الحوار الوطني .. الاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية

الحوار الوطنى ..الاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية
الحوار الوطنى ..الاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية

في الوقت الذى يتقاتل فيه من حولنا، وتتكلم الأسلحة لفرض وجهة النظر الأخرى، حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على أن يكون الحوار بيننا هو سلاح بناء الوطن، انطلاقا من مقولته «الاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية»، لتبدأ مصر ماراثون الحوار الوطنى الذى ضم مختلف الفئات والأطياف السياسية من أجل الخروج بتوصيات واجبة التنفيذ.. يقول عضو مجلس أمناء الحوار الوطنى الكاتب يوسف القعيد: عندما ننظر إلى الشمال والجنوب والشرق والغرب نجد أن العالم كله لا يفعل شيئا سوى القتال ونحن فى مصر نتحاور من أجل بناء بلدنا على أساس سليم لأول مرة فى التاريخ وبطريقة صحية تمكن كل مصرى من التعبير عن نفسه وأن يعيش فى بلده ويرتبط به ويتقدم به إلى الأمام.

ويرى أن الحوار الوطنى من أهم الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية والفكرية التى مرت بمصر فى القرنين الماضى والقادم. ويقول: مصر لديها تاريخ عريق من قبل الميلاد وحتى الآن، والحوار الوطنى هو حدث مهم جدا يحسب للرئيس عبدالفتاح السيسى صاحب فكرته وراعى حلمه، حتى إن آخر خطاب أشار فيه إلى أهمية الحوار الوطنى وأنه يبنى بلدا جديدا، وهو بالفعل من أهم بناة مصر الحديثة، فبعد محمد على باشا فى القرن التاسع عشر وجمال عبدالناصر ومحمد نجيب فى القرن العشرين، جاء عبدالفتاح السيسى فى القرن الحادى والعشرين.

اقرأ أيضًا| ادخلوها آمنين .. «الداخلية» تعيد الانضباط إلى الشارع المصري

وأشار إلى أنه من أهم إنجازات الحوار الوطنى الانفراجة السياسية التى نعيشها حاليا وقبول الآخر والتحاور معه، باعتبار الحوار وسيلة أساسية لبناء مصر الحديثة التى نحلم بها، فمجرد فكرة أن يتحاور الناس بعد غياب التحاور لسنوات طويلة هو عمل مهم مصر كانت فى أمسّ الحاجة إليه، كما أن قرار استئناف الحوار الوطنى مرة أخرى بعد أن توقف فترة من أجل الانتخابات الرئاسية بنفس رئيسه وقائده ضياء رشوان حدث فى غاية الأهمية.

التعددية
يرى د. إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعضو الهيئة العليا للحزب الجمهورى المصرى أن الحوار سمة من سمات الديموقراطية، وهو يفترض التعددية بمعناها الشامل، تعددية الأطراف والأفكار والسيناريوهات والحلول المطروحة للمشكلات، وكل يتضمنه الحوار، الذى ينطوى على إمكانية إيجاد قواسم مشتركة بين الأطراف المختلفة، مثل القضايا المتعلقة بالأمن القومى وحماية الوطن، ومواجهة التحديات الإقليمية أو الدولية، كل هذه الأمور لا أحد يختلف عليها مهما كانت توجهاته أو أيديولوجياته، وأشار إلى أن هذا ما شاهدناه فى الحوار الوطنى، والذى كان له مخرجات مهمة وبعضها تم تنفيذه وتطبيقه بالفعل فورا وقبوله من جانب الرئاسة.

تكتلات دولية
وأضاف د. إكرام: هناك تحولات تحدث حاليا فى النظام الدولى، فالنظام الذى قام بعد انهيار الاتحاد السوفييتى وظل لمدة تصل إلى ثلاثة عقود تقريبا كان نظام أحادية قطبية تسيطر عليه الولايات المتحدة الأمريكية، وفى الفترة الحالية بدأنا نرى أن هناك أطرافا أخرى تظهر فى المشهد الدولى ولها قوة وتأثير أهمها روسيا والصين، وبالتالى يمكننا هنا أن نتحدث عن الصراع الاقتصادى الذى أظهرته الأزمة الأخيرة، والتنافس بين الولايات المتحدة والصين بصفة خاصة، ورأينا أن هناك تكتلات دولية إقليمية وسياسية تنشأ، ما يغير نظام القوة فى النظام الدولى، بالإضافة إلى الصراعات العسكرية والأمنية مثل أزمة أوكرانيا التى لاتزال مستمرة حتى الآن واكتشفنا مواقف أطراف مختلفة من هذه الأزمة.

وفى النهاية يرى أن الحوار الوطنى بالفعل أثر بشكل إيجابى على مصر سواء محليا أو دوليا وإقليميا، فقد كان له آثاره الإيجابية فى مصر على المستوى الخارجى والداخلى.
وأشار أحمد نشأت أمين عام شباب حزب الحركة الوطنية المصرية الى أن الحوار الوطنى منذ دعا إليه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ابريل من عام ٢٠٢٢ خلال حفل إفطار الأسرة المصرية، يقوم على مبدأ «الاختلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية»، والمتابع لجلسات الحوار الوطنى قبل توقفها من أجل استكمال عملية الاستحقاق الرئاسى يستطيع أن يرى بالفعل أنه حوار جامع لكافة أطياف المجتمع وتم طرح العديد من الموضوعات الهامة فى المحاور الثلاثة: السياسى، الاقتصادى والمجتمعى، ما رفع من آمال وتطلعات شعبنا العظيم بأن تكون مخرجاته ونتائجه مؤثرة فى حياتهم على كافة الأصعدة.

وشدد على أن الحوار هو السبيل الأمثل دائما لمواجهة التحديات والمخاطر التى تواجه الدولة المصرية وأن التنوع فى الحضور والأفكار سيثرى النقاش وسينتهى لأفضل وأجود التوصيات التى سيتم عرضها على السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، والذى استجاب من قبل لمقترح مجلس أمناء الحوار الوطنى بشأن التعديل التشريعى اللازم لمد الإشراف القضائى على الانتخابات والاستفتاءات القادمة، موجهاً الحكومة والأجهزة المعنية بدراسة المقترح وآلياته التنفيذية.