بـ 9 رصاصات في جسده.. مقتل عريس «شبرا الخيمة» قبل زفافه

الضحية
الضحية

حبيبة‭ ‬جمال

  المخدرات هي الفاعل الرئيسي والمحرك الأساسي وراء جريمة القتل التي شهدتها شبرا الخيمة وراح ضحيتها عريس قبل زفافه بأيام.. القاتل تحول إلى نصف مجنون بسبب المخدرات التي عصفت بعقله وحولته لشخص موتور لا يدرك نتائج وأبعاد أفعاله وإن بقي العقاب الذي يستحقه جراء جريمته، وكانت النتيجة إقدامه على قتل صديق العمر في لحظة غاب فيها العقل والضمير وبدون أي سبب واضح.. ونحن نستعرض هذه الجريمة ندق من جديد ناقوس الخطر حول الآثار المدمرة للمخدرات التي تعصف بعقول شبابنا.. وإلى التفاصيل المثيرة.

الحكاية بدأت فصولها في محافظة القليوبية، وتحديدا داخل بيت بسيط في شبرا الخيمة؛ حيث نشأ بطل قصتنا مصطفى يوسف، شاب يبلغ من العمر ٢٥ عاما، معروف بالطيبة وحسن الخلق، ومعهما كان شابا طموحا لديه أحلام كثيرة، بدأ مصطفى ينسج خيوطها منذ الصغر، لم يكن مثل غيره من الشباب، سعى لتكوين نفسه ومستقبله، افتتح عدة كافيهات رغم صغر سنه، وقرر استكمال نصف دينه، أحب فتاة وتقدم للزواج منها، واستعد لتجهيز عش الزوجية، مستعجلا الأيام والليالي التي ستجمعه وفتاته تحت سقف واحد، لكن تحطمت أحلامه و أسرته برؤيته عريسا؛ بعدما قتل غدرا وعلى يد أقرب أصدقائه.

المتهم

أحيانا يظهر ما بين الأصدقاء من يشذ عن قواعد الصداقة التي هي من أنبل المعاني الإنسانية؛  مصطفى كان لديه صديق يدعى إسلام، ظنه من المقربين منه، يخرجان سويا ويأكلان معا؛ لكن بمجرد أن بدأ مصطفى يتفوق عليه في حياته ومستقبله؛ دبت الغيرة في قلب إبراهيم -حسب كلام أسرة مصطفى- الذين قالوا إن إبراهيم انجرف نحو طريق المخدرات وبمجرد أن عرف مصطفى ذلك قرر أن يقطع علاقته به ويتجنب الجلوس معه، فكانت الشرارة التي أشعلت النار والحقد والغل أكثر في قلب إسلام، بدأت بمشاجرته مع شقيق مصطفى حول الجلوس على المقهى الخاص بهم.. ففي أحد الأيام توجه إليه عبد الرحمن شقيق مصطفى وطلب منه عدم الجلوس داخل المقهى بسبب تعاطيه للمواد المخدرة فما كان منه إلا أن تعدى على عبد الرحمن وأصابه عدة إصابات ومن هنا بدأت المشكلات تتوالى.

كمين الغدر

تعددت المناوشات والمشاجرات مع المتهم، وذلك مع اقتراب حفل زفاف مصطفى عريس شبرا الخيمة، وبعد مرور عدة أيام فوجئ مصطفى بقدوم «إسلام»، إليه يخبره أنه جاهز للصلح معه وخاصة أن فرحه يقترب ولا يصح أن يكونا متخاصمين، رحب مصطفى بالصلح، لم يدر ذلك المسكين أن صديق عمره الذي أكل وشرب معه يخطط لقتله وأن الصلح مجرد كمين وفخ له.

ذهب مصطفى ومعه اثنان من أصدقائه، وبمجرد وصولهم للمكان المتفق عليه، أطلق المتهم وأربعة آخرين الرصاص عليهم من كل مكان، فكان نصيب مصطفى 9 رصاصات اخترقت جسده بالكامل ليسقط غارقا في دمائه، وأصيب الاثنان الآخران.

حالة من الفزع والرعب سيطرت على أهالي المنطقة بمجرد سماعهم صوت الطلقات وجدوا المشهد أمامهم ولون الشارع الذي تحول الى اللون الأحمر، نقلوا الضحايا سريعا للمستشفى، وظل مصطفى 9أيام داخل العناية المركزة، تحيطه دعوات الجميع من حوله بالشفاء، لكن صعدت روحه للسماء وبدلا من أن يزف لعروسه زفوه لمثواه الأخير، وأصبحت مطالب الأسرة هي القصاص العادل لابنهم الشاب الذي مات غدرًا دون سبب.

بلاغ

 تلقى مدير أمن القليوبية؛ إخطارًا من شرطة النجدة يفيد بمقتل شاب وإصابة آخرين.. على الفور انتقلت قوة من قسم ثان شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، وعثرت على شاب يدعى «مصطفى يوسف» يبلغ من العمر25 عاما، مصابا بعدة طلقات، نقل إلى مشرحة زينهم تحت تصرف جهات التحقيق، التي صرحت بدفن الجثة عقب ورود تقرير الطب الشرعي، وتحريات المباحث حول الواقعة وملابساتها، وسؤال أهلية المتوفى وشهود العيان بالواقعة، تبين أن وراء ارتكاب الواقعة كل من «شعبان. أ.ح» وشهرته (دودو) 24 سنة صاحب مغسلة ومقيم بمدينة فتح الكابلات بشبرا الخيمة، و«باسم. أ.ح» 35 عامًا- عامل ومقيم بمدينة فتح الكابلات- شبرا، و«إسلام. ع. ش» 24 سنة عاطل ومقيم بالكائنات بشبرا الخيمة، و«صابر. أ. ح» 33 سنة ومقيم شبرا الخيمة، و«سيد أ.ح».

كما تبين أيضا أن المتهمين جميعًا شرعوا في قتل المجني عليهما، أحمد عبدالعال- ومحمد سعيد، بأن أطلق المتهم الثاني إبان تواجد الأول منهما صحبة المجنى عليه المتوفى عيارًا ناريًا من سلاحه الناري وتعدى المتهم الثالث عليه بسلاحه الأبيض- «مطواة» برقبته، ووجها قاصدين من ذلك قتله فأحدثا به إصابات، وأطلق المتهم، الأول صوب الثانى منهما اثناء تواجده بمسرح الجريمة مصادفة عيارًا ناريًا من سلاحه النارى قاصدًا من ذلك قتله فأحدث إصابته المبينة بتقرير الطب الشرعى الخاص به حال تواجد باقى المتهمين على مسرح الجريمة للشد من أزر بعضهم البعض، إلا أنه قد خاب أثر جريمتهم لسبب لا دخل لإرادتهم به وهو مداركة المجنى عليهما المصابين لما لحق بهما من علاج.. وألقت الأجهزة الأمنية القبض على المتهمين وتحولت القضية للمحكمة.

القصاص

ظلت القضية متداولة على مدار عام كامل داخل ساحة المحكمة، حتى قضت محكمة جنايات شبرا الخيمة، الدائرة الرابعة، برئاسة المستشار رضا أحمد إبراهيم عيد رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين خالد حلمي الشماسي، وهيثم جمال محمد الدين، ومحمود منير خليل، وبحضور شريف أشرف وكيل النائب العام، بإحالة أوراق المتهمين الخمسة إلى فضيلة المفتي، لأخذ الرأي الشرعى فى إعدامهم، بتهمة قتل المجني عليه «مصطفى» المعروف إعلاميا بـ «عريس شبرا الخيمة»، وحددت جلسة الأسبوع الثالث من شهر ديسمبر للنطق بالحكم.

ليثلج الحكم صدور أسرة مصطفى، فبمجرد سماعهم للحكم كانت مشاعرهم ممزوجة ما بين السعادة أنهم أخذوا حق ابنهم الذي قتل غدرا، وما بين الحزن لأنه لم يعد بينهم ولن يكون في حياتهم مرة ثانية.

هذه القضية التي كانت بدايتها المخدرات انتهت بجريمة قتل وإعدام المتهمين.

إقرأ أيضاً : المدمن.. أنهى حياة مسئول بمصحة العلاج قبل نقله إليها

 


 

 

 

;