الوجه الآخر للأم المثالية بأمريكا.. متهمة بتعذيب ابنائها الستة

عائلة روبي فرانكي
عائلة روبي فرانكي

واحدة من مشاهير الانترنت، بدأت شهرتها بإعتبارها صاحبة مٌدوِنة أمريكية ذات محتوى عائلي هادف، أطلقت محتواها عبر قناة يوتيوب بإسم "المسافرون الثمانية" تناولت الحياة اليومية لها بجانب نصائحها وارشاداتها العائلية بإعتبارها نموذج مثالي لأم لستة ابناء برفقة زوجها، وبالفعل حازت قناتها على شهرة كبيرة لتحصد ملايين المشاركات والاعجابات التي أدرت عليها ارباح هائلة الا انه بمرور الوقت إنكشفت حقيقة الام المثالية التي اثارت انتقادات واستياء متابعيها ومعارفها حتى وصلت للسجن.

أنشأت روبي فرانكي، 42 عاما، وزوجها وزوجها كيفين فرانكي قناتهما منذ عام 2015 وظلت تنشر يوميات عائلتها وفيديوهاتها الخاصة خمسة ايام في الاسبوع من منزلها بولاية يوتا الامريكية، بلغ عدد المشتركين في القناة ما يقرب من 2.5 مليون مشترك، واستمرت في تقديم النصائح لمتابعيها لتربية الابناء وتحسين سلوكهم، ولم يعلم احد ان روبي شديدة القسوة والعنف مع ابنائها، ولديها وجه آخر بدأت تنكشف معالمه تدريجيا بدءًا من عام 2020 عبر الفيديوهات حين أفصح أحد أبناء فرانكي عن يومياته قائلا إنه تم منعه من دخول غرفة نومه وأجبرته والدته على النوم على كرسي لمدة سبعة أشهر، هنا ثار القلق واشتبه المشاهدون في اساليب فرانك التأديبية لعقاب ابنائها، واكتشف المشاهدون ايضا عقابها لأطفالها بمنعهم من الطعام حين يتكاسلوا عن اعداده، وكذلك اقترحت على متابعيها تطبيق نصائحها وإرسال اطفالها إلى معسكرات تأديبية خاصة لردع المراهقين المضطربين.

اساءات علنية

 استمرت الاساءات التي كشفت عن بعضها يوميات الاسرة على اليوتيوب حين هددت فرانكي طفلها بقطع رأس لعبة محشوة، والتأكيد ان طفليها تم تخديرهما لسوء سلوكهما ولن تحضر لهما هدايا عيد الميلاد، وكذلك كشف محتوى القناة الكثير من التجاوزات منها حادثة إجبار فرانكي ابنها على العمل في الخارج عدة أسابيع؛  ليتعرض إلى حروق الشمس الشديدة، كما اكدت في يومياتها انها تشعر بأن اطفالها ممسوسين من الشياطين وصرحت ابنتها الكبرى بأنها ترفض طريقة والدتها في التربية.

بدأت شعبية عائلة فرانكي في الانهيار وقدم متابعيها بلاغات ضدها تتهمها بإساءة معاملة الاطفال واهمالهم وتم إطلاق عريضة للإبلاغ عن إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم، كما اعتبر المتابعون نصائحها قاسية ويصعب تطبيقها؛ حيث رفضت منح ابنتها الطعام قبل ذهابها الى المدرسة كنوع من العقاب وطلبت ان تلتزم الامهات بتلك النصائح، ونشرت روبي وزوجها كيفن فيديو للدفاع عن اسلوب حياتهما ليؤكدا ان الأحداث قد تم إخراجها من سياقها وتراجعت شعبية  قناة اليوتيوب في عام 2021، وفي عام 2022 عادت روبي الى الاضواء بخبر انفصال زوجها كيفين عنها ورفضه اسلوب تربيتها لأطفالها ليترك المنزل.

دور جديد

بدأت روبي حياة جديدة بعد انفصالها عن زوجها، قامت بحذف قناة يوتيوب ثم قررت العمل كمدربة للصحة العقلية والتعاون مع مستشارة اسرية وقاما بإنشاء حساب خاص على انستجرام "امهات الحقيقة" وتبادلا النصائح الاسرية، وبالرغم من محاولات فرانكي للظهور بطريقة مثالية الا ان كل من تابعها لاحظ استمرار قسوتها وتركها للأطفال بمفردهم بالمنزل.

تحولت شهرة روبي فرانكي من السوشيال ميديا الى مراكز الشرطة والمحاكم بعد إنكشاف حقيقة اساءتها وتعذيبها لأطفالها، وفي أغسطس 2023، ألقت شرطة ولاية يوتا القبض على روبي بعد إنقاذ احد ابنائها اثناء محاولته الهرب والتسلل خارج المنزل ليتوسل الى الجيران لمنحه الطعام والماء، وتلقت الشرطة بلاغا من الجيران، وفي سبتمبر واجهت السلطات روبي بست تهم تتعلق بإساءة معاملة الأطفال، واصدرت إدارة السلامة العامة بيان يؤكد ان احد ابناء فرانكي وعمره 12 عامًا، كان هزيلا للغاية ومصابا بجروح مفتوحة مع وضع شريط طبي لاصق بشكل مهمل للغاية، واكد الطفل ان والدته استخدمت الفلفل الحار والعسل لتضميد جروحه، وحاول تسلق النافذة وطلب الطعام والماء من منزل مجاور، كما عثرت خدمات الطوارئ على ابنة فرانكي البالغة من العمر 10 سنوات في المنزل، وهي تعاني أيضا من سوء التغذية، وتم نقل الطفلين إلى المستشفى لعلاجهما من سوء التغذية الحاد والكدمات والتمزق العميق نتيجة تقييدهما طوال الوقت بالحبال والسلاسل، واكدت الشرطة تفتيش المنزل والعثور على أدلة تتوافق مع علامات ايذاء الاطفال الصغار حيث تم نقلهم سريعا الى الرعاية الصحية.

اعتقال واخفاقات

خضعت روبي لسلسلة من المحاكمات الى جانب المزيد من الاخفاقات؛ حيث اصدر موقع يوتيوب بيان اكد حظرها من المنصة وحذف القنوات المتصلة بها بعد اعتقالها مباشرة، وبعد ثلاثة أشهر تقدم زوجها بطلب اتمام اجراءات الطلاق رسميا بعد انفصالهما لأكثر من عام مشيرًا إلى خلافاتهما في أساليب التربية كسبب للانفصال، وفي 18 ديسمبر اعترفت فرانكي بالذنب في أربع تهم تتعلق بإساءة معاملة الأطفال واكدت انها غير مذنبة في تهم أخرى.

منذ ايام قليلة وافقت فرانكي على صفقة إقرار الذنب لتخفيف العقوبة وتقليل زمن المحاكمات؛ حيث قدمت المزيد من المفاجآت والاعترافات في جناية إساءة معاملة الأطفال واعترفت بتعذيب الأطفال من خلال وضع رؤوسهم تحت الماء، وإبقائهم مقيدين بالسلاسل وتجويعهم وحرمانهم من الماء والطعام بجانب صياحها الدائم في وجوههم لتؤكد انهم ممسوسين، وبالرغم من صفقة تخفيف العقوبة الا انها مازالت تواجه عقوبة السجن ما بين 30 و60 عاما بتهمة الايذاء والتعذيب والإساءة الشنيعة لأطفالها.

شهادات الابناء

كشفت وثائق المحكمة الصادرة؛ ان المتهمة تنتمي الى طائفة المورمون التي يلتزم اتباعها بالقسوة والتطرف في التربية والميل الى الاساليب البدائية، واعتقدت الام انها في عداء مع اطفالها لانهم ممسوسين ويتلقون تعليماتهم من الشياطين، واكدت وثائق المحكمة ان الام أجبرت اطفالها ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و9 سنوات، على العيش خارج المنزل كعقاب مستمر لهم بالاضافة الى العمل حفاة الاقدام في حرارة الصيف القاسية وهم مقيدي الأيدي بالاضافة الى حرمانهم من الطعام ومعاقبتهم جسديًا، وتعاقبت شهادات الاطفال انفسهم امام المحاكم لتضيف المزيد من الصدمات؛ حيث اكدوا انها كانت تداوم على ضربهم وركلهم وهى ترتدي أحذية قاسية وثقيلة، وحاولت في بعض الأحيان خنقهم بوضع يدها على أنوفهم وأفواههم كما أجبرت ابنتها البالغة من العمر تسع سنوات، والمشار إليها في وثائق المحكمة للسير كعقاب لها حافية القدمين في الاراضي الرملية في حرارة مرتفعة في مشاهد غير انسانية شديدة القسوة، وفي الجلسة الاخيرة لمحاكمتها تم مواجهة الام بشهادات ابنائها لتعترف بجميع الانتهاكات واكدت للقاضي انها تشعر بالاسف والندم.

الامهات المؤثرات

تكشف الابحاث والدراسات الاستقصائية مدى تأثير الامهات الانفلونسير او امهات السوشيال ميديا المؤثرات على غيرهن في الحقيقية؛ حيث اشار موقع "ستادي فايندز" نتيجة بحث استقصائي تم إجرائه في بمركز ابحاث "وان بول" بنيويورك ليكشف ان 75 بالمائة من المشاركات في الدراسة يؤكدن انهن يتلقين صورة مثالية طوال الوقت من امهات السوشيال ميديا وهو ما يدفعهن الى الشعور بالذنب والندم والايلام النفسي بسبب مشاهدة هذا المحتوى النموذجي الذي يصعب تقليده على ارض الواقع، وترى ثلث النساء ان الامهات المؤثرات لا يصورن الامومة وطرق التربية بشكل واقعي اغلب الوقت وهو ما تؤكده قصة روبي فرانكي التي اعتادت نشر صور عائلية مثالية لها برفقة ابنائها لتؤكد ان نظرياتها في التربية مثالية للغاية وتمنحها سعادة طوال الوقت دون ان تكشف كواليس تلك الصور وحقيقتها.

 

إقرأ أيضاً : حيلة الفتى العاشق .. الكشف عن شبكات إجرامية بأوروبا تخدع الفتيات


 

;