باختصار

مزدوجو الجنسية

عثمان سالم
عثمان سالم

يبدو أننا عرفنا مؤخراً مرضاً مزمناً للكرة المصرية بالعودة للقاعدة للبحث عن المواهب التى سوف تحتاج بالتأكيد لبعض الوقت حتى تنضج وتقطف ثمارها ربما بعد ست سنوات وفقا لرؤية البرتغالى فيتوريا المدير الفنى للمنتخب الوطنى.. المبادرة مصرية تماماً عن طريق المدرب الواعد وائل رياض مدرب منتخب الشباب الذى وجد فى المحترفين بالخارج ومزدوجى الجنسية ضالته وهو يحاول التنقيب عن المواهب فى ربوع الوطن وخارجه ومن أجل هذه الغاية نُظم معسكر لمدة ستة أيام حضر جانبا منه أولياء أمور اللاعبين.. وانتهج شيتوس سياسة جديدة أرجو أن تكون حقيقة بإلغاء ظاهرة المجاملات فى المنتخبات وهذا لو اخذت به الأندية فى اختيار أفضل العناصر لتشكيلة الفرق.. هذا التوجه المحمود يضع مصر على الطريق الصحيح نحو العالمية ولابد أن تألق محمد صلاح فى الدورى الانجليزى كان مبعثا للالهام لكل الاجيال الجديدة للتشبه به فى كل شىء خاصة ما يتعلق بالصبر على ضريبة الاحتراف من حرمان وغربة واشياء من هذا القبيل.. اعتمد وائل على جهاز محايد لاختيار اللاعبين بعيدا عن أى شبهة للمجاملة أو تمرير معلومات غير دقيقة فلجأ للسفارات فيما يتعلق باللاعبين مزدوجى الجنسية للاستعلام منهم من حيث القدرات الفنية والبدنية بالاتصال بالاندية التى يلعبون لها.. والشيء الطيب فى هذا الأمر اقبال هؤلاء الابناء على ارتداء فانلة الوطن الام ولم يتأثروا بالإغراءات التى يقدمها البلد الذى يعيش فيه وضغوط الآباء والامهات غير المصريين الذين يرون فى تمثيل منتخبات بلادهم الاقامة افضل.. واعود لظاهرة صلاح للتأكيد على ان نجاحه دفع الكثير من أولياء الأمور ليشجع اولاده على الاحتراف المبكر فى الخارج ولدينا العديد من التجارب التى لا تسمح المساحة بذكر اسمائهم ومنهم من يكمل طريقه فى الخارج ومنهم من يعود بحصيلة تجارب بعد أن تفتحت عقولهم وتعودت على الاحتراف الحقيقى ومتطلباته وكيفية معايشته فى ظروف شديدة القسوة لمن لم يتعود عليها من التزامات كثيرة والا ستفشل التجربة عاجلاً أم آجلاً.. والحقيقة أن تجارب الاحتراف الخارجى لم تعد تقتصر على كرة القدم بل انتشر ابناء الألعاب الأخرى خاصة كرة اليد فى العديد من الدوريات المهمة ولم تخل القائمة الطويلة من الالعاب الفردية وتعرض عدد كبير منهم للاغراءات للعب تحت علم البلد الذى لجأ اليه للدراسة أو ما يشبه الهروب خلال تواجدهم فى الخارج أمثال بعض لاعبى المصارعة ورفع الاثقال وغيرهم حتى تدخل الرئيس السيسى شخصيا لوقف هذا النزيف عبر الاقتراب من هؤلاء الابطال والتعرف على مشاكلهم واغلبها مادية ونجحت الدولة فى التصدى لهذه الظاهرة الخطيرة بشرط أن تستمر الوزارة فى دعمهم منذ بداية عهدهم باللعبة وتوفير مناخ الاستقرار المادى والادبى فلم ينل الكثيرون منهم حقه فى الاعلام واصبحوا ينظرون للاعبى الكرة المدللين بشيء من الغيرة والضيق رغم انهم يبذلون جهدا اكبر وتتحمل الاسر أعباء مالية كبيرة لتقديم هؤلاء الى عالم الرياضة المصرية.