عاجل

يوميات الاخبار

هل أنت فى علاقة صحية؟

سارة الذهبى
سارة الذهبى

سارة الذهبى

ساعات كتير تلاقى علاقات الراجل فيها المُهيمن وماسح شخصية الست ودورها بأستيكة وساعات تلاقى الست هى الكل فى الكل ولاغية شخصية الراجل وفى الحالتين فالعلاقة دى غير سوية وغير صحية

انتشر مؤخرا مصطلح «علاقات سامة» أو جملة «خلى بالك الشخص ده توكسيك»
ومعظم الناس أعطوا لنفسهم الحق فى تحليل شخصيات البشر من حولهم بدون أى دراسة أو دراية أو وعي.
بقينا بنوزع الأمراض النفسية وتشوهات الشخصية على أى شخص مش ماشى على هوانا..
ولذلك انهارده هنتكلم عن معنى العلاقة وإيه هى العلاقات الصحية اللى المفروض الناس تكون فيها.. ومنها هنفهم المعنى الحقيقى للعلاقات السامة.
العلاقة هى حالة تواصل بين شخصين، لازم يكون فيها اهتمام متبادل ولو الاهتمام غير متبادل نفهم إن دى مش علاقة.
فى الأصل المفروض العلاقات تكون سليمة وسوية وصحية..
بتكبر مع الوقت وبذل المجهود..
تعالوا نعرف إيه هى مواصفات العلاقة الصحية؟
أولاً أن احتياجاتكم انتوا الاتنين تكون أولوية فى حياة بعض وده مش معناه إن الطرف اللى معاك فى العلاقة مسئول أنه يحققلك رغباتك واحتياجاتك كلها بدون أى مجهود منك..
دوركم فى حياة بعض ان كل طرف يقدّر احتياجات الطرف التانى ويحترمها حتى لو مختلفة عن احتياجاته ويدعمك ويساعدك للوصول ليها..
كلنا بنحتاج لشخص يدعم تحقيق احتياجاتنا..
خصوصًا الاحتياجات العاطفية اللى من أهمها:
- الأمان:
انى فى العلاقة دى مش خايف من تصرفات الطرف التاني/ مش حاسس بتهديد طول ما أنا معاه/ بالعكس هو شخص يدعم أمانى وبيسندنى وقت ما أحس بالخوف والقلق/ الأمان يعنى الرعاية والحماية.
- احتياجات الحب:
انى ألاقى فى العلاقة دى تقدير وعطاء ولطف فى التعامل.. وانى أحس انى محبوب ومرغوب فيا.
- التواصل:
ان فى العلاقة دى بلاقى لغة حوار محترمة واحنا الاتنين بنسمع بعض وبنشارك بعض كل تفاصيلنا وبنحترم بعض لما بنتكلم..
دلوقتى عايزاك تسيب المقالة دقيقة وحدد علاقة معينة فى حياتك محتار فى تقييمها
واسأل نفسك هل العلاقة دى احتياجاتى متشافة فيها؟
هل فى العلاقة دى الطرف التانى بيدعم احتياجاتى والا عائق لكل احتياجاتي؟
هل بحس بالأمان وبلاقى تواصل فى العلاقة؟
وهل أنا بقدم كل ما سبق ذكره فى العلاقة والا لأ؟
تعالى نكمل..
فى شروط لازم تكون متوفرة فى أى علاقة صحية..
أولها توازن القوي: يعنى كل واحد فيكم له دور فى نجاح العلاقة، مفيش طرف واحد بس هو اللى بيقود العلاقة والتانى ليس له أى دور.. هو مجرد تابع و مُنفذ للى بيتطلب منه..
ومش معنى التوازن ده الندية ولكن ان كل منكم مؤثر فى العلاقة فى إطار الاحترام والتفاهم..
ساعات كتير تلاقى علاقات الراجل فيها المُهيمن وماسح شخصية الست ودورها بأستيكة وساعات تلاقى الست هى الكل فى الكل ولاغية شخصية الراجل وفى الحالتين فالعلاقة دى غير سوية وغير صحية..
ثانى شرط للعلاقات الصحية : العطاء المتكافئ المُرضي
ومش معناه العطاء المتساوى بالمللي
ولكن معناه أن الطرفين بيبذلوا جهد فى العلاقة بشكل متناسب و متناغم..
مفيش طرف مُضحى طول الخط وعطائه بلا حدود وشخص تانى مُستقبل بس ومش عايز يقدّم أى تنازل للطرف التانى عشان يتلاقوا فى أرض وسط تريحهم هما الاتنين..
العطاء المُرضى بقى معناها انك تقدم للطرف الآخر عطاء هو محتاجه وهيفرق معاه هوّ مش عطاء انت اختارته عشان شايف ان ده الصح أو المناسب..
كل شخص له احتياجات مختلفة وبيبقى مستنى من اللى قدامه اللى يريحه واللى هو محتاجه…
فى ناس عندها العطاء بلا قيمة لأنهم بيقدموا ما لا يحتاجه الآخر.. فا لازم نكون فاهمين اللى قدامنا مستنى مننا ايه و محتاج مننا ايه..
ثالثًا: الاحترام المتبادل
كارل روجرز عالم النفس الأمريكى المشهور «الاحترام غير مشروط»
و ده مش معناه ان مفيش تطاول أو مد ايد وشتيمة لإن ده المفروض الطبيعى وده مش تفضّل..
الاحترام المتبادل له معنى أعمق وأشمل
ان لو طبائعنا مختلفة نحترم الاختلاف مش لازم نكون نسخ متطابقة من بعض ولا لازم نغير فى بعض عشان الطرف التانى يبقى متفصّل على كيفنا..
نحترم تفكير بعض واهتمامات بعض حتى لو مختلفة..
يعنى لو زوج عنده فكر جديد فى شغله ومؤمن بنجاحه أدعم فكرته الجديدة وأشجعه ولو فى ملحوظات أُبديها بطريقة لطيفة ولينة..
لو اهتماماتنا مختلفة لا ننتقص منها ولا نستهزأ بيها..
نحترم مشاعر بعض حتى لو أنا شايف ان الموضوع ميستاهلش الزعل بس طالما الطرف التانى زعل لازم أحترم شعوره و أسانده..
دلوقتى نقف شوية.. ناخد نفس عميق و نسأل نفسنا.. هل انا بعد الشروط السابقة طلعت فى علاقة صحية والا فى حاجات كتير ناقصة؟
وهل انت فى العلاقات تُعتبر طرف صحى والا لأ؟
مشكلة البشر الرئيسية اننا دائما بنشاور على الناس..
بنحاول نُظهر عيوب الناس.. مع ان ممكن نكون احنا اللى غلطانين و احنا اللى فينا العيوب..
بعد ما شرحنا شكل العلاقة الصحية.. نقدر نتكلم دلوقتى عن العلاقات السامة..
د. ليليان جلاس طبيبة ومحللة سلوك أمريكية مشهورة وضّحت ان العلاقات السامة هى علاقات لا يدعمك الآخر فى تحقيق احتياجاتك من خلالها
وتصاحبها «الاستمرارية» يعنى الشخصين مش مرتاحين فى العلاقة بس مكملين فيها.. متقبلين الوضع الراهن حتى لو مؤسف وحتى لو احنا الاتنين وجودنا سوا غلط بس مكملين لأسباب كتير معظمها بيتلخص فى نظرة المجتمع أو كلام الناس.. الخ
المهم اننا مش مرتاحين واحتياجاتنا مش متشافة ومكمّلين سوا..
دى تبقى علاقة فاسدة أو سامة..
فى سؤال هييجى فى بالك دلوقتي..
انا مستمر مع الشخص ده بسبب «التقبل»
ما انا لازم أتقبل عيوب اللى قدامى وآخده على عيبه زى ما بنقول..
التقبل مش معناه انى أبقى شايفة الغلط بعينى فى العلاقة قبل ما أدخل فيها وأكمّل..
التقبل مش معناه ان شخص يكون قليل الأدب وشوفت منه أمارات إنه سيئ الطباع وعشرته متعبة وأقول هتقبله على عيوبه..
احنا كده فاهمين غلط..
الطبيعة البشرية مش ان الأشخاص تكون قليلة الأدب وبتهين وبتشتم وبتقلل من اللى قدامها
دى مش فطرة البشر..
ولكن ده اسمه «طبع» والشخص يقدر يشتغل عليه ويجاهد نفسه ويغيره، لكن فى مجتمعاتنا اتربينا ان صاحب الطبع السيئ صعب عليه جدًا يتغير فا الأسهل ان اللى حوليه يتقبلوه زى ما هو و يستحملوا، مع ان ده مش ذنبهم ولا غلطتهم..
حتى لو شخص طبعه صعب عشان عنده اضطراب فى شخصيته أو محتاج دعم نفسى فا الصح انه يتعالج الأول وبعد كده يدخل فى علاقات مش نتعامل مع أذيته انه أمر واقع ونجبر شخص على تحمل ما لا يطيق و نسمّى ده «تقبل»
اللى طبعه وحش يغيره..
واللى عنده اضطراب يتعالج..
واللى معندوش أساسيات الأدب والتعامل يتعلمها
وبعد كده يدخل فى علاقات مش العكس..
احنا مش داخلين حياة بعض نعالج المضطرب ونستحمل الطباع الصعبة.. لا ده دورنا ولا احنا مؤهلين نعمل كده طول العمر..
الشخص بيدخل أى علاقة عشان يرتاح.. يأنس.. يتطمن.. يلاقى اللى يسنده
مش علشان يدخلها وهو سوى ويطلع منها وهو مضطرب
اسأل نفسك للمرة الأخيرة هل انت فى علاقة سوية؟ هل انت طرف سوى فى العلاقة؟
والا انت فى علاقة فاسدة وانت طرف غير سوى فيها؟
الصراحة دى حتى لو بينك و بين نفسك هتفرق معاك كتير وهتنورلك طريقك..
فى اليوميات القادمة ان شاء الله نستكمل الحديث والشرح التفصيلى للعلاقات السامة فى حياتنا.