدقاؤه تشاجروا بسبب 500 جنيه «وجاكت»وتطور الشجار واحتدم بينهم وتحول المكان الى ساحة عراك أصيب من أصيب وسقط المجني عليه قتيلا على يد هؤلاء الأشخاص دون ذنب، وفي لحظات معدودة انقلبت حياة أسرته لأحزان واوجاع لكن لكن كيف حدث هذا، الام حكت لنا التفاصيل، لكن قبلها نسرد الاحداث وكما دونتها الأوراق الرسمية.

الاحداث

الحكاية بدأت من شارع النصر بالمنشية الجديدة، بشبرا الخيمة، داخل بيت بسيط؛ حيث نشأ بطل قصتنا «سيف الدين محمد» شاب يبلغ من العمر 18 عاما وسط اسرة مكونة من أب وأم وثلاثة أشقاء، معروف عنه الطيبة والخلق الحسن ودائما في حاله، سيف ايضا كان السند والظهر لوالدته وأشقائه بعد انفصالها عن والده قبل خمسة أعوام، فعاش طالب الثانوي مع أمه واشقائه وجدته العجوز، واصبح همه الأول والأخير وشاغله الشاغل هوالسعي لأجل والدته واشقائه، كان معتاد النزول أسفل العقار أو بالقرب منه للجلوس وقضاء بعض الوقت مع بعض أصدقائه على «المقهى»أو الوقوف أسفل العقار، لم يخطر بباله أن خروجه في هذا اليوم دون رجعة؛ لكن هذا ما جرى وسط اندهاش المحيطين حول سيف.

لكن قبل الواقعة بيوم جلس المتهم وصديقه طرفي النزاع على المقهى يتبادلان اطراف الحديث  وأثتاء ذلك اعجب احدهما يدعى مصطفى بالجاكت الذي يرتديه صديقه، فطلب منه ان يرتديه فلم يتردد صديقه بإعطائه له وعقب السهرة غادرصديق مصطفى المكان وأثناء ذلك تذكر أن بداخل الجاكت الذي أعطاه  للمتهم مبلغ 500 جنيه وعلبة سجائر وقطعة حشيش فعاد أدراجه إلى المتهم مصطفى وطلب منه الأموال الموجودة في جيب الجاكت الداخلي، لكن المتهم انكر وجود أي أموال داخل الجاكت، «ودارت بين الاثنين مشاجرة وتطور العراك، واطلق صديق المتهم عياري خرطوش أصاب المتهم، وتدخل المقربون بينهما والمارة وفضوا الشجار بينهما ولكن قبل أن يغادر كل طرف المكان تبادلا التهديدات لبعضهما البعض، وذهب كل منهما لحال سبيله يضمران الشر لبعضهما.

الجريمة والبلاغ

الساعة السابعة مساء يوم الواقعة،الوضع بدا طبيعيا الباعة داخل متاجرهم ومن يرتاد المقاهي يجلس محتسيًا كوب الشاي أو فنجان القهوة يقضي بعض الوقت من أصدقائه، وأثناء ذلك كان المجني عليه يقف مع رفاقه بالقرب من المنزل يتبادلون اطراف الحديث، فجأة سمع الجميع أصوات الاعيرة النارية العشوائية بين المتهم وصديقه بسبب النزاع السابق على 500 جنيه، إلى ان اطلق المتهم طلقة خرطوش من بندقيته استقرت في قلب المجني عليه دون سابق إنذار، ولم ينتبهوا اليه، سقط سيف طالب الثانوي مغشيا عليه، وعلى الفور اسرعت والدته وأحد أصدقائه بنقله الى مستشفى ناصر العام بشبرا، على الفور نقل الى غرفة العناية المركزة، واخطرت المستشفى قسم الشرطة بالحادث.                                   المتهمين

تلقى قسم شرطة أول شبرا الخيمة إخطارًا من مستشفي ناصر العام يفيد بوصول شاب بصحبة والدته وأحد أصدقائه مصاب بطلق ناري «خرطوش»بمنطقة الصدر والكتف وهو بين الحياة والموت، على الفور انتقل ضباط المباحث الى المستشفى محل البلاغ وتبين صحته، وبسؤال المجني عليه قبل وفاته بلحظات؛ ادلى بأقواله حول الواقعة وأسماء المتهمين طرفي النزاع الذين كانوا السبب في اطلاق النار عليه، كما استمعت النيابة إلى اقوال والدة المجني عليه التي اكدت أنه اثناء نشوب مشاجرة بالأسلحة النارية والبيضاء بين المتهمين وبعضهما البعض واثناء وقوف المجني عليه نجلها مع أصدقائه بالقرب من المنزل تلقى طلقة طائشة أودت بحياته، تحرر محضر بالواقعة، وتمكن فريق البحث من إلقاء القبض على المتهم واثنين من رفاقه طرفي النزاع، وتم إحالتهم للنيابة؛ تبين أن المتهم الذي أطلق الرصاص على المجني عليه يدعى «مصطفى.أ»30 سنه، وصديقه «نبيل. م» 22 سنة من ارباب السوابق، تبادل الجميع اطلاق الاعيرة النارية بسبب خلافات مالية بين الطرفين اسفرت عن مقتل الشاب سيف الدين بطلق خرطوش في قلبه، واعترف المتهمون بالجريمة امام النيابة وانهم لم يقصدوا قتله، وتبين من التقرير الطبي المبدئي أن  نتيجة الطلق الناري في صدر المجني عليه حدوث هبوط حاد في الدورة الدموية اثر ادعاء طلق ناري خرطوش بمنطقة الصدر والكتف مما ادى إلى توقف عضلة القلب،واجرى عمل انعاش قلبي وتركيب امبوبة صدرية وإعطاء منشطات للقلب ادى إلى إعادة النبض مرة اخرى وحجزه بالرعاية المركزية وعمل الإسعافات الأولية والفحوصات والتحاليل اللازمة، ولكن عاد وتوقفت عضلة القلب مرة ثانية وتم عمل انعاش قلبي مرة اخرى مع إعطاء منشطات للقلب، لكنه لم يستجب وذهبت روحه الى بارئها،تم التحفظ على الجثة، وعقب ذلك امرت النيابة بحبس المتهمين أربعة أيام على ذمة التحقيقات.

الام الملكوم

تواصلنا مع والدة المجني عليه بسمة سيد عبد الخالق 36 سنة، ربة منزل،الاحزان تملأ نبرات صوتها تسأل بدموع عينيها:»ما ذنبه ابني يحصل له كده، كان نازل علشان يقعد مع اصحابه شويه يرجع ميت، يوم الواقعة انا سمعت أصوات ضرب النار في الشارع وقتها قلبي انقبض نزلت ادور عليه، فوجئت بما لم يخطر على بالي، لكن قلب الأم هو اللي دفعني كي انزل الشارع بعد ما سمعت صوت الطلقات، لقيته ماسك دراعه وحاطه على صدره، والتيشيرت الذي كان يرتديه تلون بالدم في الوقت ده كان كل الناس بتجري وتدخل بيوتها من صوت الرصاص الذي يطلقه المتهمون بشكل عشوائي، لقيت سيف وقع في حوش البيت اخدته ومعايا صاحبه الى المستشفى، حاول الأطباء إنقاذه بكل الطرق الممكنة لكنه توفى، وحسبي الله ونعم الوكيل في هؤلاء المستهترين بحياة الناس، وأنا واثقة ان القضاء هيجيب لي حق ابني».

وأضافت الأم بأسى؛ «كنت بدعي ربنا اني اشوفه عريس في الكوشه ببدلة الفرح، يفرح بعد ما آسى معانا، ملحقتش افرح بيه». 

إقرأ أيضاً : المدمن قتل أمه وجلس يبكي بجوار جثتها


 

;