أضواء

هل هى هدنة أم وقف لإطلاق النار؟

عبدالله حسن
عبدالله حسن

إنها حقاً مأساة إنسانية أن يشاهد العالم الطائرات والمدافع الإسرائيلية تقصف الفلسطينيين فى غزة والمدن الفلسطينية الأخرى وتقتل حتى اليوم أكثر من عشرين ألف ضحية وتصيب أكثر من خمسين ألفا.

وتتحرك الآلة العسكرية الإسرائيلية فى أعقاب عملية طوفان الأقصى لتنفيذ حلم إسرائيل الذى طالما راودها لسنوات طويلة بأرض الميعاد واعتبرت أن الفرصة مواتية الآن لتدمير المدن الفلسطينية والاستيلاء على أراضيها وتهجير سكانها قسراً إلى مصر والأردن وبذلك تنتهى القضية الفلسطينية إلى الأبد ويتحقق الحلم الإسرائيلى.

وقد كشف الرئيس عبد الفتاح السيسى هذه الخطة منذ البداية وأعلن للعالم على الهواء مباشرة أثناء استقباله وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكين الذى جاء للقاهرة داعماً لإسرائيل أنه لا يمكن حل القضية الفلسطينية على حساب مصر، وأن حدود مصر خط أحمر لا يمكن المساس به بأى من الأحوال، وأن حل القضية الفلسطينية لابد أن يكون بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧.

ومع تزايد انتقادات الرأى العام فى إسرائيل لحكومة نتنياهو واتهامها بالفشل فى تأمين حدود إسرائيل يحشد نتنياهو جيش إسرائيل بدعم أمريكى وأوروبى  لتنفيذ خطة التدمير والتهجير بحجة القضاء على حركة حماس وإطلاق سراح الرهائن المختطفين و يفشل فى تحقيق هدفه على مدى ٨٣ يوماً حتى الآن رغم إدانة المجتمع الدولى لهذه العمليات الإجرامية والضحايا الفلسطينيين الذين يتزايدون كل يوم بل وكل ساعة.

وطرحت مصر مبادرة بالتنسيق مع الأردن والفلسطينيين للوقف الفورى  لإطلاق النار والاتفاق على تبادل الأسرى من الجانبين، وبدأت إسرائيل تراوغ وتطلب هدنة مؤقتة تستأنف بعدها القتال. وأعجبنى جداً تصريح الرئيس التركى أردوغان والذى شبه فيه نتنياهو بالجنرال النازى أدولف هتلر ليعيد إلى أذهانه واقعة أفران الغاز التى يدعى اليهود أنه أحرقهم فيها فى الحرب العالمية الثانية والمعروفة باسم الهولوكوست.