لا أعتقد أن التنوع والتعدد فى أشكال الاحتفالات الذى يزداد يوما بعد يوم هو التطور الطبيعى للمنظومة الاحتفالية، فلم أجد له منفعة إلا التفرقة بين أفراد الأسرة وتفتيت كيان العائلات ..
أتذكر قبل سنوات، وقتما كنا نجتمع سويا أمام التلفاز، فى انتظار حفل العام الجديد الذى نسهر عليه مجتمعين مع أفراد العائله، قبل أن تتنوع أشكال الحفلات وتتعدد، وقبل أيضا الابتكارات والمزايدات التى بات يتباهى بها الأفراد أمام ذويهم ..
ربما فقدنا الأحساس بدفء الأسرة والعائلة التى كنا نحتمى فى أحضانهم، مستمتعين بما يقدم الينا مهما كانت صورته البسيطة .
ربما كان السبب فى هذا البعد، ضعف ما يتم تقديمه الآن ، ولكن المؤكد أن ضياع الوقت فى البحث عن الحدث الأكبر والجديد فى شكل الاحتفالات جعلنا نفقد لذة الشعور بالفرح، بعد أن انشغلنا بـ «البحث» الذى أضاع لذة شعورنا بالاستمتاع بما نمتلكه .
والحقيقة أن مجرد أجتماعك مع من تحب، نعمة لا يدركها «مغفلون» قرروا البحث عن الجديد، أعتقادا منهم أنه الشعور الأكثر سعادة.
ونصيحة لاحتفال مميز بالعام الجديد، لا تضيعوا أوقاتكم فى البحث .. حاولوا أن تجتمعوا ليلة رأس العام الجديد بين العائلة والأحباء، واستمتعوا بهم بدلا من إرهاق أنفسكم فىما لن يحقق لكم
الشعور بلذة الصحبة الآمنة .
سنة سعيدة على كل أفراد وأحباب وعائلات الجميع.
