الأديبة نور الموصلي الفائزة بجائزة «فدوى طوقان»: المذابح «الهمجية» في «غزة» زلزلتني

نور الموصلي
نور الموصلي

نور الموصلي، شاعرة وقاصة سورية، من مواليد دمشق 1987، حائزة على جائزة الشارقة للإبداع العربي للقصة القصيرة فى دورتها الخامسة والعشرين 2022 عن مجموعتها القصصية «متحف النساء»، التى تتضمن عدداً من قصص النساء، وتحديهن للصعاب والظروف القاهرة، واستطاعت جذب القارئ بإسلوب رشيق للدخول إلى عالم كل قصة، والعيش فيها، وكأنه جزء من تفاصيل أحداثها، ومؤخراً حصدت «نور» جائزة «فدوى طوقان للشعر»، عن مجموعتها الشعرية «ربما أخرج يوماً من ثيابي»، التقينا بها للاقتراب أكثر من عالمها الإبداعي، ولإلقاء مزيدٍ من الضوء على موهبتها.

عن البدايات تقول «نور»: لا أظن أننا نختار طريق الإبداع اختياراً، بل هو الذى يختارنا حين يبهرنا ببهاء دربه، ويوجه اهتماماتنا، إليه ليصبح بالفعل طريقنا الوحيد، سحرنى وقع الكلمة الجميلة منذ الصغر، وشدتنى الموسيقى الشعرية، وتكثيف القصص القصيرة، ونفس الروايات الطويلة، قرأت وتزودت من معين الأدب العربى الكثير ، مما جعلنى أجد نفسى ومن دون تخطيط متورطة فى هذا العالم الساحر، ولمعلمة اللغة العربية فى المدرسة الفضل الأول فى توجيهى بعد أن لمحت فى سطورى الطفولية ظلال أدب مشوشة، فهذبتها، ووجهت خطواتى الأولى، وكانت خير داعم لي.. وعن أهم محطاتها الإبداعية، والأقرب إليها الشعر أم القصة؟ قالت:  لا يحكم أديب على نصه، ولست أنا الأعلم بما أبرع فيه، أظن أن إجابة هذا السؤال عند القارئ، أما عن نفسى فكلا الجنسين الأدبيين وليد قلبى لا يمكننى المفاضلة بينهما، وأعتبر حصولى على المركز الأول فى جائزة الشارقة للقصة القصيرة كانت أولى أهم المحطات فى حياتي، يأتى بعدها فوزى فى جائزة «فدوى طوقان فى الشعر»، ثم وصولى إلى مرحلة نصف النهائى فى «برنامج أمير الشعراء» ، هذه محطات سلطت الضوء على تجربتى وأوصلت نصوصى إلى شريحة واسعة من الجمهور.

◄ الشعر ضمير الشعوب

وعن مدى تأثر تجربتها الإبداعية بالحرب فى سوريا وقطاع غزة، ودور المثقف العربى فى المقاومة وقت الحرب واللا حرب، تحدثت «نور» فقالت : «الحرب تصقل النفوس والتجارب، فتوجه «بوصلة» كل اهتمام إلى القضية الأسمى على الإطلاق، ألا وهى الإنسانية، المتضرر الأكبر فى كل حرب، والشعر ضمير الشعوب، ولسانها الناطق بالحق، وحامل رسالتها، لذا رغم أنه قد يبدو أوهن أساليب المقاومة إلا أنه أقدرها على الوصول إلى أقصى بقاع الأرض، حاولت وأحاول كثيراً تسجيل موقفٍ مقاوم من خلال الكلمة، لنصرة أهلنا أهل الحق فى فلسطين، والمساهمة فى كشف جرائم المحتل وتوعية الشعوب بخطره على الجميع، نعم بالتأكيد، الحرب الشعواء فى غزة أدخلتنى حالة صعبة جداً، والمذابح «الهمجية» فى «غزة» زلزلتنى، وقد أحسست فيها بعجز الشعر عن التعبير عما يختلج فى النفس من آلام، رغم أنه سلاح الشاعر الوحيد فى مواجهة الظلم، استطعت بعد معاناة أن أكتب لأطفال غزة، لعل الكلمة تمسح على رءوسهم، ومن ذلك مقطع شعري: «يطمئننى فى الجوارِ الطبيبْ: «غداً سوف تُشفى الجراحُ، ولكنْ ستبقى الندوبْ»، أطمئنهُ: وستكبرُ تكبرُ.. حتى تصيرَ قنابلَ موقوتةً فى القلوبْ»، والمثقف هو القارئ المطلع العارف صاحب الوعى الأكبر بين فئات المجتمع، لذا فمن واجبه نشر الوعى الوطنى فى محيطه، وحث الجيل على التمسك بقضيته ونصرتها ولو بكلمة، وهذا دور يجب ألا يقتصر على وقت الحرب، بل فى السلم أيضاً، غير أنه فى الحروب لا شك ينبغى أن يكون مُضاعفاً.. وعن أحب نصوصها إليها، ومشروعها الإبداعى القادم، قالت:  «ديوان شعرى أظن أنه قريباً سيرى النور، فيه تجربتى الإنسانية لا الشعرية فحسب، ويضم قصائد تفعيلة تعالج موضوعات إنسانية مختلفة، وكل قصيدة فيه ترتبط بحالة روحية خاصة، لذا فهو يعنى لى الكثير، ومجموعة نثرية تضم نصوصاً، وجدانية تحاكى الواقع بما فيه من مآسٍ وآلامٍ.