استخدامات وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في السعودية

تطبيقات تكنولوجيا المعلومات
تطبيقات تكنولوجيا المعلومات

خلال السنوات الأخيرة، استفادت المملكة العربية السعودية من تطبيق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجالات عدة، فأصبحت الكثير من الخدمات التي لم تكن سوى مجرد أحلام حقيقة واقعة، ومع استمرار ظهور التطورات التكنولوجية في الفترة الحالية، تجلى تأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في عدد كبير من مجالات الحياة بالمملكة، وهو ما يساعد على تحقيق أهداف رؤية 2030، وفي سطور هذا المقال نوضح استخدامات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المملكة العربية السعودية.

تطبيقات تكنولوجيا المعلومات:

في البداية، يجدر التنويه إلى أن مصطلح تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يشير إلى استخدام تكنولوجيات ونظم وأدوات الحوسبة والاتصالات، في تسهيل طريقة إنشاء المعلومات وجمعها وإخضاعها للمعالجة ونقلها وتخزينها، وذلك حتى يصبح الوصول إلى المعلومات أسهل، وحتى يتيسر التواصل بين الناس وبعضهم البعض، وبين الآلات.

وفي المملكة العربية السعودية، يُعد قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هو الأكثر نموًا، وقد ساهم في إحداث نقلة كبيرة وتطور هائل في حياة الشعب السعودي، حتى باتت المملكة من أكبر أسواق الاتصالات وتقنية المعلومات.

وإليكم فيما يلي شرحًا لكيفية استخدام تكنولوجيا المعلومات في المملكة:

1- سوق تقنية المعلومات والحاسب السعودي

يُعد سوق تقنية المعلومات السعودي من أكبر أسواق المنطقة، بعد أن بلغ حجمه 81 مليار ريال في نهاية عام 2022، ومن المتوقع أن يصل حجمه إلى 103 مليار ريال خلال عام 2025، وذلك حسبما أعلنت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية السعودية.

كما احتل سكان المملكة العربية السعودية المراكز الأولى في نسبة السكان الذين يعتمدون على الإنترنت في مختلف الخدمات، وكذلك عدد الأفراد الخبراء في استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وقدمت وزارة الاتصالات السعودية مجموعة من الدورات التدريبية من أجل تطوير مهارات الشباب على أحدث التقنيات في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومنها دورات حاسب معتمدة.

وقد حرصت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية السعودية على تحسين مهارات الكوادر البشرية في مجال التنظيمات الرقمية، ولذلك أطلقت أكاديمية التنظيمات الرقمية والتي قدمت بدورها سبعة دورات استفادت منها 17 جهة خاصة وحكومية.

2- مشاريع المدن الذكية الرقمية

خلال السنوات الأخيرة، نفذت المملكة العربية السعودية عدة مشاريع تعتمد في المقام الأول على تطبيق تقنية المعلومات والتكنولوجيا الحديثة، ولا زالت تعمل على الاستفادة من أحدث تلك التقنيات في تلك المشاريع والتي تشمل: مدينة الملك سلمان للطاقة، مدينة وعد الشمال، مشروع نيوم، مشروع البحر الأحمر، مشروع القدية.

3- التحول الرقمي في قطاع الرعاية الصحية

وعلى مستوى الرعاية الصحية بالمملكة العربية السعودية، فقد ظهر مصطلح الصحة الإلكترونية، والذي يشير إلى استخدام تقنية المعلومات والاتصالات في القطاع الصحي، من أجل تطوير قدرات هذا القطاع فيما يخص المجال الرقمي، بما يحسن من مستوى جودة الخدمات الصحية التي يحصل عليها المستفيدون.

وقد طبقت وزارة الصحة السعودية التقنيات الرقمية والتي تمثلت في التطبيقات والمنصات التقنية خاصة خلال فترة انتشار جائحة كورونا وأبرزها: تطمن، موعد، توكلنا، تأكد، صحة، تباعد، مما أدى إلى الحد من انتشار الفيروس وتسريع التعافي منه.

وبخلاف ذلك، فقد عملت الوزارة على إطلاق العيادات الافتراضية والروبوتات الطبية والاستشارات الطبية عن بُعد والوصفة الطبية الإلكترونية، إضافة إلى إطلاق تطبيقًا إلكترونيًا عبارة عن دليل يتضمن الأدوية التي يتحقق منها الممارسين الصحيين قبل وصفها أو صرفها.

واستمرت رقمنة قطاع الرعاية الصحية السعودي حتى بعد انحسار فيروس كورونا، من خلال إتاحة العديد من التطبيقات والمنصات التي تسهل تقديم خدمات الرعاية الصحية، إلى جانب تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي قللت كثيرًا من تكاليف الخدمات الصحية.

4- استخدامات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الدورات التدريبية والتعليم

يُعد مجال التعليم من أكثر المجالات استفادة من تطبيق تكنولوجيا المعلومات بالمملكة العربية السعودية، فمن أجل تحسين العملية التعليمية بالمملكة؛ تم إدماج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في نظام التدريس.

وقد ظهر مصطلح تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالتزامن مع تطور شبكات الإنترنت، فبات الحصول على المعلومات أكثر سهولة ولا يتطلب سوى توافر الإنترنت، كما تمكن الطلبة من استخدام الوسائل التكنولوجية في جمع المعلومات ومعالجتها، وهو ما أدى إلى توسيع آفاقهم العلمية.

وتجلت الاستفادة من هذه التكنولوجيا في أسلوب التعليم عن بُعد، إذ يستخدم الطالب تقنيات حديثة مثل الإنترنت والبريد الإلكتروني في الحصول على المحتوى التعليمي في أي وقت وبأي مكان، كما أن هذا الأسلوب التعليمي مكّن الطلبة من التفاعل مع بعضهم البعض ومع المعلمين.

ومن صور تطبيق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطاع التعليم، ظهور السبورة الذكية، وهي عبارة عن جهاز عرض يتم توصيله بجهاز الحاسوب من أجل نقل المعلومات والبيانات بدقة ووضوح.

ولأهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم، نفذت إدارات التعليم السعودية دورات تدريبية، تهدف إلى دمج التقنيات بالتعليم.

5- استخدامات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في السياحة

من أبرز أهداف رؤية المملكة 2030، تنويع مصادر الدخل وعدم الاكتفاء بالاعتماد على البترول كمصدر أساسي، وفي إطار ذلك، حرصت المملكة العربية السعودية تنمية القطاع السياحي ومواكبة التطورات الرقمية.

ولتحقيق هذا الهدف، أطلقت وزارة السياحة السعودية تطبيقات الواقع الافتراضي، تلك التطبيقات التي يتم من خلالها إنشاء بيئات وهمية تعكس الواقع بشكل تفاعلي، تُشعر المستخدم بتفاعله في العالم الافتراضي الذي يراه، وهو مكّن الكثير من السياح من الاستمتاع بمعالم المملكة ومناظرها الطبيعية والتجول فيها واستكشافها، دون السفر إليها.

كما استفاد القطاع السياحي السعودي من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في استخدام أحدث التقنيات التي تسهل من تنفيذ إجراءات السفر، إضافة إلى إطلاق منصة موحدة للربط بين مقدمي الخدمات السياحية وتطبيقاتهم.

6- تطبيق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في السيارات 

شهد سوق السيارات في المملكة العربية السعودية نموًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد زيادة الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتمثلة في تقنية الذكاء الاصطناعي، والتي سمحت بتفاعلات أكثر ذكاءً بين المركبات والسائقين.

وبعد دعم السيارات في السوق السعودي بالإمكانيات التكنولوجية المتطورة، بات بإمكان العملاء تجربة القيادة الذاتية، في ظل توفر تقنيات مثل التعرف على الإيماءات والصوت والمساعدة الافتراضية ومراقبة السائق وغيرها.

7- تطبيق تكنولوجيا المعلومات والحوكمة ITIL والاتصالات في الأمن السيبراني

استفادت المملكة العربية السعودية من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تعزيز مجال الأمن السيبراني وتعزيز ITIL، واحتلت المركز الثاني عالميًا والأول على مستوى الشرق الأوسط وآسيا في هذا المجال.

وقد عملت المملكة خلال السنوات الأخيرة على إنشاء مركزًا وطنيًا للأمن السيبراني، إلى جانب تبني سياسات واستراتيجيات مهمة مثل حماية وتصنيف البيانات والحوسبة السحابية.

8- تطبيق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطاع الأعمال

حرصت المملكة العربية السعودية على تطبيق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطاع الأعمال، إذ أطلقت برنامج التحول الوطني من أجل أتمتة المعلومات في مختلف قطاعات الدولة، إضافة إلى إطلاق الكثير من البرامج الرقمية التي جعلت تنفيذ إجراءات البدء في الأعمال التجارية أكثر سهولة، وهو ما يعزز في النهاية من إنتاجية جميع المؤسسات ويزيد قدرتها على المنافسة.

يمكن الالتحاق بالدورات التدريبية المُعتمدة المُقدمة من منصة بكه في حوكمة تكنولوجيا المعلومات وإدارة الخدمات، من أجل تعزيز المعارف وتطوير المهارات في هذا المجال.

وفي الختام، فإنه من المتوقع أن يزداد عدد القطاعات التي تستفيد من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المملكة العربية السعودية، في ظل استمرار هذه التقنية في التطور دون توقف.