بـ ..حرية !

الونس والطبطبة

محمد عبد الحافظ
محمد عبد الحافظ

لأول مرة فى تاريخ مصر يلتفت رئيس للمسنين، ويهتم بهم، ولكنه ليس بمستغرب على الرئيس السيسى الذى له رؤية تقوم على بناء البشر قبل الحجر، فمنذ أن تولى المسئولية و»عينه» على من لا صوت لهم، و»المهضوم» حقهم، بداية من سكان العشوائيات والمناطق الخطرة، مرورا بأهالى القرى (حياة كريمة) ثم المسنين الذين كانت تعاملهم الأنظمة السابقة «كخيل الحكومة»، الذين استنفدت الدولة مصلحتها منهم.

ليس هذا مجالا لأعدد دور المسنين وما فعلوه خلال مشوار حياتهم، واحتياجهم إلى الدولة، فقد عفانى الرئيس من الكتابة فى هذا الموضوع، عندما أعلن عن «صندوق للمسنين»، والمساهمة فيه بمائة مليون جنيه.

هذا الصندوق ليس مفيدا فقط لكبار السن، ولكن للشباب أيضا، لانه سيكون دافعا لكل شاب يعمل بكد واجتهاد لخدمة بلده، ولن يشغل باله، بماذا سيفعل عندما يحال للمعاش، لأنه يعلم أن الدولة ستكون فى «ضهره».

وأتمنى أن يكون هناك تعريف واضح (للمسن) فى القانون الذى سيناقشه ويقره البرلمان، من حيث السن، والحالة، وأن يكون ملزما لكل جهات الدولة، ويمكن الاستعانة بتشريعات دول أخرى سبقتنا فى هذا المجال.. فمثلا هناك دول تعفى المسنين من أجرة ركوب المواصلات العامة، بموجب كارنيه، ومنحهم تخفيضات كبيرة فى تذاكر السينما والمسارح والطائرات والفنادق ومحطات البنزين، والسلع الاستهلاكية والأدوية.

وكما توجد عائلات بديلة للأطفال الأيتام، لابد أن يتطرق التشريع الجديد، للتشجيع على إيجاد أسر بديلة لرعاية كبار السن، وإقامة دور للمسنين تليق بما قدموه لهذا البلد.. وأكم من رجال ونساء لم يرزقهم الله بأولاد لرعايتهم ومات الزوج أو الزوجة أو لم يتزوج أو هاجر الأبناء وتركوه، ويحتاج إلى «ونس» ودعم نفسى حتى قبل الدعم المادى.

ما أصعب أن يصل الإنسان إلى نهاية مشوار حياته ويجد نفسه وحيدا، بلا هدف ولا ونيس، ويكون شغله الشاغل الإجابة عن سؤال: هل لو مت سأجد من يكفنى ويدفنى، أم سأموت وحيدا ولن يشعر بى أحد إلى أن تتعفن جثتى وتنتشر رائحة موتى؟.. ياله من شعور قاسٍ قد يتعرض له الإنسان.
شكرًا للرئيس السيسى على مبادرته والتفاتته إلى شريحة كبيرة، كانت تحتاج (للطبطبة).