من القاهرة

نوايا خبيثة

أحمد عزت
أحمد عزت

بعد عدة أيام من هجوم حماس على إسرائيل فى السابع من أكتوبر الماضى، سارعت الولايات المتحدة إلى إرسال قطع حربية ضخمة إلى المنطقة، كان من بينها حاملات طائرات ومجموعات قتالية، وبررت واشنطن موقفها بالرغبة فى منع اتساع دائرة حرب غزة وسعيها لردع أى قوى فى الإقليم ترغب فى امتداد الصراع، إلا أنها ومنذ بداية الشهر الجارى وفى إطار تعاملها مع تهديدات الحوثيين لحركة الملاحة الدولية بالبحر الأحمر أعلنت عن تشكيل «قوة مهام بحرية» دولية للتصدى لهذه الجماعة!

إن الخطوة الأمريكية ليست إلا صبا للزيت على النار المشتعل فى المنطقة، فبدلا من تركيز واشنطن على معالجة أسباب الصراع الجارى فى الشرق الأوسط، والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها وممارساتها ضد الفلسطينيين فى غزة والضفة، وتقليص مساحات المواجهة سواء فى الأراضى المحتلة أو جنوب لبنان أو فى العراق، ها هى تزيد من احتمالات زيادة التوتر بالمنطقة وفى نقطة حساسة واستراتيجية وهى جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب بكل ارتداداتها على حركة التجارة العالمية.

إن التوقيت الحالى ليس مناسبا لترويض أعداء المشروع الأمريكى- الإسرائيلى، وإذا كان الردع العسكرى الأمريكى قد «فلح» مع حزب الله فى لبنان، فربما لن يفيد مع «أنصار الله» فى اليمن، فلماذا تصر الولايات المتحدة على جر الجميع لمواجهة مع إيران فى توقيت تبحث فيه معظم دول المنطقة عن التهدئة؟ إن الأزمة فى الشرق الأوسط هى إسرائيل وعدوانها وممارستها، أما محاولات توجيه البوصلة لأى أمر آخر فلن تفلح.