بدون تردد

«بايدن».. و«نتنياهو»

محمد بركات
محمد بركات

لا مفاجأة ولا جديد على الإطلاق فى التصريح بالغ الفجاجة، الذى أطلقه الرئيس الأمريكى «بايدن» أول أمس، وهو يجيب عن أسئلة الصحفيين حول فحوى ومضمون ما دار خلال حديثه الهاتفى مع «بنيامين نتنياهو» رئيس الوزراء الإسرائيلى، والذى استغرق أكثر من نصف ساعة.


قال «بايدن» فى تصريحه إنه لم يطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلى وقف اطلاق النار فى غزة خلال المحادثة التى دارت بينهما.


وفى تقديرى أن السؤال لم يكن فى محله،...، لأنه جاء فى أعقاب الاعلان المتكرر والواضح، عن حقيقة الموقف الأمريكى الرافض للمطالب العربية والدولية الساعية لوقف إطلاق النار وتوقف حرب الإبادة الجماعية التى تشنها إسرائيل على الفلسطينيين فى غزة، والتى دخلت شهرها الثالث منذ السابع من أكتوبر الماضى.


حيث أعلنت أمريكا عدة مرات وبوضوح رفضها التام لكل المحاولات المبذولة من مصر والامارات والمجموعة العربية والعديد من دول العالم، لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولى بالوقف الفورى لإطلاق النار فى غزة.


وكان آخر هذه المحاولات الأسبوع الماضى، والذى استخدمت خلاله الولايات المتحدة حق النقض «الڤيتو»، لإجهاض وعدم الموافقة، على المطلب الخاص بوقف إطلاق النار.


ورغم فجاجة تصريح «بايدن»، إلا أنه يأتى متسقاً ومتوافقاً مع الموقف الأمريكى بالغ السوء والاستفزاز، المؤيد والمساند بجلاء تام للعدوان الإسرائيلى اللاإنسانى على الفلسطينيين فى غزة، والداعم أيضًا لاستمرار هذا العدوان، والرافض لتوقفه والرافض بالتالى للمطالب العربية بوقف إطلاق النار.
وفى هذا الإطار لم تكن هناك مفاجأة، ولم يكن هناك جديد فيما قاله «بايدن» فى انه لم يطلب من «نتنياهو» وقف إطلاق النار فى غزة.


بل على العكس تماماً لقد جاء هذا التصريح مؤكداً ثبات الموقف الأمريكى فى تأييده المطلق وغير المحدود لإسرائيل، ودعمها الكامل فى جرائمها الإرهابية ضد الشعب الفلسطينى، وتأييدها المطلق فيما تقوم به من إبادة ومجازر ضد الفلسطينيين،...، دون الالتفات على الاطلاق للمشاعر العربية والفلسطينية، ودون الاكتراث لموجات الغضب والألم الفلسطينى والعربى.