العلاقات مع الصين تهيمن على المناظرة الانتخابية بين المرشحين للرئاسة في تايوان

جانب من المناظرة
جانب من المناظرة

شهدت المناظرة الأولى بين المرشحين الثلاثة للرئاسة في تايوان السبت 30 ديسمبر، خلافات بينهم مرتبطة بمواقفهم من علاقات الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي، مع الصين، قبل أسبوعين من الاقتراع الذي سيلقى اهتمامًا كبيرًا من بكين إلى واشنطن.

وتُنظم تايوان بعد أسبوعين انتخابات رئاسية مهمة يمكن أن تحدد نتائجها مستقبل علاقات تايبيه مع الصين التي تتبنى نزعة تزداد عدائية.

وتعتبر الصين تايوان إقليمًا تابعًا لها لم تتمكن بعد من إعادة توحيده مع بقية أراضيها منذ نهاية الحرب الأهلية عام 1949. ومع ذلك، تؤكد الصين أنها تفضّل إعادة توحيد "سلمية" مع الإقليم الذي يخضع سكانه البالغ عددهم قرابة 23 مليون نسمة لنظام ديمقراطي.

اقرأ أيضًا: الصين تدعو المجتمع الدولي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة

لكنّ بكين لا تستبعد أيضًا استخدام القوة العسكرية لتحقيق ذلك.

وقطعت علاقاتها على مستوى عال مع إدارة الرئيسة التايوانية تساي إنج وين.

اعتمد الحزب الديمقراطي التقدمي برئاسة تساي إنج وين في حملته الانتخابية إلى حد كبير على برنامج للسيادة بعيدًا عن الصين. ووصف مرشحه لاي تشينج تي نائب الرئيسة نفسه بأنه "عامل براغماتي من أجل استقلال تايوان".

وخلال المناظرة المتلفزة، هاجمه خصومه عدة مرات، قائلين إن تعليقاته المؤيدة للاستقلال من شأنها "تقويض أمن تايوان". وردّ لاي بالقول إن "سيادة تايوان أمر يعود السكان البالغ عددهم 23 مليون ولا يعود إلى الصين".

وأشار إلى أنه والمرشحة معه لمنصب نائب الرئيس هيساو بي-خيم هما الوحيدان القادران على "الوقوف مع حلفائنا الديموقراطيين".

كثفت الصين في السنوات الأخيرة ضغوطها العسكرية على تايوان وأرسلت طائرات حربية يوميًا حول الجزيرة بالإضافة إلى سفن بحرية. كما أجرت مناورتين عسكريتين ضخمتين - تزامنتا مع اجتماع القادة التايوانيين مع مسؤولين في واشنطن - في إطار محاكاة لحصار للجزيرة.

وخلال المناظرة اتهم لاي مرشح حزب كومينتانج الذي يُنظر إليه على أنه يتمتع بعلاقات أوثق مع بكين - بأنه مؤيد للصين.

وقال لاي "لن أعود إلى الوراء (إلى الماضي) مثل حزب كومينتانج وأكون مستعدا لأن أصبح تابعا لنظام شمولي". وأضاف "هناك الكثير من الشكوك بشأن سياساتهم وهذا ليس هو الطريق الذي نريد أن نتبعه".

ورد مرشح كومينتانج باتهام لاي ب"تشويه صورته". وقال هو إن "اتصالات والمبادلات (مع الصين) هي ما يتعين علينا القيام به. لأنكم لم تفعلوا ذلك، لهذا السبب نرى خطرا كبيرا عبر مضيق تايوان".

أكد هو معارضته أيضًا لاستقلال تايوان وكذلك سياسة "دولة واحدة ونظامان" التي تنتهجها الصين، وهو مبدأ تروج له بكين لحكم منطقتي هونغ كونغ وماكاو الخاضعتين للإدارة الصينية.

في الوقت نفسه، انتقد لاي أيضا مرشح حزب الشعب التايواني كو وين-جي لقوله إن الجزيرة والصين "عائلة واحدة".

ووصف كو وين جي الذي سجل حزبه الصغير أداء أفضل مما كان متوقعا على الساحة السياسية التي يهيمن عليها حزبان كبيران في تايوان، سياسات الرئيسة تساي حيال الصين بأنها "فوضى".

وقال كو إن "القضايا عبر المضيق لا تتعلق فقط بتايوان والصين، بل بالولايات المتحدة والصين أيضا".

وأضاف أن "تايوان تحتاج إلى تحقيق توازن في هذا المجال" متهما الحزب الديموقراطي التقدمي الحاكم بأنه "يتخذ دائمًا موقفا تصادميا جدا" وحزب كومينتانج بأنه "يفكر دائمًا في التعاون" مع الصين.

وكانت السلطات التايوانية عبرت مرات عدة عن قلقها من تدخل مفترض لبكين في الانتخابات المقبلة ومن حملات تضليل إعلامي.

واتهمت وزارة الدفاع الصينية السلطات التايوانية الخميس بأنها تُبالغ في مسألة تدخل بكين المفترض في الانتخابات. وقال الناطق باسم الوزارة وو تشيان أن "سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في تايوان تبالغ في مسألة تدخل الصين في الانتخابات".

ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي، اتّهم وو تشيان تايبيه بالسعي إلى "تأجيج المواجهة والتلاعب بالانتخابات".