الاحتلال يواصل القصف الوحشى على قطاع غزة ويدمر المستشفيات

«الصحة العالمية» تحذر من وباء كبير.. و»اليونيسيف»: الأطفال لا يشربون ماءً نظيفًا

أحد الفلسطينيين يودع عائلته بعد سقوطهم شهداء جراء القصف الإسرائيلي
أحد الفلسطينيين يودع عائلته بعد سقوطهم شهداء جراء القصف الإسرائيلي

غزة - وكالات الأنباء:
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلى عدوانها الغاشم وإرهابها المستمر على قطاع غزة لليوم الخامس والسبعين على التوالى منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى على يد مقاتلى المقاومة الفلسطينية من حركة حماس. 


واستمر القصف الكثيف الذى تشنه طائرات الاحتلال الإسرائيلى على مناطق متفرقة بالقطاع، لاسيما جباليا شمال قطاع غزة وحولت كتل اللهب الناجمة عن الأحزمة النارية ليل غزة إلى نهار وظل دوى الانفجارات يسمع فى جباليا وغزة وخان يونس ودير البلح ورفح واستشهد خلال 23 ساعة 214 مواطناً وأصيب 300 ليبلغ عدد ضحايا العدوان على القطاع 19667 شهيداً و52586 مصاباً.


وأحكمت قوات الاحتلال سيطرتها على المستشفى المعمدانى بحى الزيتون جنوب القطاع واعتقلت عدداً من الطواقم الطبية والجرحى وكان الاحتلال الإسرائيلى قد ارتكب مجزرة 17 أكتوبر الماضى بقصفه ساحة المستشفى أثناء تواجد آلاف المواطنين النازحين، ما أدى إلى استشهاد وجرح المئات.
وفى وقت سابق أمس، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلى مستشفى العودة شمال القطاع، وحوّلته إلى ثكنة عسكرية بعد احتجازها 240 مواطنا، بينهم 80 كادرا طبيا و40 مريضا، كما اعتقلت ستة من مسئولى المستشفى من بينهم مديره الدكتور أحمد مهنا، إضافة إلى مريض ومرافق كما قامت قوات الاحتلال باعتقال مدير مشفى كمال عدوان ودمرت جزءاً من المستشفى فى بيت لاهيا لتخرج جميع مستشفيات غزة والشمال عن الخدمة.


وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن 8 من أصل 36 مستشفى فى غزة تقدم حاليا خدماتها بشكل جزئي، مشيرة فى الوقت نفسه إلى صعوبات فى إيصال المستلزمات الطبية إلى هذه المستشفيات.
وقالت المتحدثة باسم «الصحة العالمية»، مارجريت هاريس، إن وضع المنظومة الصحية فى غزة «يزداد سوءا»، وإن هناك  أدلة ومؤشرات على «مخاطر من وباء كبير»، مشيرة إلى نزوح قرابة مليون طفل فى غزة، وقد تنتشر الأمراض بينهم.
وأوضحت أن الأجواء باردة وممطرة فى غزة، مردفة: «نرى بأن هناك حالة جوع حقيقية و90 بالمئة من الناس لا يملكون الطعام أو لا يعلمون من أين يحصلون على الطعام الكافي» ونوهت بعدم تمكن جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى من تقديم خدمات الإسعاف فى شمالى غزة، وبالتالى عدم قدرتها على مداواة المصابين.


ومن جانبها، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن الأطفال فى قطاع غزة لا يحصلون على 90% من حاجتهم الطبيعية للمياه وأشارت المنظمة إلى أن المخاوف بشأن الأمراض المنقولة بالمياه فى القطاع «تزداد بشكل خاص نظرا لنقص المياه الصالحة للشرب».


فى غضون ذلك، قال مكتب تنسيق الشئون الإنسانية فى الأمم المتحدة، إن الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة دفعت نحو 551 مليون دولار، استجابة للنداء العاجل الذى أطلقته بشأن غزة وأفاد المكتب فى بيان بأن المبلغ المدفوع يشكل فقط نحو 46 فى المئة من الاستجابة المطلوبة، والبالغة 1.2 مليار دولار.
فى تلك الأثناء، قالت صحيفة هآرتس العبرية إن المؤسسة العسكرية فى إسرائيل تستعد، وفقاً للتوصية الأمريكية، لتغيير طبيعة الحرب فى غزة خلال شهر تقريبا، لكن نتنياهو قد يكون لديه خطط أخرى فبحسب توصيات واشنطن، سيتم إنشاء منطقة عازلة على حدود قطاع غزة وسيتحول القتال إلى شكل غارات مركزة وعلى المستوى السياسى وفى المؤسسة الأمنية، يتشكل تفاهم على أن الحرب فى قطاع غزة من المتوقع أن تنتقل إلى مرحلتها الثالثة (بعد المرحلة الجوية ومرحلة المناورة البرية) خلال الشهر المقبل ويركز النقاش فى إسرائيل على مسألة متى يكون من الأفضل السعى لتحقيق هذا التغيير، فى منتصف يناير أو قرب نهايته.