من الآخر

الأهلى والزمالك.. وآل عبدالحق

د. أسامة أبوزيد
د. أسامة أبوزيد

أيًا كانت نتيجة مباراة الأهلى فى مونديال كأس العالم بجدة فلابد أن نرفع القبعة لهذا الفريق لأنه استطاع أن يثبت للعالم أن الكرة المصرية والأفريقية بخير.

نعم خسر الفريق من عواجيز السامبا البرازيلية بهدفين نظيفين وأضاع حلمه بالتأهل إلى المباراة النهائية ومواجهة مانشيستر سيتى الإنجليزى القوى، ولكن كان بإمكان فريق الأهلى أن يفوز ويحسم المباراة فى الشوط الأول مثلما فعل فى مواجهة اتحاد جدة التاريخية والتى سيطر الأهلاوية على معظم مجرياتها تمامًا دون النظر إلى ما يتردد للتقليل من المكسب بأن الاتحاد أضاع ركلة جزاء عن طريق كريم بنزيما وكرة أخرى فى العارضة.

الأهلى عانى كثيرًا فى كأس العالم من عدم انتظام اللياقة البدنية التى يسأل عنها المدير الفنى السويسرى مارسيل كولر، كان الفريق فى قمة النشاط والحيوية فى أولى المواجهات أمام اتحاد جدة وتراجع بشكل فظيع فى اللقاء الثانى من مواجهة البطل البرازيلى الذى لعب وكسب بالخبرة فقط لا غير، كذلك لم يكن كولر موفقًا تمامًا فى الاختيارات التى أجراها من أجل التعديل ولكنها «خلصت» المباراة لصالح البرازيليين.

الأهلى فريق يضم كتيبة من النجوم، هذا هو الواقع والحقيقة حتى فى عز غياب المهاجم القناص نجد أن كهربا يظهر دائمًا بنيولوك جديد ؛ يحاول ويسعى ويجرى ويكافح من أجل هز الشباك وربما أنه فى حالة التعاقد مع مهاجم بمعنى الكلمة وليس من عينة الفرنسى موديست فإن الوضع سيتغير ويتحسن كثيرًا.
الأهلى استطاع فى مباراة واحدة أن يسعد الملايين من عشاق الساحرة المستديرة وفى مباراة أخرى أحزن نفس العدد الذى لم يتوقع الخسارة أبدًا وهذا هو سر أى فريق يمتلك الشعبية والأرضية ويستطيع فى لحظات أن يلمس القلوب ويحدث حالة من السعادة والحزن.

جميل أن يكون هناك تأييد كبير من كافة الاتجاهات والجماهير الزمالكاوية لمجلس إدارة النادى المنتخب، والمقربون من الأحداث داخل ميت عقبة والتاريخ الأبيض أبو خطين حمر يعرف دائمًا أن لاشىء يشغل عشاق اللون الأبيض الا انتصارات فريق الكرة والتى تعتبر بمثابة «الأكل والشرب» عند الجماهير العاشقة للون الأبيض والتى تترحم على أيام الفن والهندسة.. أى خسارة أو فقدان نقاط فى فريق الكرة يتم فتح الملف الشائك على مصراعيه وبالتالى يكون مجلس الإدارة وقرارته المنتظرة تحت الميكروسكوب.

بلاشك أن «برستيج» المجلس مطلوب والتعامل مع الملفات بهدوء مطلوب أكثر ولكن بقاء الوضع كما هو عليه دون أى جديد أو تقدم خطوات إلى الأمام يجعل الإحباط مستمرًا وعدم الإعلان عن أى إنجاز أو خطوات ملموسة كانت موجودة فى البرنامج الانتخابى تجعل أيضًا الخطر موجود.

نعم .. هناك مآسٍ داخل القلعة البيضاء وكان الله فى عون من يتولى المسئولية، نتيجة للمبالغ المالية المطلوبة لفك القيد والبدء فى التحرك لتدعيم الصفوف ومهما كانت درجة نقاوة وشياكة المسئولين عن المجلس وكلهم قادمون من القائمة الموحدة، فإن الخطوات والتدابير المالية والحلول لابد أن يعلن عنها لأن القيد على الأبواب واستمراره لن يدوم طويلًا.

الحدوتة الآن ليست فى اللاعبين فقط أو النوعية التى تستحق أن تلعب فى الزمالك ولكن الجهاز الفنى الموجود حاليًا ينال من الانتقادات جانبًا كبيرًا، عندما كان يفوز معتمد جمال كان كل شىء جميلاً حتى لو كان هناك ديفوهات لأن المكسب بيدارى على الأخطاء والآن وبعد أن تعطلت السفينة الزمالكاوية عادت الأزمات والانتقادات إلى السطح مرة أخرى وتنادى الأصوات بضرورة التدخل والتعاقد مع خواجة أجنبى جديد.

الزمالك يحتاج إلى معجزة حتى يعود مستقرًا قويًا بلا أزمات ويحتاج أيضًا إلى وقت كبير ليحقق أحلام وأمانى جماهيره مع الوضع فى الاعتبار أن هناك لاعبين يلعبون فى الفريق وإمكانياتهم الفنية لا تؤهلهم أبدًا لارتداء الفانلة البيضاء.

رحل الصديق العزيز عمرو عبدالحق رئيس نادى النصر والذى نجح فى أن يقدم الكثير لأعضاء النادى والكرة المصرية من خلال آرائه الجريئة فى كل الجولات الكروية التى كان اتحاد الكرة طرفًا فيها.

كان عبدالحق نموذجًا مخلصًا وصاحب شعبية وسط الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم مثلما كان صاحب شخصية وشعبية جارفة بين أعضاء ناديه الذين يخدمهم بقلب وحب وتقدير.. والمؤكد أن نادى النصر سيفتقد عدم وجود هذه الشخصية، ويجب على مجلس الإدارة الموجود أن يسير على نفس خطة وطموح عبدالحق والدخول المبكر فى صدامات ومهاترات للفوز بكرسى الرئيس سيجعل هذا المجلس محلك سر.

خالص العزاء لآل عبدالحق وفى مقدمتهم الدكتورة سحر عبدالحق شقيقة الراحل والتى سبق وأن أبدعت فى كرسى رئيس النادى وعضوية مجلس إدارة اتحاد الكرة وكانت بصماتها واضحة وبمنتهى الإخلاص وهذه شهادة حق فى سحر عبدالحق.