البريد المصري.. رحلة عطاء من رسائل القدماء إلى العصر الرقمي

البريد المصري
البريد المصري

البريد هو أحد أهم وسائل الاتصال في العالم، حيث يربط الناس من مختلف أنحاء العالم وينقل الأخبار والمعلومات، وفي مصر، يمتد تاريخ البريد المصري إلى آلاف السنين، منذ أن كان الفراعنة يستخدمون سعاة يسيرون على الأقدام، أو يركبون الجياد لنقل الرسائل بين مختلف أنحاء البلاد.

هذا ويعد البريد المصري واحدًا من أهم وأقدم المؤسسات الخدمية والاجتماعية في تاريخ مصر القديم والحديث حاليًا، يعد البريد المصري المقدم الأساسي للخدمات البريدية والمالية والاجتماعية والحكومية في جمهورية مصر العربية، حيث يتواجد في مختلف محافظات البلاد.

وفي العصر الحديث، بدأت مصر في إنشاء مكاتب البريد في عام 1831 وفي مثل هذا اليوم 2 يناير، وذلك بعد أن منحتها الدول الأوروبية امتيازات في هذا المجال وفي عام 1865، اشترى الخديوي إسماعيل شركة البوسطة الأوروبية، لتصبح بذلك مصلحة البريد المصرية تحت إشراف الحكومة.

ومنذ ذلك الحين، شهدت خدمات البريد في مصر تطورًا مستمرًا، حيث تم إنشاء العديد من المكاتب الجديدة في جميع أنحاء البلاد، كما تم إدخال العديد من الخدمات الجديدة، مثل الخدمات البريدية الإلكترونية، وخدمات البريد السريع.

وفي عام 1919، تأسست وزارة المواصلات، التي تشمل السكك الحديدية والتلغراف والهاتف ومصلحة البريد ومصلحة الموانئ والطرق والنقل الجوي،وفي عام 1931، صدر قانون شامل يغطي جميع رسوم نقل البريد. وفي نفس العام، تم نقل مقر إدارة البريد من الإسكندرية إلى القاهرة واستقر في مبناه الحالي بميدان العتبة.

وفي بداية تأسيسها، كانت المكاتب البريدية تقوم ببيع طوابع الملح والصودا، ولكن تم إلغاء ذلك في عام 1899، كما كانت تقوم ببيع تذاكر الحجاج وتذاكر السفر والبواخر وسندات الدين وقسائم السندات وورق الدمغة، بالإضافة إلى تقديم خدمات التلغراف والهاتف مقابل رسوم تدفع لصالح مصلحة التليفونات. في عام 1934، عُقد المؤتمر العاشر لاتحاد البريد العالمي في القاهرة، وذلك بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس مصلحة البريد المصرية.

اقرأ أيضا.. مصر تستضيف المعرض العربي للطوابع

وبعد ثورة يوليو 1952، تم تخصيص ميزانية مستقلة لمصلحة البريد، وفي عام 1957، صدر قرار من رئيس الجمهورية رقم 710 بتأسيس الهيئة المصرية للبريد لتحل محل مصلحة البريد، وفي عام 1959، تم تقديم الخدمات البريدية الخاصة (مكاتب بريد خاصة ووكالات بريدية)، أما في عام 1961، فقد تم إنشاء أول مدرسة ثانوية للبريد بقرار من رئيس الجمهورية.

بعد ذلك وفي عام 1965، تم إنشاء المعهد العالي للشؤون البريدية، وانضم فيما بعد إلى كلية التجارة بجامعة حلوان في عام 1975، بينما في عام 1966، صدر قرار من رئيس الجمهورية بتأسيس الهيئة العامة للبريد لتحل محل الهيئة المصرية للبريد. وفي عام 1970، صدر القانون رقم 16 بشأن نظام البريد المصري، وقد وصدر القانون رقم 19 بتأسيس الهيئة القومية للبريد في عام 1982، لتحل محل الهيئة العامة للبريد، وتم تعيينها تحت إشراف وزارة المواصلات.

وأخيرا يمكن القول إن البريد المصري له دور حيوي في تعزيز التواصل وتيسير الحياة اليومية للمواطنين، فبفضل التحولات التكنولوجية والابتكارات المستمرة، يواصل البريد المصري تحسين خدماته وتلبية تطلعات المجتمع،ليواصلر رحلة عطاء امتدت منذ عصر مصر القديمة وحتى عصر الثورة الرقمية التي نشهدها، ليظل البريد المصري محورًا أساسيًا في مشهد الخدمات اللوجستية والاتصالات في مصر في الحاضر والمستقبل.