فى الصميم

قتلة الأطفال.. ما علاقتهم بالحضارة أو الإنسانية؟!

جلال عارف
جلال عارف

مرة أخرى يكرر سفاح الحرب نتنياهو حديثه عن أن حرب الإبادة التى يقودها ضد شعب فلسطين هى حرب بين الحضارة والبربرية. وهو حديث يتذكره دوماً حين يجتمع مع الأمريكيين والمسئولين الأوروبيين، ثم ينساه وهو يواصل عمليات القتل والإبادة للفلسطينيين ويتوعدهم بالطرد أو التهجير القسرى من أرضهم.

حديث نتنياهو كان هذه المرة فى حضور وزير الدفاع الأمريكى المسئول عن فتح مخازن السلاح بلا تحفظ لإمداد الإرهاب الإسرائيلـى بكل احتياجاته.

وحديث نتنياهو عن الصراع بين الحضارة والبربرية صحيح ولكن بالعكس.. حيث البربرية فى أحط صورها تتمثل فى حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل بدعم أمريكا ومشاركتها..

وحيث التحضر عند شعب فلسطين الصابر والصامد أمام وحشية العدوان وحرب التجويع والرافض لكل محاولات تهجيره من أرضه، والمتمسك بحقه المشروع فى مقاومة احتلال عنصرى يواصل جرائمه على مدى ثلاثة أرباع القرن فى حماية قوى كبرى تدعى الدفاع عن الحرية والتمسك بحقوق الإنسان وحق الشعوب فى تقرير مصيرها؟!

أين الحضارة وأين البربرية.. مع عشرة آلاف طفل شهيد حصدتهم قنابل أمريكا التى لم تتوقف عن إمداد إسرائيل بها(!!) ومع تدمير المستشفيات والمدارس عمداً فى جريمة حرب وصلت لحد استخدام إسرائيل (المتحضرة جداً!!) للجرافات فى حصد جثث المرضى مع الشهداء المدفونين فى أرض المستشفيات!!.. وأين الحضارة وأين البربرية مع استخدام قنابل زنتها ٢٠٠٠ رطل فى قصف منازل الفلسطينيين، ومع قتل الصحفيين عمداً حتى لايرى العالم جرائم النازية الصهيونية التى ما كان يمكن أن تتم وتستمر إلا بدعم من كانت تقول إنها زعيمة العالم الحر!!

نعم.. إنها حرب بين الحضارة والبربرية. بين شعب فلسطين وهو يدفع الثمن الغالى للحرية والاستقلال منذ أن قام برابرة العصر بالتآمر لسلب أرضه لإقامة كيان دخيل بالإرهاب والقتل والتهجير..

وبين احتلال عنصرى يقوم على كراهية البشر ويعيش على ابتزاز الغرب، ويرد على تحضر العرب الذين وقفوا معه فى محنته أيام النازية بأن يتحول إلى رمز جديد يجمع بين الصهيونية والنازية فى مواجهة شعب فلسطين..

وفى مواجهة البشرية كلها باستثناء أمريكا وبعض الحكومات التابعة لها التى مازالت ترفض إنهاء المذبحة الصهيونية الأمريكية فى فلسطين، وتدفع الثمن سقوطاً أخلاقياً وسياسياً وهزيمة حضارية لا رجعة فيها.

إنها حرب بين الحضارة وبين البربرية التى أصبح تحالف إسرائيل مع أمريكا رمزاً لها!!