الزوج قتل زوجته طمعا في فلوس الجمعية

المجنى عليها
المجنى عليها

آمال‭ ‬فؤاد‭ ‬

  تفقد بعض النساء ثقتها بنفسها عندما تمر بتجربة الطلاق، وتنظر لنفسها وكأنه ينقصها شيء، وتقبل وتقدم التنازلات عندما يطلب رجل الزواج منها مرة  ثانية، ويكتشفن بعد الزواج أن بعض الأزواج يستغلون حرصهن على استمرار الحياة معهم نظرًا لتجارب مررن بها من قبل وكانت نتيجتها الطلاق، مقابل إنفاقهن عليهم وعلى المنزل ويتخلى الزوج هنا عن دوره كرجل في تلبية احتياجاتها وتجد الزوجة نفسها مضطرة أن تعيش خوفًا من مرورها بتجربة الطلاق مرة ثانية ونظرة الناس اليها، وفي نهاية المطاف تدفع بعض الزوجات حياتها ثمنًا لاستغلال هذا الزوج، كيف دارت الاحداث؟!، وما الذي كشفه لنا الاب من كواليس، الواقعة نسردها في السطور التالية.

مروة  صالح 26 سنة، فتاة في ريعان شبابها، نشأت وسط أسرة متوسطة الحال، الاب يعمل»باليومية»، والام ربة منزل وثلاث شقيقات، يقيمون بشارع رمضان ابو السعود العروبة جيزة، كان عمرها 18 عاما حين حلمت مثل كل الفتيات بالفارس الذي يخطفها على حصانه الأبيض ويكون لها السند والظهر،تقدم للارتباط بها احد شباب المنطقة وتم الزواج وانجبت منه طفلة لكن سرعان ما دبت الخلافات وفشل الزواج وانتهت التجربة بالطلاق وعاشت لسنوات في مأساة تربي ابنتها مع اسرتها، تقتلها نظرات الناس اليها، وقبل 4 سنوات،تقدم المتهم  لأجل الزواج والارتباط بها اعتقدت مروة أن العوض عن سنوات التعب التي عاشتها اتى وأن هذا العريس الذي هبط عليها فجأة فرصة بالنسبة لظروفها كمطلقة كي يرحمها من نظرة الناس والمجتمع لها القاسية كمطلقة ولا تقوى على تحملها. 

وتم الزواج خدع المتهم مروة واسرتها وأقنعهم انه يعمل «باليومية»ومرت الأيام واكتشفت انه بلطجي ومن ارباب السوابق في قضايا سرقات، فلم تجد امامها غير الرضا بالامر الواقع وعليها أن تعيش معه كان مرغمة فهذا ارحم من أن تصير مطلقة مرة ثانية،استغل الزوج ظروفها وإذلالها له فأجبرها على الانفاق عليه وعلى المنزل، وبمرور السنوات صار دائم الشجار معها ووصل الامر إلى تعديه عليها بالضرب مرارا وتكرارًا وكلما تغضب وعائدة لمنزل والدها تعود رغم معاملته السيئة؛ لكن لم تكن تتخيل أن نهايتها ستكون على يده طمعا في جمعية بسيطة قبضتها من تعبها وشقاها.

تهديد بالطلاق

ولأن المجني عليها كانت لاحول لها ولا قوة كان المتهم يهددها بالطلاق إذا لم تعطه أموالا من حصيلة بيع الخضار في الشارع لأجل الإنفاق على ابنتها؛يفتعل المشكلات مع الناس ويتم القبض عليه ويدخل السجن لعدة أشهر ويعود يفتعل المشكلات معها؛لكن قبل الواقعة بخمسة أيام طلب منها ان تعطيه أموال الجمعية لكنها رفضت،فـ تشاجر معها وطردها من المنزل وتوجهت الزوجة المغلوب على امرها الى منزل اسرتها؛اخبرت والدها بالعذاب الذي تلقاه على يده وآخرها يريد أخذ الأموال التي تحصلت عليها من الجمعية، طلب منها الأب عدم العودة اليه مرة ثانية بسبب مرور أربع سنوات من الذل والعذاب معه دون نتيجة ووافقت المجني عليها على كلام والدها وظلت وابنتها تقيم مع اسرتها.

الجريمة

  في هذا اليوم المشئوم علم المتهم أن زوجته قبضت «الجمعية»التي اشتركت فيها مع بعض الجيران وفور معرفته بالخبر، توجه الزوج الذي ليس فوق مستوى الشبهات في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل الى منزل اسرتها، طرق المتهم الباب كانت والدتها وشقيقاتها نائمين،طلب منها أن تفتح له الباب للحوار معها وعقب دخوله دارت مشادة بينهما خاصة عقب علمه بأن والدها سافر لمحافظة الفيوم، فهجم عليها كالفك المفترس طالبًا منها ان تعطيه فلوس الجمعية التي قبضتها 20 ألف جنيه لكن الزوجة رفضت ونهرته؛ هنا اخرج الزوج سكينًا من بين ملابسه، صرخت الزوجة تستغيث بالجيران وتطور الامر إلى جنون؛ حين طعن المتهم زوجته9 طعنات نافذة بأنحاء جسدها ثم ألقى عليها بطانية وفر هاربا وتجمع الجيران ونقلوا المجني عليها الى المستشفى.

بلاغ                                                                                                                                                                                                                                  المتهم

تلقى قسم شرطة الطالبية بلاغا من مستشفى الاهرم العام مفادها وصول جثة سيدة غارقة في دمائها بواسطة جيرانها، على القور انتقل رجال المباحث الى المستشفى محل البلاغ وتبين صحته، وأن الجثة لسيدة في العقد الثاني من عمرها ربة منزل بها آثار طعنات نافذة ومتفرقة بالجسد، وبمناقشة جيرانها الذين نقلوها الى المستشفى اكدوا؛ ان وراء ارتكاب الجريمة زوجها،انتقل فريق البحث الجنائي الى المنزل مسرح الجريمة، واستمعوا إلى اقوال بعض الجيران وشهود عيان الواقعة،اكدوا أن زوج المجني عليها هو الذي قتلها، ألقي القبض على الزوج المتهم وتم ضبطه وتحرر محضر بالواقعة وإحالة المتهم إلى النيابة لمباشرة التي وجهت له تهمة القتل العمد،اعترف المتهم ويدعى «محمود .أ» 31 سنة من ارباب السوابق؛ انه قتلها وادعى ارتكابه للجريمة لشكه في سلوكها ولكن عقب مواجهته بأقوال الجيران وشهود العيان اقر بارتكابه الواقعة للاستيلاء على أموالها، كما استمعت النيابة الي اقوال والد المجني عليها الذي اكد أنه طلب من ابنته أن تطلب الطلاق منه مرات عديدة، وكانت ابنته تتردد في هذا بسبب خوفها من كلام الناس خاصة وأنها تزوجت مرتين، وعقب ذلك امرت النيابة بحبس المتهم أربعة أيام علي ذمة التحقيقات.

في بيت الأسرة

تواصلنا مع والد المجني عليه صالح موسى قال لنا بحزن وأسى:انا اعمل»باليومية»وحاليا صحتى تعبانه ومريض، في يوم الواقعه انا كنت في مشوار شخصي في الفيوم وبنتي كانت غضبانه قبل أسبوعين مع المتهم، وكان دايما بيتخانق معاها ويضربها وتيجي غضبانه وترجع  وكل مرة أقول لها اطلقي منه تقولي لا يابا ان خلاص اخدت نصيبي من الدنيا،المجرم يضربها وياخذ منها فلوس لدرجة ان الشقة اللي كانوا عايشين فيها هي اللي بتدفع الايجار وتصرف على نفسها وبنتها والبيت،وامام عدم انفاقه وإهانته لها باستمرار كانت بتشتغل، تبيع خضار في الشارع انا واخواتها نصحناها لكنها دائما خائفة من لفظ الطلاق للمرة الثانية، للأسف بنتها الطفلة يوم الحادثة شافت كل حاجه وهو بيتخانق معاها، ولما طعنها لفها في البطانية وهرب، مش هقول غير حسبنا الله ونعم الوكيل، وكلنا ثقة من القصاص العادل وأن حقها هيرجع لها بالحكم القضائي الذي هو عنوان الحقيقة.

إقرأ أيضاً : بسبب المخدرات.. شاب يقتل أمه ويشرع في قتل زوج شقيقته بالبحيرة

 


 

;