نور الهدى.. من المجد إلى الدموع

 الفنانة نور الهدى
الفنانة نور الهدى

استطاعت بموهبتها الفنية وخفة ظلها أن تتحول إلى نجمة تتألق في عالم الفن، وتنافس كبار المطربين مثل ليلى مراد وأسمهان إنها الفنانة "الكساندرا نقولا بدران" التي اشتهرت باسم نور الهدى.

لبنانية ظهرت في الأربعينيات وتبلورت موهبتها فى سن مبكرة واستطاعت الظهور أمام عمالقة الغناء العربى مثل فريد الأطرش ومحمد فوزي وأن تقف أمام كبار نجوم الشاشة مثل محمود المليجي ومحسن سرحان وبشارة وكيم وسامية جمال وغيرهم من الأسماء المتوهجة في كلاسيكيات الزمن الجميل. 

يوسف وهبي اكتشفها

ولدت الفنانة نور الهدى فى 24 ديسمبر عام 1924 لعائلة مسيحية أرثوذكسية فتأثرت بالطقوس الدينية المعتمدة على النغم الموسيقى، واصطحبها والدها إلى القاهرة عام 1924 لتشق طريقها فى عالم الفن حيث اكتشفها الفنان يوسف وهبي وقدمها فى فيلم "جوهرة" وهو الذى اطلق عليها اسمها الفنى التى اشتهرت به نور الهدى. 

مجد ودموع

وفي خلال عشر سنوات، لمع اسم نور الهدى وقدمت أعمالا فنية ناجحة مع كبار المطربين ومن أشهر أعمالها فيلم "مجد ودموع" مع المطرب محمد فوزى عام 1946 وفيلم "ما تقولش لحد" مع المطرب مع فريد الأطرش وسامية جمال عام 1952، وتعاملت مع كبار الملحنين مثل رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب.

 ونجحت نور الهدى في خلال سنوات الحرب العالمية الثانية وظلت ترتفع بأجرها من ألف إلى عشرة آلاف جنيه.

على خطى نور الهدى 
دفع نجاحها الفني في جلب بعض المطربين العرب إلى القاهرة وفتح باب النجاح لهم مثل نجاح سلام وصباح وسعاد محمد ووديع الصافي. 

وشهد فيلم "حكم قرقوش" عام 1953 نهاية مسيرة مجد وتألق الفنانة نور الهدى فى مصر بسبب المضايقات التى فرضتها مصلحة الضرائب واشتراطها ألا تقدم أي حفلات بالقاهرة والاكتفاء بالغناء فى الأفلام فقط إذا أرادت أن تظل فى مصر وفقا لما نشرته جريدة أخبار اليوم فى 4 مارس عام 1961.

نهاية مسيرتها الفنية في مصر 

وظلت إدارة الشئون العامة تماطل في تجديد الإقامة لها، حيث قررت نور الهدى السفر مرة أخرى إلى لبنان لتنهي حياتها الفنية بمصر، واستقبلتها السينما اللبنانية بشكل لا يليق بها، فلم يطرق بابها أحد رغم الشهرة الكبيرة التي حققتها في مصر واقتصر نشاطها على تسجيل الأغاني للإذاعة اللبنانية

وقد زاراها المخرج عاطف سالم في لبنان وعرض عليها دورا في أحد الأفلام فطلبت مبلغ عشرة آلاف جنيه قال لها إن هذا الرقم الخيالي لا تتقاضاه مطربة الآن وعرض عليها ثلاثة آلاف جنيه ولكنها أصرت على الرفض.

حتى اعتزلت الفن نهائيا إلى أن توفيت عام 1998 عن عمر يناهز 74 عاما.  
وفي ستينيات القرن الماضي، حجزت مصلحة الضرائب على بيت المخرج حلمي رفلة بسبب دين عليه يبلغ 4 آلاف جنيه. 

أزمة حلمي رفلة

ظل حلمي رفلة يصرخ ويمزق شعر رأسه وأقسم للمحضر الذي رفع الحجز ليس مدينا بمليم واحد، ثم تبين أن المطربة نور الهدى أقامت في ضيافته شهرا ونصف شهر ثم عادت إلى بيروت ولما كانت مدينة للضرائب بهذا المبلغ فقد أخذت مصلحة الضرائب تبحث عنها في كل مكان بالقاهرة حتى علمت أنها تنزل ضيفة على المخرج السينمائي فوقعت الحجز على عفش بيته.

وخلال الفترة التي أمضتها في القاهرة وقت أزمتها مع الضرائب لم تستطع الاتفاق مع الإذاعة ولا العمل في مسرحية الباروكة ولا حتى حفظ اللحن الذي وضعه لها فريد الأطرش لتغنيه في إحدى حفلات أضواء المدينة، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 25 فبراير 1961.

 

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم