الحزن يخيم على أجواء أعياد الميلاد في اللاذقية بسبب ضحايا غزة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حضرت أجواء أعياد الميلاد ورأس السنة هذا العام، في بعض شوارع مدينة اللاذقية السورية خجولة ومختزلة أكثر مما كانت عليه في سنوات الحرب، مدفوعة بتضامن السوريين مع أهل قطاع غزة وما يعانوه في ظل عدوان إسرائيلي غاشم من جهة، وصعوبة الوضع الاقتصادي وغلاء المعيشة في سوريا من جهة أخرى.

في شارع بغداد، حيث تقع كنيسة "قلب يسوع الأقدس للاتين"، التي تعد الأقدم في اللاذقية، كانت الكنيسة محطّ المارة وقبلة من يسعى وراء الإحساس ببهجة الأعياد، حيث تزيّنت بالأضواء، كما أضاءت شجرة الميلاد التي تتوسط واجهتها، إيذاناً ببدء الاحتفالات بأعياد الميلاد التي ستقتصر على الصلوات فقط.

 

وأفادت مراسلة وكالة "سبوتنيك" في اللاذقية بأن بعض الشوارع في المدينة تحتضن بعض أجواء الأعياد من خلال زينة الأضواء وشجرة الميلاد أمام بعض المطاعم والفنادق والمولات، وبابا نويل "المستعار" الذي يحمل بين يديه الألعاب ليضفي جو من البهجة ويزرع الفرح في قلوب الأطفال، إلى جانب عدد قليل من المنازل التي اكتفت بشجرة الميلاد أو شريط من الأضواء.

 

زرع الفرح رغم الألم

 

وقال كاهن كنيسة قلب يسوع الأقدس اللاتين في مدينة اللاذقية، الأب فادي سليم عازر، في حديث لوكالة "سبوتنيك": "تقتصر احتفالات عيد الميلاد على الصلوات والريستال (أمسية غنائية تتضمن تراتيل دينية) وذلك تضامناً مع أهلنا في قطاع غزة وما يعانوه من مآسي جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل عليهم".

 

وأضاف الأب عازر: "نصلي من أجل السلام في غزة، ومن أجل الشهداء الذين يرتقون يوميا جراء قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي، مطالباً حكام العالم بالعمل من أجل الوقف الفوري للحرب الظالمة على غزة وإنهاء الاحتلال".

 

وتابع: "في سوريا نحنا عشنا ظروف الحرب من دمار وقتل، ولذلك فإننا نصلي للرب أن يوقف معاناة أهل غزة وأن يحل السلام في القطاع وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد أن يتم دحر الاحتلال الغاشم".

 

وإذ أشار الأب عازر إلى تزيين الكنيسة وشجرة الميلاد بمناسبة الأعياد، فإنه أوضح أن ذلك جاء لزرع الفرح والأمل في نفوس السوريين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها جراء الحصار الجائر المفروض عليه، متمنياً "أن يحل الأمن والسلام والخير والبركة على سوريا وعلى فلسطين المحتلة وجميع الدول، في العام الجديد".

 

غزة في قلوبنا

 

وفيما كست زينة الميلاد بعض الشوارع في مدينة اللاذقية، يتجمهر بعض المارة أمام شجرة الميلاد التي تستقطبهم لأخذ الصور التذكارية، وخاصة "السيلفي"، إذ أعرب البعض في تصريح ل"سبوتنيك" عن سعادتهم بأجواء الأعياد برغم أنها جاءت خجولة هذا العام عن السنوات السابقة.

 

وأشاروا إلى أنه بالرغم من الزينة وحضور أجواء الميلاد، إلا أن بهجة الشعب السوري باتت ناقصة بسبب ما يجري في غزة، فمشاهد القتل والتدمير ونزوح الأهالي من منازلهم في القطاع باتجاه الجنوب، تسلبهم أي مشاعر بالفرح الخالص بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، مضيفين: "قلوبنا مع غزة، ونصلي للرب أن يتم وقف العدوان الظالم على غزة، وأن يحل الأمن والسلام على فلسطين المحتلة مع حلول العام الجديد".

 

كما لفت البعض إلى اختصار زينة الأعياد إلى الحد الأدنى هذا العام، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه السوريون في ظل غلاء المعيشة بسبب الحصار الجائر المفروض على بلادهم، وتراجع القدرة الشرائية للمواطن، والتي فرضت عليه البحث عن تأمين لقمة العيش وعدم الالتفات إلى أمور أخرى باتت من الكماليات في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.

 

ورغم كل الآلام في غزة، وما تختزنه ذاكرة السوريين الحيّة من الذكريات الساخنة للزلزال الذي ضرب شمال سوريا في فبراير الماضي، يؤكد من التقتهم مراسلة "سبوتنيك" أن الحياة واستمراريتها تفرض عليهم أن يعيشوا الأمل والفرح رغم كل الظروف، متمنين أن تكون أعياد الميلاد بمثابة ولادة جديدة للسلام في سوريا وفلسطين المحتلة، كما ولادة السيد المسيح.