«بابا نويل عم فتحي» قصة قصيرة للكاتب مصطفى عبدالله

الكاتب مصطفى عبدالله
الكاتب مصطفى عبدالله

لم يكن لبابا نويل عندي أي ذكريات حلوة على الإطلاق، على عكس ما يتصوره البعض أنه يأتي بليل ليقدم الهدايا وينشر الفرح والابتهاج في قلوب الأطفال، ربما البعض منا تمتع بقدر كبير من سوء الحظ معه، ذلك لأنه لم يأتني أبدا ذلك الشخص الذي يرتدي معطفه الأحمر وعلى رأسه قبعته وتظهر لحيته البيضاء الطويلة تتدلى فوق صدره، حاملاً معه كيسه السحري الذي امتلأ بأحلامهم وأمانيهم كي تتحقق في ليلة الميلاد.

 كانت الفكرة تتكرر كل عام مع ذلك الرجل السمين الذي يستدعيه ناظر المدرسة ويلبسه لباس بابا نويل، وكان ذلك الرجل هو فراش المدرسة (عم فتحي).. يلبي مرغما  رغبة مدير المدرسة  ويتحول إلى بابا نويل ويحمل كيسًا كبيرًا من القماش ليملأه من ألوان الحلوى والبسكويت واللبان وكل ما لذ وطاب من كانتين المدرسة.

 

 يبدو المنظر العام طيبًا وجميلاً ومبهجًا ولكن كان بابا نويل يستغل ذلك الموقف بأنه كان يبيع لنا ما بداخل الكيس، وكأنه يروج لبضاعته البلهاء بشكل جديد وطريقة سهلة لجذب الأطفال إليه، ليبدو وكأنه أتى إليهم بالمن والسلوى من الفردوس الأعلى نظير ما يحملون من قروش زهيدة، يملأ بها ناظر المدرسة كانتينه القذر ببضائع أوشكت صلاحيتها على الانتهاء.