الأفارقة الأبطال على طريق الإبداع الأوروبي.. موسم «ليستر» للمفاجآت يُطبخ علـى نار هادئة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

فى أكتوبر الماضى نوهنا فى سطور سابقة لثمة مفاجآت تلوح فى الأفق، هناك حيث منبع المتعة الكروية، الدوريات الأوروبية، وبالتحديد الإنجليزى، الإسبانى، الألمانى، الدوريات الثلاثة خلال ما أقيم فيها من جولات حتى الآن تشير إلى سيناريو مشوق فى طريق المنافسة على اللقب.. وجاء الأسبوع الماضى ليُشعل طريق المفاجآت، ويضع حكاية التتويج الخاصة بالدوريات الثلاثة بمنظور آخر لدى المتابعين وعشاق كرة القدم الذين اعتادوا على أبطال تقليديين ومعتادين خلال السنوات الماضية.


البداية كانت من المفاجأة الأبرز، خلال الأسبوع السادس عشر من الدورى الإسبانى، وهى إنهاء فريق جيرونا للجولة وهو فى الصدارة برصيد ٤١ نقطة وبفارق نقطتين عن ريال مدريد، لم تكن هذه المرّة الأولى التى يتصدر بها جيرونا هذا الموسم، إلا أن التصدر فى هذه الجولة كان له طعم آخر، ضرب أكثر من عصفور بفوز واحد، بعد الفوز على برشلونة على ملعبه ووسط جماهيره ٢/٤، وهو منافس مباشر على اللقب، كما أن الفريقين من إقليم كتالونيا لذا كانت مباراة ديربى، وقبل انطلاق المباراة تعادل الريال مع ريال بيتيس ليعود جيرونا بفوزه الغالى للصدارة.

اقرأ أيضاً| الأهلى «صاحب السجل الحافل» .. وأوكلاند سيتى «وداع برقم قياسى»

الفوز لم يأت من قبيل الصدفة، بل قدم الفريق الكتالونى كرة ممتعة وسلسة وعلى فريق بحجم برشلونة جعلت الجميع يشعر أن نجاحات جيرونا منذ بداية الموسم ليست مجرد نتائج إيجابية وستتوقف بمجرد انتباه بقية الفرق لهذه الحالة، بل قد تصبح مقدمة لفيلم حدث فى إنجلترا منذ ثمانية أعوام، موسم ٢٠١٦، حينما توج ليستر سيتى بالدورى فى موسم لن ينساه عشاق الكرة مع المدرب الإيطالى آنذاك كلاوديو رانييرى.

يقود جيرونا المدرب الإسبانى ميشيل سانشيز، ويضم الفريق أكثر من لاعب لديه الخبرة مثل المدافع الهولندى دانى بليند صاحب ال٣٣ عاماً، المهاجم الأوروجويانى ستوانى صاحب ال٣٧ عاماً، بالإضافة لمواهب شابة مثل المهاجم الأوكرانى دوفبيك والظهيرين، البرازيلى كوتو، الإسبانى جوتيرز، وغيرهم.

قد لا يستطيع جيرونا الاستمرار فى المنافسة حتى النهاية، وهو ما أشار إليه المدرب بعد اللقاء أن فريقه لا يستهدف لقب الليجا، وفى المقابل قد يكون المدرب يهدف لرفع الضغط الذى سيسلط على لاعبيه فى الفترة القادمة، إلا أنه من المؤكد، هناك ضمان للمتفرج والمتابع لجيرونا بحصوله على دعوة مجانية للمتعة الكروية.

وفى المقابل يعد برشلونة صاحب ال٣٤ نقطة فى موقف صعب، ورغم أنه مازال مبكرا للحكم على أدائه وسيناريو المنافسة لكنه يبتعد عن الريال وجيرونا واحتمالية تواجد أتليتكو فى دائرة المنافسة بامتلاكه ٣٤ نقطة ولديه مباراة مؤجلة.

الفيلانز.. قاهر الكبار

وفى الدورى الانجليزى، الذى دائماً يوضع فى المكانة الأفضل بين دوريات العالم، بات هناك مفاجأة أخرى لا تتوقف عن تصدير الاندهاش من مباراة لأخرى، فريق أستون فيلا، الذى استطاع خلال أربعة أيام يهزم حامل لقب البريميرليج ووصيفه، مانشيستر سيتى وآرسنال على ملعبه الفيلا بارك، ولعل هذا ضمن أسباب الفوز، حيث فاز الفريق حتى الآن ب١١ مباراة من أصل ١٦، ال١١ كانت على ملعبهم، بينما خسروا ١٣ نقطة جميعها خارج أرضهم، حاليا يقبع أستون فيلا فى المركز الثالث ب٣٥ نقطة بفارق نقطتين فقط عن ليفربول المتصدر.

الفوز على السيتى وآرسنال كان بمثابة الصدمة على المنافسين، ووضع الفيلانز كما يُطلق عليهم فى مكانة مختلفة ومزعجة للجميع هذا الموسم، ليس شرطاً أن يكون منافساً على اللقب، لكن على الأقل تواجده بين الأربعة الكبار سيكون مفاجأة فى ظل الصراع الشرس عليه بين فرق عدة ولها تاريخ وتمتلك لاعبين مميزين، فالكل يهدف للتأهل لدورى الأبطال وهو أمل الجميع فى كل الدوريات .

يقود الفيلانز فنياً، الإسبانى أوناى إيمرى، الذى منذ فترة ليست بالبعيدة، كان قد صُنف بأنه مدرب للفرق المتوسطة، خاصة بعد تجربته الصادمة مع باريس سان جيرمان عقب خسارته الشهيرة والمعروفة بالريمونتادا أمام برشلونة.

كما أنه كان مدربا لآرسنال، ولم تكن تجربته بالناجحة مع الفريق اللندنى، لذا فمهمته مع أستون فيلا كانت بمثابة إثبات الذات، أستون فيلا فاز على السيتى وآرسنال وتشيلسى وتوتنهام، فإلى أين ستصل رحلته، بل مغامرته هذا الموسم؟

البوندسليجا.. بين باير وبايرن

وفى الدورى الألمانى، مازالت رحلة باير ليفركوزن مستمرة فى الصدارة على حساب البطل التاريخى والتقليدى للبوندسليجا بايرن ميونخ، ليفركوزن يمتلك ٣٦ نقطة، بايرن ثانيا ب٣٢ نقطة ولديه مباراة مؤجلة.

تعادل مؤخرا ليفركوزن مع شتوتجارت -صاحب المركز الثالث ب٣١ نقطة- وأهدر فرصة توسيع الفارق مع البايرن الذى خسر بنتيجة مفاجأة أمام إينتراخت فرانكفورت ١/٥ فى مباراة شهدت تألق عمر مرموش الذى سجل هدفاً وصنع هدفين.

يقود ليفركوزن النجم الإسبانى تشابى ألونسو الذى كان لاعباً فذا فى ليفربول وريال مدريد، وتعد بدايته التدريبية جيدة، وتستحق المتابعة.

تراجع كبار أفريقيا

وهناك مفاجآت شهدتها بطولة دورى أبطال أفريقيا، مفاجآت تعلقت بكبار القارة وعلى رأسهم البطل التاريخى لمسابقاته والأكثر تتويجا والحاصل مؤخرا على لقب أفضل ناد فى القارة، الأهلى، حامل لقب المسابقة، توقع الجميع حسم تأهله مبكراً من مجموعته التى تضم شباب بلوزداد ويانج أفريكانز وميدياما، إلا أنه تعثر فى مباراتين متتاليتين بتعادلين مع أفريكانز وشباب بلوزداد، مازال الأهلى متصدر ب٥ نقاط وخلفه بلوزداد وميدياما ب٤ نقاط ثم يانج بنقطتين، إلا أنه كانت أمامه فرصة لحصد ٩ نقاط بسهولة.

أما الأكثر تراجعا خلال هذه الفترة، هو الوداد البيضاوى المغربى، وصيف النسخة الماضية وبطل قبل الماضية، فقد خسر أول لقاءين أمام جالاكسى وأسيك وفاز بصعوبة بالغة على أرضه فى اللقاء الثالث على سيمبا، يتصدر المجموعة أسيك بسبع نقاط، جالاكسى يمتلك ٤ نقاط، الوداد ٣، سيمبا ٢ ومازال موقف الوداد فى المجموعة صعب.

أما الفريق المصنف كأمتع من يقدم وجبة كروية دسمة فى أفريقيا مؤخراً ، صن داونز، فقد حصد ٤ نقاط فقط من أصل ٩، فى سابقة لم تحدث خلال مشاركاته الماضية، خسر أمام مازيمبى بالثلاثة، وتعادل سلبيا على أرضه مع بيراميدز الذى يمتلك فرصة بأن يكون السبب فى إقصاء صن داونز حال فاز عليه فى الجولة الرابعة بالقاهرة ليصعب موقفه فى التأهل، الفرق الأربعة فى هذه المجموعة تمتلك نفس الرصيد، وفارق الأهداف هو من يتحكم فى الترتيب، يتصدر صن داونز المجموعة، ثم مازيمبى، نواذيبو، بيراميدز .

أما الترجى صاحب الأربعة ألقاب، والذى يعد عادة خلال السنوات الأخيرة -رغم تراجع مستواه- مرشحا دائما للتتويج، يعانى من اهتزاز نتائج فى مجموعته، وهو نفس حال مواطنه النجم الساحلى الذى يعد وضعه أسوأ، يتصدر مجموعتهما بترو أتليتكو ب٧ نقاط، الترجى ٤، النجم ٣، الهلال ٣.

خسر النجم أمام الترجى وبترو أتليتكو -فى تونس- وخسر الترجى أمام الهلال وتعادل مع بترو فى تونس، لذا فإن النتائج الأفريقية لكبار القارة بها مفاجآت وتسير على نهج الدوريات الأوروبية.