«الجوع يأكل الجميع».. نفوق الحيوانات في غزة بسبب نقص الطعام

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في حديقة حيوان مدينة رفح جنوب غزة، وبين أقفاص الحيوانات، نُصبت خيام تحتضن أحلام وآمال عشرات من سكان غزة الذين فقدوا مأواهم بسبب الحرب والقصف الإسرائيلي المستمر منذ قرابة ثلاثة أشهر، بينما تحيط بهم أصوات القرود والببغاوات والأسود الجائعة التي باتت تتضور جوعًا هي الأخرى، في صورة مأساوية حملها الجوع بين ألسنة الحرب.

اقرأ أيضًا: «العدل الدولية» تحدد 11 و12 يناير لنظر دعوى تتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية

وبينما يسود في القطاع مأساة إنسانية صعبة، انقطع الطعام عن الحيوانات لعدة أسابيع ولم يسلموا من هول الجوع نتيجة نقص الإمدادات الغذائية في القطاع بأكمله، والذي تزايدت حدته بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض عقب عملية طوفان الأقصى.


«وجبة واحدة» في الأسبوع للحيوانات


 

وقال مالك حديقة الحيوان في مدينة رفح الجنوبية بغزة، ويدعى أحمد جمعة: "نحن نكافح لإبقاء الحيوانات على قيد الحياة، والوضع أصبح مأساويًا، فقد فقدنا حوالي أربع قرود بسبب الجوع المفرط الذي أصابهم"، وذلك حسبما أفادت به "العربية" الإخبارية.

فالأسود التي كانت تتلقى مؤخرًا حصصًا من اللحوم والدجاج، أصبحت الآن تتلقى حصصًا من الخبز الجاف المنقوع بالماء، وهي تغذية بعيدة كل البعد عن احتياجاتها الغذائية اليومية.

وأضاف صاحب حديقة الحيوان: أن "الأسود فقدت تقريبًا نصف وزنها، وكنا نقدم لهم وجبات شبه يومية، لكن الأوضاع الراهنة جعلتنا نقتصر على توفير وجبة واحدة في الأسبوع، وهي مجرد خبز ناشف ينقع في الماء، وهذا ما أصبحنا عليه بفعل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع".


زيادة في حالات النفوق والتسمم 


أفاد الطبيب البيطري، عادل جمعة، العامل داخل حديقة الحيوان في رفح بغزة، بأن معظم الحيوانات تعاني من حالات تسمم بسبب تناولها للطعام الفاسد، مما زاد من عدد حالات النفوق بشكل ملحوظ، خاصةً بين الأسود والأشبال.

وأشار جمعة، إلى أن الوضع مأساوي ومروع، وهناك حيوانات يوميًا تصاب بالأنيميا وتزداد حالات النفوق بين الحيوانات يوميًا، وذلك بسبب نقص التغذية والطعام، فالأسود والقردة والببغاوات تتصارع من أجل البقاء في حديقة الحيوان بغزة.


معاناة النازحين في الحصول على الطعام

ويقع الكثيرون من سكان غزة، الذين نزحوا بسبب القصف الإسرائيلي الذي دمر معظم المناطق في القطاع عقب عملية طوفان الأقصى، في مدينة رفح الجنوبية، حيث تزدحم الشوارع والأراضي الخالية بمخيمات مؤقتة للإيواء، ويقيم النازحون خيامهم بجوار حظائر حديقة الحيوان الخاصة التي تديرها عائلة جمعة، حيث يُعلقون ملابسهم المغسولة على حبال ممدودة بين أشجار النخيل.

وحذر تقرير صدر الأسبوع الماضي عن لجنة تابعة للأمم المتحدة، من خطر المجاعة المحتملة في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي القائم على القطاع الذي أوقف تدفق الغذاء والدواء والوقود، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية وصعوبة إيصال المساعدات إلى الغزيون، والعديد من الفلسطينيين يواجهون اليوم حتى صعوبة في الحصول على وجبة طعام يومية.