خطوط حمراء

الحل فى القاهرة

محمود بسيونى
محمود بسيونى

قبل اشتعال الأوضاع فى الأراضى المحتلة كانت مصر تحذر الجميع من انفجار وشيك فى فلسطين.

حددت القاهرة عدد من الإشكاليات المرتبطة بالصراع على رأسها وجود حكومة إسرائيلية متطرفة شرهة للاستيطان وترفع مستوى العنف باقتحام المسجد الأقصى، وتغلق باب التفاوض وتحاصر الضفة والقطاع حتى ضاقت على الفلسطينيين حياتهم.

ثم تغير المشهد يوم 7 أكتوبر واكتمل الخطر وطفا على السطح مخطط التهجير القسرى باتجاه مصر والأردن وتصفية القضية الفلسطينية بخروج نهائى بلا عودة مما تبقى من فلسطين التاريخية.

فى الملف الفلسطينى ترى مصر ما لا يراه الاخرون، فهى الطرف الاقدم والأكثر انخراطا والاهم انها متمسكة بالنزاهة والتجرد ولا تسعى سوى لمصلحة القضية الفلسطينية واحلال السلام فى المنطقة من واقع ان التهدئة تحقق المصالح المصرية وتعتبر من ركائز أمنها القومي.

تتفاوض مصر مع الجميع، زيارة إسماعيل هنية للقاهرة ووزير الخارجية البريطانى وتحرك مصر وقطر مع الولايات المتحدة للتفاوض مع إسرائيل لاستعادة الهدنة.

تحظى القاهرة بثقل تدركه كل الأطراف الإقليمية والدولية فهى بوابة الحل لأى اتفاق يخص الهدنة وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين وهو أمر يحتاجه الجميع الآن بعدما استنزف الصراع واتسع ليشمل الإقليم كله، فضلا عن تهديد خطوط الملاحة والتجارة وامدادات البترول بسبب ما يحدث فى باب المندب.
الحل فى التهدئة.. ونقطة الانطلاق هى القاهرة.