صحف أمريكية: أوستن يبحث فى تل أبيب تساؤلات جوهرية بشأن الحرب

اوستن - نتنياهو
اوستن - نتنياهو

يبدو مع الوقت الخلاف المتزايد بين ادارة الرئيس الأمريكى جو بايدن من جهة ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو من جهة أخرى، لكن من دون المساس بالتحالف القوى والالتزام الأعمى الذى تبديه أى إدارة أمريكية تجاه أمن دولة الاحتلال.


ووصل وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن الى تل أبيب أمس ضمن جولة فى المنطقة، حيث سيعقد مباحثات مع المسئولين الاسرائيليين، وفقا لصحف أمريكية، تهدف الى تحجيم الأعمال القتالية الإسرائيلية فى قطاع غزة وجعلها أكثر تركيزا و استهداف لمقاتلى حماس.  


ونقلت نيويورك تايمزعن مسئولين أمريكيين إن أوستن سيبحث مع نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت «بالتفصيل متى وكيف ستنفذ القوات الإسرائيلية مرحلة جديدة يتصور المسؤولون الأمريكيون أنها ستشمل مجموعات أصغر من قوات النخبة. وستتحرك هذه القوات داخل وخارج المراكز السكانية فى غزة، وتقوم بمهام أكثر دقة تعتمد على الاستخبارات للعثور على قادة حماس وقتلهم، وإنقاذ الرهائن وتدمير الأنفاق».
وقالت الصحيفة إن زيارة أوستن تأتى وسط تزايد الانقسامات بين بايدن ونتنياهو وذلك مع ضغوط متزايدة على بايدن، محلية ودولية، لدفع نتنياهو لوقف الحرب فى غزة.  
وذكرت شبكة سى إن إن فى وقت سابق أن المسؤولين الأمريكيين يتوقعون أن تنتقل إسرائيل بحلول شهر يناير إلى استراتيجية أقل كثافة ومحلية للغاية تستهدف بشكل مركز مقاتلين وقيادة محددة من حماس.


ويستمع أوستن، الذى يرافقه رئيس الأركان الأمريكى تشارلز كيو. براون الى تقييمات من قوات الدفاع الإسرائيلية ومجلس الوزراء الحربى ووزير الدفاع جالانت بشأن المرحلة الحالية من الحملة فى غزة، مع التعرف أيضًا على المقاييس التى يستخدمونها للانتقال إلى المرحلة التالية، بحسب مسؤول أمريكي.
وفى وقت سابق من هذا الشهر، حذر أوستن من أن إسرائيل ستواجه «هزيمة استراتيجية» فى الحرب ما لم تتخذ خطوات أكبر بكثير لحماية أرواح المدنيين فى غزة. والآن لديه مقتل ثلاثة رهائن إسرائيليين، قتلهم الجيش الإسرائيلى عن طريق الخطأ يوم الجمعة، مما يعزز حجته.


وجاءت زيارة أوستن فى أعقاب زيارة سبقه إليها مستشار الأمن القومى الأمريكى جاك ساليفان إلى تل أبيب، وهى التى جاءت بعد تصريحات لبايدن قال فيها إن على اسرائيل فعل المزيد لتجنب سقوط مدنيين فى الحرب فى غزة. ومع ذلك قال مسؤول رفيع فى البنتاجون إن أوستن سيوصل رسالة مفادها أن الدعم الأمريكى لحق إسرائيل فى الدفاع عن النفس لا يتزعزع.
وقال مسئولون لشبكة سى ان ان الأسبوع الماضى إنه على الرغم من الاحتجاج المتزايد على إسرائيل لبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين، فإن إدارة بايدن ليس لديها خطط لوضع شروط على مساعداتها العسكرية للبلاد.
من جانبها سلطت صحيفة واشنطن بوست الضوء على الخلافات بين بايدن ونتيناهو. واستدعت الصحيفة فى تقرير لها أمس تصريحات لبايدن قال فيها: أعتقد أن عليه أن يتغير… هذه الحكومة فى إسرائيل تجعل من الصعب عليه التحرك، فى إشارة إلى شريكى نتنياهو المتطرفين والعنصريين فى الائتلاف، بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير».


لكن التقرير فرق بين دعم أمريكا والبيت الأبيض لاسرائيل من جهة، وهو دعم لا يتزعزع، وبين دعم بايدن لنتيناهو. وقال التقرير لقد كرر بايدن بوضوح للمجتمع الدولى وجمهوره المحلى والجمهور الإسرائيلى أن دعمه لإسرائيل غير قابل للكسر، لكن تسامحه مع بعض التكتيكات والسياسات التى تتخذها الحكومة فى تل أبيب بدأ يتضاءل.


ووفقا للمحللين، فإن بايدن يعلم أن الأزمة فى الشرق الأوسط تعرض محاولته لإعادة انتخابه للخطر. فقد وصلت نسبة تأييده إلى مستوى قياسى منخفض بلغ 37%، لاسيما مع حقيقة أن مواطنين أمريكيين لا يزالون بين الأسرى الذين تحتجزهم حماس فى غزة.وبدا بايدن أكثر صراحة بشأن مدة الحرب وأهدافها. وقد دعت الإدارة مؤخراً إسرائيل إلى إنهاء العمليات البرية الكبرى خلال أسابيع، وليس أشهر. بالإضافة إلى ذلك، بدأ بايدن فى التأكيد على أن «النجاح» يتطلب عودة جميع الأسرى، على النقيض من تركيز نتنياهو الوحيد على إبادة كل مقاتل من حماس.