ماذا تريد المنظمة المصرية لحقوق الإنسان من الرئيس في فترته الجديدة؟

الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي

تتقدم المنظمة المصرية لحقوق الإنسان برئاسة الحقوقي عصام شيحه بخالص التهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي - رئيس الجمهورية لفوزه بولاية رئاسية ثالثة من المقرر دستورياً أن تستمر حتي عام ٢٠٣٠.

وإذ تنتهز المنظمة هذه الفرصة لتعبر عما تتطلع له من تدابير وسياسات علي الرئيس وحكومته أن يتبنوها خلال السنوات القادمة من أجل استكمال بناء دولة وطنية، مدنية، ديمقراطية، عصرية تحترم حقوق الإنسان وحرياته الأساسية.

وترحب المنظمة بحديث الرئيس في خطابه اليوم عن استئناف جلسات الحوار الوطني خلال الفترة المقبلة، وهذا مؤشر حقيقي علي عدم تلاشي الإرادة السياسية لمواصلة الإصلاح السياسي الشامل، لاسيما معالجة التحديات ذات الصلة بتحترام حقوق الإنسان.

وبما أن الإرادة السياسية علي مستوي القمة لا تزال قائمة وبقوة، تتطلع المنظمة الي قيام السيد رئيس الجمهورية المنتخب بالعمل نحو اتخاذ التدابير الآتية من أجل تحسين حالة حقوق الإنسان في مصر.

- في عام ٢٠٢١ أطلقت الحكومة تحت رعاية السيد الرئيس الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، وكانت هذه خطوة في غاية الإيجابية دعمتها المنظمة ولاتزال تسعي لتحقيق نتائجها المستهدفة، ولكن بالرغم من مرور أكثر من عامين لم يتحقق سوي القليل مما كنا نصبوا إليه، ولذلك تدعوا المنظمة السيد الرئيس أن يضع علي رأس أولوياته تحقيق كافة النتائج المستهدفة للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.

 

- في عهد الرئيس السيسي صدر قانون جديد للعمل الأهلي، أتاح مساحة جيدة لعمل منظمات المجتمع المدني، وبالفعل استطاعت العديد من المنظمات أن تعود من جديد لتعمل في مناخ أكثر انفتاحاً، الا أن عدد من العقبات لاتزال قائمة، لاسيما عقبة التمويل، لذا تدعوا المنظمة الرئيس والحكومة لتبني سياسات تعزز العمل الأهلي، وتكفل أقصي الضمانات الممكنة لحماية وتعزيز الحق في التنظيم.

- تدعوا المنظمة الرئيس أن يتبني في ولايته الجديدة مبادرة لمراجعة الجرائم التي يعاقب اليها بالإعدام بهدف تقليص عددها الغير منطقي في التشريعات المصرية المختلفة.

- في مجال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أنجزت الدولة الكثير، ولعل أحد أبرز هذه الانجازات، برنامج الدعم النقدي تكافل وكرامة الذي يمثل أحد الأركان الرئيسية الضامنة للحق في الضمان الاجتماعي في مصر، تدعوا المنظمة الرئيس للنظر في زيادة قيمة الدعم المالي المقدم للمستفيدين من هذا البرنامج لدعم قدرتهم علي مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر والعالم، خاصا وأن الخمسة ملايين أسرة المستفيدة من البرنامج يعانون من الفقر متعدد الأبعاد. وتدعوا المنظمة أيضا السيد الرئيس لمواصلة تنفيذ مبادرة حياة كريمة لما لها من أثار إيجابية علي الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لاسيما الحق في التنمية، والحق في السكن اللائق والحق في المياه والصرف الصحي والحق في التعليم.

 

- الدولة المصرية في عهد الرئيس السيسي أولت اهتمام كبير لحرية الدين والمعتقد، وقامت بحل إشكالية الكنائس غير المرخصة عبر إصدار قانون جديد لتنظيم هذه المسألة بسمح بتقنين الكنائس غير المرخصة، ويسهل إجراءات بناء دور العبادة المسيحية، كما دعي الرئيس أكثر من مرة لتجديد الخطاب الديني، وتتطلع المنظمة أن يواصل الرئيس في ولايته الحالية دعمه لحرية الدين والمعتقد عبر تقديم مشروع قانون للبرلمان لنبذ خطاب الكراهية كبديل لمادة إزدراء الاديان التي تٌستخدم كوسيلة لتكميم الافواه وكبح حرية الرأي والتعبير.

 

- تدعوا المنظمة الرئيس لمواصلة رعايته لمشروع انشاء وتطوير مراكز الاحتجاز، ولمواصلة الجهود الجارية لتعميم تجربة مراكز الإصلاح والتأهيل لتكون بديل لكافة السجون القديمة التي لا تتمتع بالظروف المثلي للاحتجاز.

 

- المنظمة رحبت بإعادة تشكيل لجنة العفو الرئاسي في منتصف عام ٢٠٢٢ وتفاعلت معها بشكل إيجابي علي مدار هذه الفترة. تدعوا المنظمة الرئيس لمواصلة تلقي طلبات العفو من هذه اللجنة التي شكلها السيسي ، وأن يقوم بالنظر في الاستجابه لأكبر عدد ممكن من طلبات العفو الرئاسي.

 

ختاماً، المنظمة المصرية لحقوق الإنسان تتفهم جهود الرئيس لبناء جمهورية جديدة قاطرتها التنمية والنمو الاقتصادي، وتري المنظمة أن هذه الأهداف النبيلة من شأنها أن تعزز حقوق المواطنين خاصة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ولكنها تؤكد أيضا أن هذه الأهداف لن تتحقق علي الوجه الأمثل بدون توفير أكبر قدر من الحماية والتعزيز للحقوق المدنية والسياسية أيضا، ومن هذا المنطلق أتت تطلعات المنظمة التي تنتظر من الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يعمل علي تحقيقها خلال ولايته الجديدة. 

 

ووجه رئيس المنظمة عصام شيحة بأسم مجلس الامناء والأمانة التنفيذية للمنظمة التهنئة للرئيس وأعرب عن تطلعه لتلبية الرئيس لما ورد في هذا البيان من نداءات عاجلة تهدف لحماية وتعزيز حقوق وحريات كافة المصريين.