أشارت التقارير الأخيرة إلى احتمال قيام أوكرانيا بتجميع قواتها لشن هجوم مضاد جديد على القوات الروسية في عام 2024. ويأتي ذلك بعد فشل أول هجوم لها بدأ هذا الصيف في اختراق خطوط الدفاع الروسية.
وقد أكد الخبير الألماني السابق في الدفاع "نيكو لانجي" أن أوكرانيا ربما تستعد لشن هجوم مضاد جديد العام المقبل، حيث قد تستهدف منطقة خيرسون وتحاول عبور نهر الدنيبر بقوات كبيرة.
وتعكس رغبة أوكرانيا في الحصول على أسلحة هجومية متطورة من الولايات المتحدة، مثل طائرات هليكوبتر هجومية ومقاتلات وصواريخ بعيدة المدى، طموحاتها الكبيرة في شن هجمات أكثر فعالية.
ووفقا لتقارير صحيفة بيلد الألمانية، فإن أوكرانيا غيرت استراتيجيتها وتخلت عن محاولة طرد القوات الروسية، وتركز الآن على إلحاق أكبر خسائر ممكنة بهم.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري أوكراني قوله إن الهدف الحالي هو تحقيق نسبة خسائر في صفوف الروس 10 إلى 1 لصالح الجانب الأوكراني.
ويرى مراقبون أن أوكرانيا ما زالت تمتلك قدرات وإمكانيات كبيرة، رغم تراجع التفاؤل حول تقدمها العسكري في المرحلة الراهنة.
وسيتوقف نجاح أي هجوم مضاد جديد خلال العام المقبل على حصول أوكرانيا على المزيد من الأسلحة والدعم اللوجستي من حلفائها، بالإضافة إلى قدرتها على استعادة زمام المبادرة الاستراتيجية على أرض المعركة.
ومن المرجح أن تستهدف أي هجمات مستقبلية مناطق حيوية مثل خيرسون والساحل الشمالي للبحر الأسود بهدف قطع خطوط الإمداد الروسية.
كما ستحاول القوات الأوكرانية استعادة المدن والبلدات التي خسرتها خلال الأشهر القليلة الماضية في منطقة دونباس شرقي البلاد.
وبطبيعة الحال، فإن نجاح أي هجوم مضاد سيعتمد بالدرجة الأولى على مدى تمكن أوكرانيا من تعويض خسائرها في العتاد العسكري والقوة البشرية، وكذلك قدرتها على الانتقال من وضع دفاعي إلى وضع هجومي أكثر فعالية.
وفي المحصلة، ما زالت أوكرانيا تمتلك العزم على مواصلة القتال واستعادة أراضيها، رغم تقدم الجيش الروسي على عدة جبهات. وستظهر الأشهر القادمة ما إذا كانت القوات الأوكرانية قادرة على إحداث تحول في موازين القوى على الأرض من خلال شن هجوم مضاد واسع النطاق بدعم من حلفائها الغربيين.
