آخر صفحة

حامد عزالدين يكتب: ورطة صديقي القديم وليد فراج «الثقيلة»!

حامد عزالدين
حامد عزالدين

صديقى القديم وليد فراج الإعلامي السعودي الشامل، لأنه ليس فقط إعلاميا رياضيا، أصبح بين يوم وليلة من أكثر الإعلاميين الرياضيين في احتلال التريند، ببساطة شديدة لأنه ربط بين نفسه وبين النادي الأهلي المصري، عندما قلّل من اسم النادى الأهلى قبيل مباراته أمام اتحاد جدة السعودى فى الدور نصف النهائى لكأس العالم للأندية التي أحسنت السعودية تنظيمها.

وقال وليد، الذي أعرفه منذ العام 1990 عندما توليت منصب مدير تحرير صحيفة الشرق القطرية، وكان هو صحفيا متعاونا فيها، لأننا وقتها كنا في زمن حرب تحرير الكويت.

وكلفته ومعه زميل قطرى آخر بتغطية الأيام الأولى لتحرير الكويت بعد الحرب، وكانت خبرته الكبيرة بالكويت عاملا مهما فى خروج سلسلة التحقيقات التى تم إعدادها ونشرها فى صحيفة «الشرق» بشكل مهنى. وفجأة اختفى وليد من قطر وقابلته بعدها بثلاث سنوات زائرا للكويت وقت توليت فيها منصب مدير تحرير صحيفة «السياسة» الكويتية برفقة المعجون صحافة الذى أصفه بابنى الأكبر الإعلامى ماضى الخميس الأمين العام للملتقى الإعلامى العربى، ولهذه الصداقة أحتاج إلى صفحات وصفحات.

المقدمة السابقة، كانت تبريرا لاهتمامي بما فعله وليد فراج، الذى أعرف أصالة معدنه وحبه لمصر جيدا  وأثار حالة من الجدل وسط جماهير الأهلى الملايينية التى صبت جام غضبها عليه لما اعتبرت حديثه عن أن مواجهة اتحاد جدة للنادى الأهلى «المصرى» محسومة لصالح الفريق السعودى، الذى أفاض فى ذكر محاسنه وعلو كعبه وحجم النجوم العالمية بين صفوفه، حتى أنه قال - بخفة دم واضحة - إن فريق اتحاد جدة عينه على مواجهة مانشستر سيتى فى نهائى كأس العالم للأندية، ويعتبر مباراته مع الأهلى مجرد مرحلة لتخطى الدور قبل النهائى.  

الحقيقة أننى لم أكن قد تابعت ما قال قبل المباراة، لكننى كنت حريصا على متابعة ما قال بعد  فوز الأهلى بثلاثية لهدف بعد مهرجان للسيطرة والفرص الضائعة لصالح بطل أفريقيا الأول وملكها المتوج الأهلى المصرى باعتراف كبار نجوم فريق اتحاد جدة المحترفين، الذين أكدوا أن الأهلى استحق الفوز عن جدارة واستحقاق وكان الأفضل طيلة وقت المباراة على رغم أن اتحاد جدة بطل السعودية لم يضم سوى 3 لاعبين فقط من نجومه المحليين «السعوديين»، وترك الفرصة كاملة للمحترفين الأجانب «الثمانية»، وهو الحد الأقصى طبقا للوائح الاتحاد السعودى لكرة القدم، الذين تم تجميعهم من كل صوب وحدب  بقيمة سوقية تخطت 114 مليون  يورو، وعلى رأسهم النجم الكبير كريم بنزيمة وكلٌ من فابينيو ورومارينيو البرازيليين ونجولو كانتى وإيجور كورنادو مع المدافع المصرى أحمد حجازى وغيرهم. 

كان موقف صديقى القديم شديد الصعوبة، وهو يحاول البحث عن مخرج من ورطة تأكيده بـ»الكعب العالى» للاتحاد على الأهلى لفارق عدد المحترفين الكبار المسجلين فى كل فريق وللقيمة السوقية «المادية» دون أى اعتبار لتاريخ كرة القدم فى مصر والروح الشهيرة «روح الفانلة الحمراء» والاسم العالمى للأهلى الذى يشارك فى الموندياليتو للمرة التاسعة فى تاريخه والرابعة على التوالى، وسابق حصوله على ثلاث ميداليات برونزية ومواجهته أكبر فرق العالم فى هذه البطولة أمثال بايرن ميونيخ وريال مدريد وبرشلونة.

نسى صديقى القديم وليد فراج قبل أن يضيف «ال» التعريفية لاسمه - لأسباب تخصه - أن التاريخ غير قابل للبيع أو الشراء، وإنما هو تراكم للخبرات  تنظيميا وإداريا وفنيا وروحا للتحدى تطلقها جماهير ملايينية - لا يقل عدد جماهير الأهلى فى مصر المحروسة وخارجها - عن 75 مليونا - تحرك الصخر. 

وبخفة دم من يشعر بالحرج الشديد، قال فراج «كنا بنمزح معاكم يا أهلوية .. وكان ردكم  قاسيا بالثلاثة، فتوالت الأهداف الأول، والثانى، ثم الثالث. لكننى كنت قد انتظرت منه أيضا أن يتراجع عن قوله إن بطولة الدورى السعودى حسمت المنافسة فى نسب المشاهدة بفضل المحترفين الأجانب وأجورهم الملايينية فى مواجهة بطولة الدوري المصري «تحديدا»، وصارت القضية صفحة وانتهت  «وخلاص». ولم يهتم مطلقا بأن المشهد المبهج لاستاد الجوهرة، كان بفضل الجماهير المصرية التى حضرت  - حاملة تاريخها الكبير - وملأت على الأقل 60 % من مساحة مدرجات ملعب الجوهرة المشعة لدعم فريقها، حتى حقق لهذه الجماهير ما سبق على مدى أعوام طويلة «جدا»، وهو الكثير من الفرحة والسعادة وقبلهما الفخر بالقيمة «المعنوية» قبل القيمة المادية. 

آخر كلام:
يعد الفول من أهم البقول التى عرفها قدماء المصريين منذ عصر الأسرات الأولى، وعُثر على بذوره فى أحد قبور الأسرة الثانية عشرة، وفى طيبة من عصر الدولة الحديثة عُثر على بذور الفول فى قبور بسقارة وكوم أوشيم من العصر اليونانى الرومانى، وهى محفوظة فى المتحف الزراعى بالدقى.

ويرى علماء التغذية أن الفول المدمس، أصلها فى اللغة المصرية القديمة «المتمس»، هو الفول الذى يتم إنضاجه بدفنه تحت الأرض، وهى الطريقة ذاتها المستخدمة حتى اليوم  فى إنضاج الفول فى أفران يطلق عليها «المستوقد» حتى لا يتعرض للحرارة بصورة مباشرة تؤثر على قيمته الغذائية كمخزن لفيتامين «د» المسئول عن زيادة المناعة.

ومن نفس هذا الفول، لكن بصورة مختلفة تصنع الفلافل، وهى تسمية مصرية قديمة بمعنى الطعام كثير الفول، ويقال لها حاليا الطعمية. ويبدو أن البعض أفهم الجماهير السعودية أن النداء «طعمية» يعنى التقليل من أكلة مصرية تعترف بها اليونيسكو «منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة».