بدون تردد

رسائل الشعب والرئيس (١)

محمد بركات
محمد بركات

بعد النتائج الرسمية المعلنة للانتخابات الرئاسية، التى عبرت بكل الصدق والنزاهة عن الإرادة الشعبية لجموع المصريين، وجاءت ترجمة صحيحة للمشهد الانتخابى الرائع وغير المسبوق، الذى عايشناه وشاركنا فيه مع الملايين من أبناء الوطن،...، نستطيع التأكيد على وجود العديد من المعانى والرسائل، حملها فى طياته ذلك المشهد بكل أحداثه ووقائعه ونتائجه أيضا.

هذه المعانى وتلك الرسائل لم تكن تسير فى اتجاه واحد، بل فى اتجاهين متقابلين، تعبر فى مجملها وتفاصيلها، عن سريان تيار متدفق من التواصل الدائم والمستمر بين الشعب وقائد مسيرته الوطنية.

هذا التيار المتدفق من التواصل المستمر والدائم، هو الدافع والسبب وراء تقدم السيسى للترشح، استجابة لإرادة الشعب الذى طالبه باستكمال المهمة والوفاء بالرسالة، ومواصلة المسيرة لتحقيق طموحات الشعب فى استكمال أسس وأركان الجمهورية الجديدة فى إطار الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة والقوية.
وفى هذا السياق كانت أولى الرسائل الشعبية الواضحة من عموم المواطنين خلال المشهد الانتخابى، هى الاستجابة القوية للنداء الذى وجهه المرشح عبد الفتاح السيسى، طالبا منهم المشاركة الإيجابية فى العملية الانتخابية، والحرص على الإدلاء بأصواتهم بكثافة جمعية واضحة.

وكانت الاستجابة تعبيراً واضحاً عن الحب والتقدير والثقة من جانب الجماهير لقائد المسيرة محل ثقة الشعب، كما كانت فى ذات الوقت صفعة قوية من الشعب، على وجه كل القوى المغرضة والكارهة لمصر وشعبها وقائدها، الذين كانوا يرددون ليل نهار أن الجماهير ستغيب عن الانتخابات، وأنها لن تستجيب للمشاركة بفاعلية.

كما حملت النتائج الرسمية التى أسفرت عنها الانتخابات، رسالة تكليف من الشعب للرئيس المرشح باستكمال المسيرة، واستمرار البناء وتحقيق الأمن والأمان للوطن والمواطن، ومواصلة التقدم على طريق الإنجاز والتطوير والتحديث والتنمية الشاملة، وصولاً لإقامة الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة والقوية، القائمة على العدالة الاجتماعية وسيادة القانون وحقوق الإنسان وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين.

هذا بالإضافة إلى الرسالة الأهم التى حملتها النتائج التى تمخضت عنها الانتخابات، وهى الوعى الكبير لدى جموع الشعب المصرى بأهمية اللحظة والظرف التاريخى الذى يمر به الوطن، وما يتطلبه ذلك من الوقوف بكل صلابة وقوة على قلب رجل واحد، فى مواجهة التحديات والأخطار التى فرضت نفسها على الوطن والمنطقة، فى ظل دوائر النيران المشتعلة فى كل مكان من حولنا،...، وخاصة على مشارف البوابة الشرقية للبلاد، حيث حرب الإبادة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى، فى ظل العدوان الهمجى والإرهابى واللاإنسانى الإسرائيلى على قطاع غزة.

«وللحديث بقية بإذن الله»