ريشة «مردم» تقتحم المنطقة العازلة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

■ كتبت: هاجر علاء عبدالوهاب

«تزداد الحياة قسوة وتتصاعد وتيرة الصراعات في أنحاء العالم، ويبحث الإنسان عن ملاذ آمن، عن محبة تضمد جروحه، عن وردة تزهر في الأرض القاحلة لترشده كيف يمكنه البدء من جديد»، بهذه الكلمات افتتحت الفنانة سعاد مردم معرضها الجديد «وردة المنطقة العازلة»، الأسبوع الماضي، بقاعة بيكاسو في الزمالك.

اسم المعرض يعكس دلالاته الفنية، فمنطقة العزل محل نزاع بين طرفين متحاربين تركاها دون أن تخضع لسيطرة أحدهما.

والمعرض يتزامن مع حالة من العنف والصدامات التي تؤثر في أنحاء العالم، وتتشوق البشرية إلى السلام والهدوء، فتعبر الفنانة برموزها عن فيض تلك المشاعر، ففى لوحاتها تجمع الجمال والشجن، فبرغم وجود صراعات لا تنتهى، أودت بحياة آلاف الأبرياء الذين سالت دماؤهم وغمرت بقاع الأرض، تنمو الورود برقتها وقدرتها على هزيمة القبح وتجاوز الألم والدمار، تنفرد أحيانًا ورودها ببطولة اللوحة فتكون رسالة استمرار الحياة.

ارتبط مصطلح «وردة المنطقة العازلة» بالحرب العالمية الأولى، فقد كان مصطلح «وردة الأرض المحرمة» تُطلق على ممرضات الصليب الأحمر فى الخطوط الأمامية للحرب، حيث كُن يعرِّضن حياتهن للخطر بالمرور لمنطقة العزل لمساعدة المصابين.

◄ اقرأ أيضًا | عضو بـ«التحالف الوطني»: قمنا بدور حيوي لدعم أهالي غزة

وبرزت مردم طوال مسيرتها المهنية كواحدة من الفنانين المعاصرين في العالم العربي مع تنوع مشاهداتها وهى صفة تستمدها من حياتها في العديد من البلدان.

يضم المعرض 40 لوحة، وتبدو اللوحات محملة بالجمال والشجن اللذين يتشابكان معا فى مزيج بديع، ففى إحدى لوحاتها، نجد الغراب يقف فوق السياج العازل بينما يحمل وردة بمنقاره، وتبدو الطائرة وهى تغادر في أقصى اللوحة لتطرح تساؤلا حول ما إذا كان الغراب يقف في وداعها أم أن الإنسان كان هو السبب في ذلك الدمار، بينما تحمل كل الكائنات الحية الأخرى المحبة.

وتنفذ الفنانة لوحاتها على التوال الكبير وتميل أعمالها إلى المدرسة التعبيرية، وتقدم جرعة كبيرة من الخيال، وغالبًا ما تدعو إلى ضربات مجردة فى زيوتها، فلا تقتصر على أسلوب واحد أو تقنية واحدة أو باليتة واحدة، كما تجيد تصوير الوجوه واستخدام الرموز.