«زهرة» قصص قصيرة للكاتبة رانية المهدي

رانية المهدي
رانية المهدي

 

قرونُ تمر وأنا المصلوب على ذنبي، هجرت العالم فهجر ذاكرتي، الحروف والكلمات ضاعت من قلمي، حتى رائحة القهوة تعفف المرور على أنفي.

هي فقط التي ما زالت على العهد، تأتي كل يومٍ لتسعى في دفاتري، تنَثر العطر على قلبي وتنصرف،  اليوم اقتربت مني على غير عادتها.. ابتسمت لي وهي تهمس: تاج الشوك على رأسك أنبت زهرة.

لتنطلق مني شهقة العائد وأنا أتحسس قلبي الذي نبض.

 

 

دُمية:

توسدت الهواء في صدره وذابت، اختلطت بدماء شراينه، عزفت أناملها لحن الحب وقالت:

 من اليوم أنا على دينه

حملها فوق السحاب، ضحكت، عبثت، شربت عسله وغابت.

عادت وقد أحكم طوق رقبتها، ورسمها ظلًا في دفتر أساطيره.

 

 

اختباء:

 

اختبأت من العالم في شجرة تمردت على العالم وقررت الرحيل.. حملتني في جوفها ليلا وانتزعت جذورها من الأرض عنوة.. سارت سنوات تبحث عن الحرية المزعومة.. طال البحث فماتت عطشى وأنا معها.