فى أبشع جريمة قتل.. «جنايات طنطا» تحيل أوراق قاتلة صديقتها لفضيلة المفتى

الضحية
الضحية

الغربية‭: ‬محمد‭ ‬عوف

  بعد 4 أشهر من ارتكاب الجريمة البشعة التي هزت مدينة طنطا، وتناولتها «أخبار الحوادث» في حينها، أسدلت محكمة جنايات طنطا «الدائرة الثالثة» الستار في القضية رقم 2786 لسنة 2023 كلي غرب طنطا والمعروفة إعلاميًا بـ «طالبة طنطا»، بإحالة أوراق المتهمة بقتل صديقتها «فرح» إلى فضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي وحددت جلسة 19 فبراير القادم للنطق بالحكم، التفاصيل من وقت ارتكاب الجريمة حتى المحاكمة نرصدها في السطور التالية.

في شهر أغسطس الماضي كانت مدينة طنطا على موعد مع أبشع جريمة قتل لما لها من جرأة وقلب ميت تملكه فتاة في العقد الثالث من العمر، تجردت من أدنى مشاعر الإنسانية وقطعت جثة صديقتها إربًا إربًا ثم حملتها في جوال وبكل ثقة استقلت توك توك وتوجهت إلى أحد المصارف وألقتها فيه ثم عادت لمنزلها وكأن شيئًا لم يكن، بالتأكيد لم نجد أبشع من ذلك ولم نسمع عن مثل هذه الجريمة البشعة حتى في سياق الدراما لا سيما وأن المتهمة فتاة في عقدها الثالث، والمجني عليها «فرح» التي لم تكمل 18 عامًا، فقد شاءت الأقدار أن تولد وتخرج للحياة وسط أسرة مفككة؛ فقد انفصل أباها وأمها بسبب كثرة الخلافات بينهما، واختفى والدها تماما بينما تولت أمها رعايتها وتربيتها حتى كبرت وتدهورت الأحوال إلى الأسوأ؛ فاستدانت الأم حتى تستطيع مواصلة قدرتها على تربية ابنتها ولكي تكمل دراستها حتى وصلت الفتاة إلى المرحلة الثانوية والتحقت بإحدى مدارس التعليم الفني، لكن لم يصبر الديانة على والدتها؛ فوجدت نفسها في السجن بعد صدور حكم بحبسها 5 سنوات بسبب توقيعها على إيصالات أمانة لم تفي بسدادها بسبب ظروفها المادية السيئة، فاضطرت فرح أن تنقل معيشتها مع جدها لوالدها والذي رحب بها كثيرًا وظلت مستقرة عنده ومن حين لآخر تتردد على منزل خالها وأسرة والدتها.

غيرة                                                                                                                                                                                                                                   المتهمة

لم يكن لفرح سوى صديقة واحدة هي هبة التي تكبرها بنحو 5 سنوات لكن تعتبرها صديقتها المقربة وكانت دائمًا تذهب إليها في شقتها وتجلس معها بل وتقوم بالمبيت لديها خاصة أنها تعيش بمفردها ودائمً تحكي لها أسرارها وكل تفاصيل حياتها حتى عندما فكرت في الارتباط بأحد الشباب أخذت رأيها دون تردد فهي الناصح الأمين كما تعتقد وبالفعل تزوجت منه على أمل أن ينتشلها من هذه العيشة وحالة الفقر التي تعيشها إلا أنها اكتشفت أنه شخص غير سوي ودائم التعدي عليها فانفصلت عنه وعادت إلى جدها، وبدأت تبحث عن عمل في كل مكان لكي تصرف على نفسها، اشترت هاتف محمول لها وبعض الاحتياجات الشخصية، وبدأت معاملة صديقتها تتغير من ناحيتها خاصة بعد أن شعرت أنها سوف ترتبط بشاب هي كانت على علاقة عاطفية به فبدأت الغيرة تشتعل من ناحية صديقتها تجاهها.

ذات يوم ذهبت فرح إلى صديقتها كالمعتاد وجلست تتحاور معها وفي يدها هاتف محمول حديث فأخذته منها لتتفحصه وتكتشف بعض الصور للشاب الذي تحبه ما جعلها تستشيط غضباً وغلاً بداخلها لكنها حاولت أن تخفي تعبيرات وجهها بداخلها حتى لا تشعر صديقتها بشيء، لكنها ظلت تفكر في حيلة تنهي بها هذه العلاقة، فاستغلت وجودها معها وطلبت منها المبيت ورحبت صديقتها فرح لكن نظراتها غير مريحة، طلبت منها هبة أن تأخذ الهاتف المحمول معها وتخرج به ففوجئت برفض صديقتها فرح والتي بررت ذلك لكونه شخصي ولا تستطيع الاستغناء عنه، هنا بدأت الحيل الشيطانية تراودها مستغلة تواجدها بمفردهما فقررت التخلص منها.

خيانة وقتل

حدثت مشادة بينهما قامت على إثرها هبة بالاعتداء على فرح وطعنها بسكين المطبخ حتى تأكدت من موتها ثم أمسكت بالسكين الملطخة بالدماء وهي تنظر إلى صديقتها غير مصدقة وكأنها قد فاقت من غفلتها لكنها لم تستطع الصراخ خشية أن يفتضح أمرها، نهضت مسرعة تحاول أن تطمس وتخفي أركان الجريمة؛نظفت مكان الدماء وتركت الجثة ملقاة على الأرض وفرت مسرعة من الشقة وكأن شبح المجني عليها يطاردها، ظلت عند أسرتها تفكر في كيفية إخفاء الجثة دون أن يشعر بها أحد، وقبل أن تنبعث رائحتها؛حكت لأحد أصدقائها ما حدث لكي تستشيره فنصحها بأن تتخلص من الجثة بسكب بنزين عليها وحرقها، وعلى الفور أحضرت كمية من البنزين وتوجهت إلى الشقة وحاولت الإسراع في مهمتها حتى لا ينكشف أمرها خاصة مع انتشار الرائحة داخل الشقة، سكبت البنزين على الجثة وأشعلت النيران فيها لكنها شعرت بالاختناق فأطفأت النيران حتى لا تتصاعد وتنبعث الرائحة خارج الشقة، فكرت في حيلة أخرى أن تضع الجثة في جوال لكن بالطبع سينكشف أمرها؛ لذا لم يكن أمامها سوى أن تقطعها إربا إربًا فأحضرت نفس السكين الذي نفذت به الجريمة وقطعت بدم بارد يدها وأرجلها وجسدها قطعا صغيرة حتى تتمكن من وضعها في الجوال وتتخلص منه بعيداً عن المكان، ثم حملته ونزلت من الشقة واستقلت توك توك وتوجهت ناحية أحد المصارف البعيدة وأوهمت سائق التوك توك أن الجوال به بعض مخلفات اللحوم الفاسدة حتى لا يشك في الأمر وتخلصت منه في المصرف ثم عادت للمنزل لتنظف المكان ظنت بذلك أن سرها لن ينكشف نهائيًا.

اكتشاف الواقعة والقصاص

بينما كان أحد النباشين يتجول عند المصرف بحثًا عن بقايا مواد بلاستيكية أو ما شابه ذلك وجد جوالاً كبيرًا فشرع في فتحه لكي يفرغ ما فيه ويأخذ ما يحتاجه إلا أنه أصيب بصدمة شديدة وذهول حينما وجد أشلاء جثة فظل يصرخ مستغيثًا بالمارة الذين تجمعوا وأبلغوا النجدة التي جاءت على الفور ثم انتقل ضباط المباحث للمعاينة وسؤال النباش وفحص كاميرات المراقبة في المنطقة للوصول لخيط يكشف غموض الواقعة، وتمكن رجال المباحث من الوصول إلى سائق «التوك توك» الذي قام بتوصيل المتهمة للمصرف، ثم ألقت الجوال فيه وأرشد سائق التوك توك عن مكان توصيل المتهمة؛ تبين أنها صديقة المجني عليها، تم القبض عليها وإحالتها للنيابة لتنهار وتعترف بجريمتها الشنعاء وبعرضها على النيابة العامة قررت حبسها هي وصديقها الذي نصحها بحرق جثة المجني عليها 4 أيام على ذمة التحقيق وتم تجديدها 45 يومًا اخرى، وخلال التحقيقات أمام النيابة أدلت المتهمة الأولى باعترافاتها التفصيلية وقالت: إنها سكبت البنزين على الجثة التي كانت ملقاة على السرير ثم «مسكت النار في السجادة، وكانت هتولع فيا فخفت وطفيتها بسرعة قبل الحريق ما يكبر وقفلت الشقة بعدها ومشيت وتركت جثة فرح داخل الشقة لمدة 3 أيام»، وقرر المحامي العام لنيابات غرب طنطا إحالة القضية إلى محكمة جنايات طنطا والتي استغرقت في نظر القضية جلستين استمعت خلالهما إلى شهادة الشهود والطب الشرعي الذي كشف أن الجثة كانت في حالة تعفن ويتعذر إثبات السبب الرئيسي للوفاة، وخلال الجلسة طالب أحمد الخولي محامي أسرة الضحية هيئة المحكمة بضرورة تحقيق القصاص العادل وإعدام الذين استباحوا زهق روح الضحية التي لم تتجاوز عمرها 19 سنة، وبعد المداولة أسدلت محكمة جنايات طنطا «الدائرة الثالثة» الستار في القضية وقررت إحالة اوراق المتهمة إلى فضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي وحددت جلسة 19 فبراير القادم للنطق بالحكم.

صدر الحكم برئاسة المستشار عبدالحميد مصطفى هندي، وعضوية المستشار محمود محمد الربيعي، والمستشار إكرامي رمضان يوسف، والمستشار هاني ميلاد سعد، وأمانة سر محمد عناني.

وأعربت خالة طالبة طنطا الضحية فرح، عن سعادتها الكبيرة والغامرة من خلال الزغاريد بعد أن أحالت المحكمة المتهمة إلى فضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامها، مؤكدة أنها كانت تمتلك الثقة الكبيرة في القضاء المصري للقصاص من المتهمة.  .

 

إقرأ أيضاً : انتظره 25 عاما.. نظر محاكمة قاتل ابن عمه بسبب الثأر في الغربية| اليوم

 


 

;