عاجل

فى الصميم

الوحوش الآدمية.. على حقيقتها!!

جلال عارف
جلال عارف

بعد 7 أكتوبر خرج وزير الدفاع الإسرائيلى المهزوم «جالانت» ليصف الفلسطينيين بأنهم «وحوش آدمية»!!.. الآن، وبعد شهرين ونصف من حرب الإبادة التى يشنها النازيون الصهاينة على شعب فلسطين، يعرف العالم جيدًا من هم «الوحوش الآدمية» حقًا؟ وتدرك شعوب العالم كلها الفارق بين شعب يمارس حقه فى مقاومة الاحتلال والرد على جرائمه، وبين «كيان غير شرعى» قام على الإرهاب واغتصاب الأرض وتشريد أصحابها، ومازال حتى الآن، وبفضل الدعم الأمريكى والغربى  يمثل العنوان الأكبر لدولة الإرهاب، والرمز الباقى للاحتلال الاستيطانى وللنازية فى أبشع صورها!!


ورغم الحصار الإعلامى الذى حاولت الصهيونية العالمية فرضه على ما يجرى فى فلسطين، والتأييد الأعمى الذى منحته الحكومات الغربية  فى البداية - لكل جرائم إسرائيل تحت الدعوى الزائفة بـ «الدفاع عن النفس».. رغم ذلك فإن الحقيقة كانت أقوى وجرائم إسرائيل فاقت فى بشاعتها كل ما يمكن أن تقوم به نازية قديمة أو جديدة، والأكاذيب الإسرائيلية التى كانت أمريكا تتبناها بلا تفكير انفضح أمرها لتعرف الشعوب - رغم التضليل الإعلامى - أن التاريخ لم يبدأ من 7 أكتوبر، وأن الجريمة الإسرائيلية مستمرة منذ ثلاثة أرباع القرن، وأن ما ترتكبه إسرائيل فى «حرب الإبادة» ضد شعب فلسطين يخجل منه النازيون، ويجعل من تسميتهم بـ «الوحوش الآدمية» إساءة تستحق الاعتذار للوحوش!!


شهران ونصف من فرض حرب التجويع على شعب فلسطين فى غزة ومن تدمير المستشفيات عمدًا، ومن القصف العشوائى الذى راح ضحيته ما يقرب من 20 ألف شهيد 70٪ منهم من الأطفال والنساء، ومن تدمير 80٪ من منازل غزة، ومن قتل كل أسباب الحياة ليكون الخيار الوحيد أمام الفلسطينيين هو ما بين الاستشهاد أو التهجير. ورغم ذلك كله مازلنا نرى دولًا كانت تتشدق بالحديث عن حقوق الإنسان وحرية الشعوب تتغاضى عن ذلك كله، وتواصل إرسال الأسلحة لقتل المزيد من أطفال فلسطين.. ثم تجد الجرأة لكى ترفض إيقاف الحرب، ولكى تمنع إدانة إسرائيل على ما ترتكبه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.. ربما لأنهم يدركون جيدًا أن العدل حين يأخذ مجراه، فلن تكون نازية إسرائيل وحدها فى قفص المحاكمة!!