« قعر المدينة» قصص قصيرة جداً للكاتب الدكتور فراج أبو الليل

الدكتور فراج أبو الليل
الدكتور فراج أبو الليل

قعر المدينة:

دعاني لمكتبه الفخيم .. الآن يرقد الهم عارياً يرتجف من الفرح .. المكان .. خاطف ومخطوف ومبهر .. الزمان .. لحسة من قعر المدينة .. طرقت الباب .. منعتني الجميلة .. قليلة الكلام .. صاخبة الألوان .. لم أستطع النظر إلي وجهها المسطح .. انتظرت قرابة الساعة .. تكلم بعجرفة وثقة مزيفة .. تسرب شعاع من الحزن والغربة .. تركت مكتبه .. ولم تتركنِ أحزان الجلف.

 

مهمش:

قبلت عزومته في مكتبه المتواضع .. كباقي طبقة الأكاديميين من ذوي الفكر .. سأل عن الأبحاث والسفر .. قلت مازالت  "ليلي"   تنتظر .. عودة  " قيس"  من مصحة العاشقين للأرض .. قال ارتدي الفرحة .. الأيام نسيت طعم الضحك .. سكت .. ولكنه ترك سؤالاً في عقلي .. لماذا لم يجلس علي ذلك الكرسي الفخيم في المكتب الواسع؟.

 

 

 صوفي:

تلك الراحة الغامضة في نظراته المتصوفة .. تركت قلبي شارداً .. يتمني العزلة .. ربما بحثاً عن تلك البقعة الهادئة .. ولكن العبث الذي يرقص في دنيا الغوازي .. جعلني أبادله الرقص بلامبالاة.

 

 

ظل:

نصحتك حين اعترضت طريق الشمس .. لن يطول البقاء .. الناصح المخلص .. ظلك الباهت تحت قدميك .. وها أنا أتلاشي.

 

 

 ذئاب:

الذئاب تفترس الخراف المنفردة .. هناك في ركن اليأس .. تغتصب الفضيلة .. برزت أسنانه المدببة .. أكلت لحمها الطري .. الرمل والزلط الجاف تألم .. حين عطش قلبها الأخضر .. ماتت ..  ومازال زوجها نائماً في حضن الخنوع.

 

 

 شيطان:

لا تلتفت .. امضى حيث الرب .. لا تحكي عن أمنياتك .. حتى لا يتلقفها الشيطان .. فتتوه فى فمه الواسع .. اذا مَطَّ شَفَتاه بالشرف .!!

 

جزع مقطوع

هرب الظل مع الأشجار المنحورة .. تاركاً الصيف قاسياً .. يسلخ وجوه المارة .. هكذا أخرجت الشمس لسانها للظل.

 

ثرثار:

إسرافه في الكلام .. جعله غير مألوف .. كثيرا ما أحمل في حقيبتي حبوبا للصداع .. ثلاث حبات لم تعد كافية لكل هذا الهراء .. ليس لدية حس الفكاهة .. وإن شئت قل ليس لديه ذوق .. هل اشتريت سيارة فلان؟ .. لا .. بكم هذا الجاكت؟ .. هدية .. كم رصيدك في البنك؟ .. لا شئ .. هل جربت السفر لهولندا؟ .. لا .. تلك بعض قصاصات من الفراغات التي في عقله الفارغ .. هكذا تتطوح الأسئلة من فمه .. وعندما تعجز الإجابات .. اتركه وأسئلته .. فقط أمضغ علكة بدائية الصنع من شجرة السنط.