«في الأسانسير» قصة قصيرة للكاتب علاء عبدالعظيم

الكاتب علاء عبدالعظيم
الكاتب علاء عبدالعظيم

التقيا أمام باب الأسانسير، ينتظران نزوله، ولم يكن يعرفها أو تعرفه، لكن ذلك لم يمنعه من أن يرمقها بنظرات طويلة مدلهة، ويتنهد في حرقة تنم عما أثاره منظرها في قلبه من لواعج العشق المفاجئ العنيف.

وما إن هبط الأسانسير، وأفرغ ما فيه من الركاب، ويشاء الحظ ألا يكون في انتظاره غيرهما، فركبا فيه وحدهما ولا ثالث لهما إلا ذلك الذي يقال إنه يوجد مع كل رجل وامرأة.. أعوذ بالله منه.

ما كاد الأسانسير يتحرك بينما زفر الشاب زفرة هزت جوانب الأسانسير هزا ويقول:

- حبيبتي أنا صحيح شفتك من دقيقة واحدة، لكن حاسس إني اعرفك طول عمري

- انتي الصورة اللي في خيالي، وأراها في أحلامي من يوم ما اتولدت..

انتهى من كلامه وقد توسط الأسانسير ما بين الدور الاول والثاني، بينما رمقته الفتاة بنظرة حياء، وعلى وجهها حمرة الخجل تحت طبقة الروج الثقيل وقالت له في دلال ذواتي جميل

- اوه يا اسمك ايه

- فقال لها ولم يتردد

- أيه رايك تبقى مراتي؟

- أنا وهبتك حياتي كلها، واسم أبي وكل ثروتنا

- وعاد يقول انتي الخيال الذي أراه في احلامي

وقد رآها لا تجيب

- ترضي تتجوزيني أول ما نطلع من الأسانسير

فكرت الفتاة حينا ثم قالت تسأله

- انت طالع الدور الكام؟

- الدور السابع

- واحنا دلوقتي في الدور الكام؟

- الثالث

- وعاوز تتجوزيني أول مانطلع من الأسانسير

- ايوة..

- فاعطت الأمر مزيدا من التفكير ثم قالت:

- لا أنا مبحبش الخطوبة الطويلة!