صراع رباعي على عرش ميسي

 ليونيل ميسي
ليونيل ميسي

بعد الكرة الذهبية الثامنة للأرجنتيني الأسطوري ليونيل ميسي في 2023، التي قد تكون الأخيرة له، تقف ثلة من المرشحين لتحمّل المسؤولية وخلافة العرش.

ويتقدم هؤلاء الفرنسي كيليان مبابي والثنائي الإنجليزي جود بيلينجهام وهاري كين والنرويجي إرلينج هالاند.

ورغم الموسم المتوسط جدا بألوان باريس سان جيرمان الفرنسي، استفاد ميسي من لقبه العالمي مع الأرجنتين في مونديال قطر، كي يحصد مرة أخرى الجائزة الكبرى.

وبسبب بعده من الآن فصاعدا عن الملاعب الأوروبية، بعدما نفى نفسه في الولايات المتحدة من بوابة إنتر ميامي، في بطولة ضعيفة المستوى، تبدو فرص "البرغوث" في دخول القائمة الذهبية للجائزة مجددا ضئيلة جدا.

من المؤكد أن ميسي (36 عاما) سيحظى بفرصة التألق مع "ألبيسيليستي" في مسابقة كوبا أمريكا الصيف المقبل، لكن حتى في حالة تقديم أداء ملحوظ فإنه لن يتفوّق حتما على منافسيه في دوري أبطال أوروبا، خصوصا خلال كأس أوروبا 2024، التي ستكون بمثابة بوابة حصد الكرة الذهبية المنشودة.

عندما سُئل عن آماله في رفع الكرة الذهبية للمرة التاسعة، لم يحسم الأرجنتيني الأمر بعد الحفل الذي أقيم في نهاية أكتوبر الماضي في باريس: "لا أفكّر في المستقبل على المدى الطويل".

وتابع: "سأتعامل مع ما يحدث يوما بعد يوم. لدينا كوبا أمريكا في الولايات المتحدة، حيث ألعب الآن، ونحن حاملو اللقب. أتلهّف بفارغ الصبر لخوضها".

وبعيدا عن ميسي ومنافسه التقليدي الدولي البرتغالي المخضرم كريستيانو رونالدو (38 عاما) الذي بات بدوره على شفا الاعتزال الذهبي في السعودية حيث يدافع عن ألوان النصر، من الواضح أن الأنظار تتجه نحو الثنائي هالاند ومبابي.

وتنافس هذا الثنائي الشاب في ترتيب جائزة أفضل لاعب لعام 2023 مع ميسي.

ويعوّل المهاجمان على صغر سنهما (23 عامًا للنرويجي، 25 عامًا للفرنسي) وعلى إحصائيات مخيفة.

الغائب الأبرز

أنهى النرويجي موسم 2022-2023 مع مانشستر سيتي بتسجيل 56 هدفا، أي أكثر بهدفين من مبابي، بطل مونديال روسيا 2018.

لكن هذا الموسم (2023-2024)، سيعتمد فقط على سجله مع ناديه لإحداث الفارق، بعدما فشل منتخب بلاده في التأهل إلى نهائيات كأس أوروبا في ألمانيا.

وهل سيمهد ذلك الطريق أمام مبابي للظفر بالجائزة الذهبية؟

سيكون الفرنسي أحد النجوم الكبار في يورو 2024، وهي البطولة الكبرى الوحيدة التي تنقص سجلّه مع منتخب بلاده، بعدما حصد بكأس العالم ودوري الأمم.

ولا يزال في السباق مع باريس سان جيرمان في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.

لكن بعد مستوى أكثر من المتوسط قليلا في المجموعات، يتعيّن عليه رفع أدائه بالأدوار الإقصائية لمساعدة فريقه على الذهاب أبعد من ثمن النهائي الذي يلهث خلف لقبها للمرة الأولى في مسيرته.

وقال مدرّبه الإسباني لويس إنريكي: "لاعب مثل كيليان، أنا متأكد من أنه سيفوز بالعديد من الكرات الذهبية".

ويتعيّن على هالاند ومبابي الحذر من الثنائي الإنجليزي بيلينجهام وكين الذي سيكون ركيزة أساسية في تحدي منتخب "الأسود الثلاثة" للفوز باللقب القاري بعدما حلّ وصيفا لإيطاليا في نسخة 2021.

وظل وفيا لفريقه توتنهام لفترة طويلة، خاطر كين وهو في سن 30 من عمره بالرحيل كي ينضم إلى صفوف بايرن ميونخ.

لكن قائد منتخب إنجلترا سارع لإثبات أنه من دون شك أحد أفضل المهاجمين في العالم (24 هدفا مع النادي البافاري).

في الصيف المقبل في بلده الجديد (ألمانيا)، سيكون حريصًا على محو خيبة أمل مونديال قطر 2022 وركلة الجزاء التي أهدرها في ربع النهائي ضد فرنسا (1-2).

من جهته، أصبح لاعب الوسط الواعد والهداف بيلينجهام (20 عاما) في غضون أشهر قليلة أحد قادة فريقه الجديد ريال مدريد الذي انضم إليه من بوروسيا دورتموند مقابل 103 ملايين يورو.

يقول مواطنه كيران تريبييه لاعب نيوكاسل: "يمكنه أن يصنع الفارق. في مثل هذه السن المبكرة، مع النضج والجودة والقتالية التي يتمتع بها، هو مخيف".

هذا التصريح يمكن أن يخيف أيضا أولئك الذين على غراره يطمحون للجلوس على العرش الذي سيتركه ميسي شاغرا.