«ذئابٌ وكِلاب » قصة قصيرة للكاتب محمد عبد المرضي منصور

الكاتب محمد عبد المرضي منصور
الكاتب محمد عبد المرضي منصور

 كرَّتْ الكلاب مع الخنازير البرِّية على مُستعمرةٍ صغيرة مِن مُستعمرات الذئاب في غيابهم، ثم عاشت فيها الكلاب البرِّية واعتادت المئات من هذه الكلاب البَرِّية الهجوم على الذئاب الشاردة البعيدة عن اَوكار القطيع والقريبة منهم لتفتك بها.

ظلَّت الكلاب البرِّية هكذا تنتظر غذاءها يوميا مِن الذئاب الشاردة لتصطادها دون عناءٍ يُذْكَر، وظلَّتْ الذئابُ في حزنٍ مُسْتَمِر ولا أحدَ مِنهم يريدُ أن يفعل شيئا.

 حتى تلك الليلة القمرية التي تجمع فيها بضعةُ ذئاب فوق تلٍّ صغير، قال حكيمُهم: إنَّ الكلابَ البرية تهابُ الحجارة، لذا يجب أن ننذرهم بمغادرة هذا المكان دون رَجْعَة خلال يومٍ واحد؛ وإلا سنقذفهم وجحورهم بالحجارة، وبالتالي سيموتون وجراؤهم الصغيرة.

 ثم استطرد قائلا: مِن دراستي لهذه الكلاب البرِّية وجدت أنَّها جبانةٌ جدا وحريصة على الحياةِ تحت أي ظرفٍ من الظروف، وبنظرية الاحتمالات وجدتُ أنَّ احتمال تَمَسُّكهم بالجحور ضئيلٌ جدا، ووقتها سَندُك  الجحور وسيعيشون في رعبٍ مستمر حتى نعطيهم مهلةً اخري يوما واحدا أيضًا، حين إذ سيهرعون إلى اماكن اخرى لا تعنينا. وسيحتاجون عشرات السنين لاستعادة الكرَّة علينا مع خنازيرهم البرية.