«نار الحرب والمرض».. معاناة مرضى السرطان في غزة تتزايد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في مستشفيات غزة التي لم يصيبها القصف الإسرائيلي وبين صفوف النازحين في الملاجئ ومراكز الإيواء، تتجسد مأساة مرضى السرطان ومعاناتهم، وتتسارع آلامهم وهمومهم في ظل غياب شبه تام للكيماوي نتيجة للنقص الشديد في الإمدادات الطبية، ويمرون برحلة مؤلمة بين أوجاع العلاج وآمالهم في الشفاء.

ومع استمرار الحرب على غزة لقرابة ثلاثة أشهر، يقف مرضى السرطان في غزة اليوم أمام تحديات مُضاعفة في معركة زادت صعوبتها بين الألم والأمل.

حيث يعاني مرضى السرطان من نقص حاد في الإمدادات الطبية والأدوية الضرورية، بالإضافة إلى نقص في الكوادر الطبية المختصة التي كان من المفترض أن تسهر على رعاية هؤلاء المرضى داخل المستشفيات.


مرضى السرطان في غزة.. على «حافة الهاوية»

وتقف حالة مرضى السرطان في غزة على حافة الهاوية، حيث أكد الأطباء المختصون أنهم يواجهون صعوبات كبيرة في العثور على حلا لعلاج هؤلاء المرضى الذين يعانون من أوضاع صحية حرجة وسط الحرب الدائرة في القطاع.

كما أشار الأطباء في القطاع، إلى أنه وبينما تبدو فرص نقل هؤلاء المرضى لمستشفيات خارج القطاع كحلًا محتملًا، إلا أن هذا الاختيار يظل غير ممكنًا نظرًا للظروف المعقدة والحصار المفروض على تلك المستشفيات الأخرى من قِبل الاحتلال الإسرائيلي.

منذ السابع من أكتوبر الماضي وبعد عملية طوفان الأقصى التي نفذتها الفصائل الفلسطينية في الداخل الإسرائيلي، شنت قوات الاحتلال هجماتها على أكثر من 25 مستشفى في القطاع، وكانت النتيجة خروجهم من الخدمة بشكل نهائي. 

والآن يظل عدد قليل جدًا من المستشفيات هي المكان الوحيد الذي يوفر الحماية والرعاية للمرضى والمصابين، الذين يتأثرون بشكل متزايد بسبب الهجمات المتواصلة من قِبل العدوان الغاشم.


الحصار ونقص الأدوية

وقال أحد المرضى الذين يعيشون في غزة، ويدعى عبد العاطي، إنه يعاني من مرض السرطان ويحتاج إلى جرعة من العلاج الضروري، ولكنه لم يتمكن من تلقيها بسبب نقص العلاج في القطاع، حسبما أفادت "العربية" الإخبارية.

ليس عبد العاطي وحده من يواجه هذه الصعوبات، فهناك آلاف من المرضى في القطاع يعيشون ظروفًا مشابهة، حيث حرمتهم الظروف القاسية للحرب من الوصول إلى الأدوية الضرورية، وأصبح النقص الحاد في العلاجات هو الخيط الرفيع بينهم وبين الأمل في الشفاء.

وبعد مرور 88 يومًا من بدء الحرب، تتفاقم معاناة مرضى السرطان بسبب امتلاء المستشفيات بجرحى الحرب، ما يجعل من الصعب على المرضى مراجعة الأطباء ومتابعة وضعهم الصحي، إذ يخرج العديد من هذه المستشفيات عن الخدمة نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل.

وفي ذات السياق، طالبت منظمة الصحة العالمية بالسماح للفئات الأكثر ضعفا من المصابين بأمراض مزمنة بمغادرة القطاع لتلقي العلاج، وبالفعل استقبلت عدة دول مثل مصر والإمارات وتركيا عدد من المرضى في البلاد.

أما وقبل عملية طوفان الأقصى، ففد كان حوالي 20 ألف مريض يقدمون طلبات سنوية للحصول على تصاريح من إسرائيل لمغادرة قطاع غزة بهدف الحصول على الرعاية الصحية الضرورية، وفي عام 2022، كشفت إحصائيات منظمة الصحة العالمية عن أن إسرائيل وافقت على نحو 63٪ من طلبات المغادرة لأغراض طبية.

وكان الكثيرون من هؤلاء المرضى يضطرون إلى خوض رحلات متكررة، وكان ثلثهم من الأطفال الصغار الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة.