«فنان ومبدعة» قصة قصيرة للأديبة إيمان حجازي

 إيمان حجازي
إيمان حجازي

لم تكن تتخيل أبدا أن يأتي يوم وتنشأ بينهما صداقة، كانت صغيرة وهي تراه يطل من شاشة التلفاز بطلا للدراما، وكان شابا لامعا، ذائع الصيت، ابتسامته وصباحة وجهه كانت تأسر قلوب الممثلات الشابات وتملك كيانها.

فجأة ، اختفي وزال أثره، ولم تكن تعلم عنه شيئا، فلم يكن وقتها عوالم للتواصل الاجتماعي، وكانت أخبار النجوم يتم تداولها علي استحياء.

مرت السنون وأنست الولف من كان يتوسمه وليفا، وعندما جذبتها أضواء عوالم الأدب للإبداع لم يجل بخاطرها أنها تساق لقدرِ تلتقيه  ويراها كما كانت بالأمس تراه.

ذات ليلة إبداعية كانت ضيف شرف المنصة وكان هو ممن يقومون علي إدارة وتنظيم اللقاء، عرفت فيما بعد أنه عضو مجلس إدارة الملتقي، كما عرفت من الصديقات والأصدقاء أنه طوال السنوات الماضية كان يعمل بالإخراج المسرحي.

تكررت لقاءاتهما في نفس المكان لكونه وصفته وهي إما محاورا علي المنصة أو متابعا ضمن الجمهور.

صارا أصدقاء، حلم لم تكن تجرؤ عليه.

وأصبح يناديها ب (المبدعة) وهي رغم رغبتها في نطق اسمه إلا أنها تماشيا معه وحرصا منها علي ألا تزج بنفسها في حياته الشخصية، فهو رجل متزوج ولديه بنت، شابة، ولذلك كانت تناديه بصفته (فنان).

لم تصدق نفسها عندما حدثتها إحدى صديقاته وصديقتها بأنه ليس متزوجا، بل بلغت سعادتها الذروة عندما سمعت بأنه يعامل طليقته بالحسنى إكراما لابنته، فهو كما توسمته دمث الخلق .

عشمت نفسها بالكثير، اقتربت وكذلك هو، توطدت عري الصداقة، وزادت المحادثات ونقاشات الأعمال الأدبية والفنية بين الفنان والمبدعة. مع الحفاظ علي غلاف الصداقة ضمن سياج الفنان والمبدعة.

صباح يوم كان شتائي طيب، يلقي بحبات المطر رذاذا تقبل المشاعر، تقابلا مصداقا لوعد، ليحدثها في خطب شغله وأرق ليله وأسهد عيونه.

تخيلت.. تمنت .. جاءت قبل الموعد وكذا هو جاء، وضعت أذنيها بين شفتيه، كان يقص هواه ويسأل صديق عن كيفية طرح الهوى وطلب الود؟ مع شديد حرصه علي مداومة الود حتى لو لم يكن حبا.

وكانت إجابته الفاصلة علي سؤالها: من؟

الاسم غير الاسم، والشخص ليس الشخص، والحلم لم يعد.... تفاجأت .. بل صدمت.. لكنها قامت بدور الصديق.. شرحت ونصحت.. ويوم الزفاف أرسلت باقة صداقة من مبدعة لفنان.