دعا محرر الدفاع في صحيفة "التليجراف" كون كوغلين سلاح الجو الملكي البريطاني إلى ضرب حقول النفط التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي، كأهداف أولى للسلاح بعد أن بات مخولا برلمانيا بالاشتراك في الحرب ضد هذا التنظيم.
ونوه كوغلين - في مقال نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني - عما يُدّره البيع غير القانوني للنفط الذي تنتجه حقول مدينة الموصل شمال العراق ، من عوائد مربحة تؤّمن موردًا هامًا من موارد دخل التنظيم الإرهابي ، إلى جانب الموارد التي تُدرها أنشطة إجرامية أخرى كعمليات نهب البنوك وافتداء الرهائن.
وقال إنه ولأسباب مبهمة ، أحجمت طائرات التحالف الدولي بقيادة أمريكا عن ضرب خطوط الإمدادات النفطية لداعش، على الرغم من معرفة قادة التحالف بمدى حيوية تلك الخطوط لبقاء التنظيم وعدم انهياره بانقطاع مورد حيوي من موارد تمويله.
وأضاف أن هذا الإحجام العام من جانب شركاء التحالف الغربي عن استهداف تلك الخطوط الإنتاجية ، طالما كان باعثا كبيرا على الإحباط في صفوف الحلفاء العرب ، ممن يتساءلون عن سرّ الإحجام عن استهداف هذه الخطوط الإنتاجية في وقت مبكر.
ونقل كوغلين في هذا الصدد عمّن وصفه بـأحد كبار الدبلوماسيين العرب ، دون أن يذكر اسمه ، القول " لقد أعطينا الأمريكيين الإحداثيات الدقيقة لخطوط النفط منذ شهور ، غير أنهم لم يفعلوا شيئا يذكر".
ورأى صاحب المقال أن السبب في إحجام قادة التحالف الغربي عن ضرب هذه الخطوط حتى الآن هو أن هؤلاء القادة لم يكونوا يرغبون في مضايقة تركيا ، التي تعتبر حليفا حيويا في الحملة المناوئة لداعش ، ولكنها كانت تتعامل مع داعش من الجهة الأخرى.
ولفت كوغلين إلى أن صدام حسين استطاع في حقبة التسعينات التحايل على عقوبات الأمم المتحدة عن طريق تهريب النفط عبر الحدود التركية ، واليوم ، فإن عددا ممن كانوا زملاء لصدام في حزب البعث ، باتوا قادة في تنظيم داعش ، ومن ثمّ فليس صعبا أن نفهم السبب في اتهام روسيا للأتراك بالتعاون مع داعش ، فيما يتعلق بعمليات تهريب النفط - يبدو أن البعثيين لم يفعلوا سوى أن أعادوا تشغيل شبكة التهريب القديمة.
واختتم الكاتب قائلا إنه مهما كانت التعقيدات الدبلوماسية التي تكتنف عمليات تهريب داعش للنفط ، فإن استهداف سلاح الجو الملكي البريطاني الآن بشكل مباشر لتلك العمليات هو بلا شك خطوة إيجابية على الطريق الصحيح ؛ فبدون تمويل جيد ، فإن تنظيم داعش سيواجه المزيد من الصعوبات في استمرارية حملته الإرهابية ضد العالم الخارجي.