شهد القطاع الصحي في مصر العام الحالي تطورا ملحوظا سواء من حيث حجم الاستثمارات التي قامت الدولة بضخها أو المبادرات التي تم إطلاقها، ونجحت الدولة في إنشاء وتطوير عدد كبير من المستشفيات في مختلف محافظات الجمهورية والتي ترقى بصحة المواطن المصري.
وخلال الربع الأول من عام 2023، أعلنت وزارة الصحة تقديم خدمات المبادرات الرئاسية للصحة العامة لـ 11 مليونا و500 ألف مستفيد، تحت شعار "100 مليون صحة" خلال الربع الأول من عام 2023.
«الصحة» للمواطنين: احذروا الأنفلونزا الموسمية تنتشر بسرعة في هذه الأماكن
وارتفع معدل أداء المبادرات الصحية في الربع الأول من العام الجاري بنسبة 53%، مقارنة بالربع الأول من عام 2022.
وتتضمن المبادرات مجالات الاكتشاف المبكر وعلاج ضعف وفقدان السمع، ومنع قوائم الانتظار في العمليات الجراحية، والكشف المبكر عن فيروس سي، والعناية بصحة الأم والجنين، والكشف المبكر عن الأنيميا، والسمنة، والتقزم، كما تشمل الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لحديثي الولادة بالحضانات، ودعم صحة المرأة، وفحص المقبلين على الزواج، وفحص وعلاج الأمراض المزمنة، والكشف المبكر عن سرطان الكبد.
وبملف العلاج على نفقة الدولة خلال العام الحالي، اتخذت وزارة الصحة والسكان إجراءات من شأنها تيسير وإسراع استخراج قرارات العلاج على نفقة الدولة، للمواطنين غير الخاضعين لمظلة منظومة التأمين الصحي، وذلك تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، واستهدفت التعليمات توجيه القائمين على العمل في المنشآت الطبية ومقدمي الخدمة، بالاستعلام عن موقف طالبي العلاج على نفقة الدولة «غير المؤمن عليهم» من خلال الأنظمة الرقمية المتكاملة بقواعد البيانات المختلفة.
وتم التشديد على توجيه المستشفيات مقدمة الخدمات العلاجية على نفقة الدولة، بتفعيل قواعد البيانات لاستكمال إجراءات إصدار قرارات اللجان الثلاثية المميكنة، ورفعها على الشبكة القومية للعلاج على نفقة الدولة، لاستصدار قرارات العلاج، دون الحاجة إلى إحضار أي مستند يوضح موقف انتفاع طالب الخدمة، بالتأمين الصحي.
كما تم خلال العام الجاري ميكنة جميع مكاتب الصحة في الـ 27 محافظة، بإجمالي 4 آلاف و667 مكتبا، وذلك لاستخراج شهادات الميلاد، والوفاة وتصاريح الدفن، وغيرها من المعاملات المستندية.
وفي ملف إنتاج اللقاحات، أكد وزير الصحة والسكان خالد عبدالغفار أن مصر أصبحت واحدة من المنتجين الرئيسيين للقاحات في المنطقة، من خلال التعاون مع الشركاء الصينيين.
وعملت الوزارة على رفع الطاقة الإنتاجية للشركة الوطنية المصرية لتصنيع اللقاحات «فاكسيرا» لتلبية الطلب المحلي على اللقاح، والعمل بلا كلل لتكون مصر مركزا لإنتاج اللقاحات في المنطقة.
وخلال العام الجاري، أعلنت وزارة الصحة والسكان حصر وترقيم الأسر في النطاق الجغرافي، للوحدات الصحية والمراكز الطبية، للبدء في فتح ملف طبي لكل أسرة، يشمل التاريخ المرضي، وتفاصيل الفحص الإكلينيكي لأفراد الأسرة، وذلك بناءً على توجيهات الوزير الدكتور خالد عبد الغفار حيث أنه حصر 251 منشأة صحية على مستوى الجمهورية، بواقع منشأة صحية لكل إدارة صحية على مستوى 21 محافظة، ضمن المرحلة الأولى للمبادرة، لافتا إلى أنه يجري حصر وترقيم الأسر المستفيدة من خدمات تلك المنشآت لإنشاء ملف عائلي لكل أسرة.
وقالت رئيس قطاع الرعاية الصحية والتمريض الدكتورة سعاد عبدالمجيد، إنه يجري التوسع بالمبادرة ليصل إجمالي عدد المنشآت لـ1004 منشآت صحية، تخدم 14 مليون أسرة، مضيفة أنه يجري ميكنة 500 منشأة صحية، ضمن مبادرة "حياة كريمة"، والتي تعد استكمالاً للمرحلة الأولى من مبادرة تطوير وحدات الرعاية الأولية.
وخلال عام 2023، أعلنت وزارة الصحة والسكان، إدراج أدوية الأورام والأدوية البيولوجية الحديثة، ضمن منظومة العلاج على نفقة الدولة، وذلك تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية، برفع العبء عن المواطنين خاصة غير القادرين منهم.
وأوضح المتحدث الرسمي للوزارة الدكتور حسام عبد الغفار، أن وزير الصحة والسكان، وجه بعقد اجتماعات دورية للجان العليا لعلاج الأورام والمبادرات الرئاسية وأمراض الدم، لتحديث بروتوكولات العلاج على نفقة الدولة، مما يهدف إلى تحسين معدل الاستجابة والشفاء، وتقليل فرص ارتداد الأورام، وتحسين جودة حياة المريض المصري.
كما شهد العام الحالي افتتاح الدكتور خالد عبدالغفار أول معمل متكامل للتحاليل الباثولوجية والجينية في مصر، وقال الوزير، إن التحاليل الجينية والباثولوجيا المتكاملة (CGP) كانت متاحة فقط في القطاع الخاص من خلال إرسال العينات للخارج، موضحًا أن المرحلة الثانية من المشروع تتضمن الحصول على الاعتماد الدولي CAP للمعمل، وهي الشهادة الدولية التي تضمن جودة الإجراءات المعملية.
وتابع وزير الصحة والسكان، أن القدرة التشغيلية للمعمل ستتمكن من إجراء نحو 1800 تحليل جيني CGP سنويًا، وفحص 400,000 عينة باثولوجي للسرطان - قابلة للزيادة - والتي تساعد الأطباء في التحديد الدقيق للعلاج المناسب، لكل حالة على حدة، مما ينعكس على رفع معدلات الشفاء.
وخلال العام الحالي، حققت مصر العديد من الإنجازات في مكافحة مرض الالتهاب السحائي وفق استراتيجية فعالة لتحصين المجتمع من الأمراض السارية والمعدية.
وأوضحت الوزارة أن جهود مكافحة الالتهاب السحائي، وضمان استجابة أكثر فاعلية تكون من خلال تحديث الأدلة الإرشادية واستراتيجية الترصد، جاءت من خلال إدراج طُعم (هيموفيلاس إنفلونزا نمط ب) ضمن طعم الخماسي في عمر (2 - 4 - 6) أشهر، والحفاظ على ألا تقل نسبة التغطية عن 95%، مع اتخاذ الإجراءات الوقائية حيال أي حالة يتم رصدها.
وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن مصر من الدول التي استطاعت السيطرة على المرض منذ عام 1989، لافتاً إلى أن خطة ترصد المرض تضم 12 مستشفى حميات، يتم من خلالها ترصد المرض وتحليل العينات بواسطة الـPCR .
وحتى الآن تم تقديم 54 مليونا و806 آلاف و4 خدمات طبية من خلال حملة «100 يوم صحة» منذ انطلاقها يوم 25 يونيو الماضي في جميع محافظات الجمهورية، وذلك بعد توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بمد عمل الحملة.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، أن حملة «100 يوم صحة» قدمت منذ انطلاقها نحو مليون و509 آلاف و232 خدمة، ضمن مبادرة الرئيس لدعم صحة المرأة - في أول زيارة - فيما بلغت الزيارات العارضة والمتكررة 4 ملايين و317 ألفا و913 زيارة.
وشهد العام الحالي حدثا هاما جدا وهو القضاء على فيروس "سي" حيث سلمت منظمة الصحة العالمية مصر شهادة خلوها من فيروس سي، كأول دولة في العالم قضت وهزمت فيروس سي، وتحصل على جائزة "golden tier" من المنظمة، يأتي ذلك في الوقت الذي يصيب فيه "فيروس سي" 360 مليون شخص على مستوى العالم، ويؤدي إلى وفاة 3 آلاف شخص كل يوم.
بينما تحقق هذا الإنجاز التاريخي بفضل مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، للقضاء على فيروس سي، والتي وصفت بـ "الأولى من نوعها في العالم"، ونقل مصر من "النقطة الحمراء"، طبقا لخريطة معدلات الإصابة بالفيروسات الكبدية العالمية، لأنها تحل أعلى معدلات الإصابة، لـ مصر خالية من فيروس سي بحلول 2023.
واعتبرت مديرة البرامج التقنية في منظمة الصحة العالمية - المكتب الإقليمي لشرق المتوسط الدكتورة رنا حجي، أن مصر "نموذج يحتذى به تحت رعاية القيادة السياسية"، حيث سعت خلال 10 سنوات من الحكم على توفير حياة كريمة لكل المصريين على كافة الأصعدة وخاصة مبادرة "100 مليون صحة" أحد أهم الإنجازات الكبرى في المنظومة الصحية، حيث نجحت في تغيير شكل ومضمون المنظومة في مصر وقوبلت بإشادات دولية.
وخلال العام الجاري ايضا، استضافت مصر المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية تحت رعاية وحضور الرئيس السيسي، وكان هذا المؤتمر بمثابة منصة تحاورية عالمية للخبراء وصانعي السياسات والباحثين والممارسين، في سعي لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات ومناقشة العلاقات المتغيرة والمتداخلة بين الصحة، السكان والتنمية.
يأتي المؤتمر في إطار اهتمام الدولة المصرية بملف السكان والتنمية، وصدر عنه توصيات وقرارات تهدف إلى تحسين جودة حياة المواطن المصري من خلال الاهتمام بالرعاية الصحية والاجتماعية.
